كنتُ في سباتٍ عميق حبيسة قمقم الرّق الذي استبد وأباد ملامح بهجة الإحساس بالمسرة وسرق نشوة التُؤَدَة .. وفي ذات يومٍ نكأ جرحي وبثقل استيقظتُ وأنا أتوكأُ على ذراع الأوجاع .. لتنهض بداخلي أنثى متمردة مكبلة أسيرة من داخل زنزانة القسوة .. فمعها كسرتُ أصفاد الخوف، فتحررتُ من العبودية الغاشمة، تحديتُ صعاب الأمواج المتلاطمة، ثم حطمتُ ظلام بؤس الإستيلاء؛ لتشرق بين يديّ الثقة محفوفة بحدائق غُلبا.
فشهدتُ ولادة فتيل الإشراق بجمال الحظ منذ الثواني الأولى بشراييني، طلعها نضيد تسر الناظرين، فباتت تتبلور آمال مشمسة، وتتشكل أحلام مشرقة، وتتجدد قناديل غيمة الإبتهاج، لتطوف بخشوع تلاوات متبتلة لتمنحني عتقاً من برد الحياة .. حينها حزمتُ أمتعة الآلام المخبأة بين ثناياها أنين الإحتراق، وكدر الإختراق في حقيبة سفر مؤبدة، ووضعتها في ضريح قَصِيّ، ثم نفثتُ على أبواب الجحيم المسعرة وأقفال القحط المدمرة حرزًا، وأقسمت ألاّ تعود.
وها أنا أعودُ إلى أدراجي وردة كالدهان، أمام صرح أنوثتي الناضجة كمواسم الأعياد، أمتص شهيقاً نقياً من زوايا ذاكرتي، فتعكس صورتي ذات الغصون النضرة صفاء أحضاني كالسماء، يرسو على بحر أشجاني نبوءة العشق المجنون، فينبثق الحب متزملاً بوشاية الوله، متوشحاً اللوعة، حاملاً نبراس الهيام.
لذا حملتُ ترياق الخلود فبزغ فجرك الجديد على شاطيء الخضوع، ليغير عبق التاريخ بغيثك المريء، لتنضج بتلات روحي بأصقاع وطنك، فأغزل أسطورة عشقك الألفية، ثم انثر رضاب حبك المياس بخافقي، لتكفكف براكين اشتياقي، فغرقتُ بك حتى النخاع يا من أعدتَ صياغتي على محراب عناقيد حنانك يا سيد عشقها.
همسة :
رفرفي بالسعادة أيتها الأماني والأحلام .. سينجلي الغم ويرحل العسر بأمر رب الأنام ..
فاطمة روزي
كاتبة وفنانة تشكيلية
مقالات سابقة للكاتب