الحياء خلق يضيء زوايا النفس البشرية ، كيف لا وهو بلا منازع تاج على هامة الأخلاق ، وهو دليل على نقاء روح صاحبه ، و عفة يترفع بها عن شهوات نفسه “والحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة” .
و الحياء من أقوى الوسائل لمخافة العبد لربه ، لأنه يلزمه بفعل الجميل و ترك القبيح من القول و العمل ، استشعاراً لمراقبة الله له سراً و جهراً.
و المؤمن يستشعر الحياء مما اقترف من ذنوب مهما صغرت ( لا تنظر لصغر المعصية ، ولكن أنظر لمن عصيت ) .
و إن من الحياء خلق تحمل المسؤولية الاجتماعية و محبة عمل الخير للناس كسباً للخيرية و إبعاداً للأذى عنهم ، في طرقاتهم و مساجدهم و مساكنهم ، فهذا رجل نحى غصناً من الشوك عن طريق المسلمين فشكر الله له و أدخله الجنة يتقلب في نعيمها كيف شاء .
فما بالكم طاب فالكم بمن يسعى لإنشاء مدينة من الضرر ( تلوثاً صحياً و أمنياً و اقتصادياً … إلخ ) بجوار مساكنهم دون وجل أو خوف أو حياء من الله عز وجل ، و ذلك من أجل حفنة من الريالات تدس دساً في جيبه فيقلب الحق باطلاً و الباطل حقاً !
تباً لدنيا تضيع الدين و المروءة بين الناس ، و تباً لكل فكر لا يستند إلى خلق الحياء من الله عز وجل ثم من كرام قومي و صالحيهم ، قوم تعاهدوا لرد كل ظالم و معتدي مهما كان قريباً أو بعيداً استناداً إلى أن للحق مقالاً .
أعطاك الله مالاً ، أعطاك جاهاً ، أعطاك منصباً ، هل أديت حقوق هذه العطايا ؟ .. أم أنك أدخلت نفسك بهذه الوسائل في شرَك كفر النعمة و بطرها بأذية عباده ؟!
قف فوالله لن تخفى على الله خافية ، مهما حاولت الاستخفاء من الناس لئلا ينكروا عليك ، و الله أحق أن تخاف منه ، فهو مطلع على سرائرك و عالم بما في ضميرك و الناس ليس لهم إلا الظاهر .
فاختر لنفسك ! …
محمد بن سعيد الصحفي / الكلية التقنية بجدة
مقالات سابقة للكاتب