رحماك يا رب

الحياة مد وجزر, وأخذ وعطاء، وخوف ورجاء، وضعف وقوة، فالناس مع ذلك إما راجون خيرا أو خائفون شرا، فهم يرجون الهداية ويخافون الغواية، يرجون المطر ويخافون الغرق، يرجون الرياح ويخافون من الريح المنذرة، فهذه نظرتهم لسنن الله الكونية، والبعض منهم يدركون حِكَم تدبير الله وما يرسله من الآيات بين الحين والآخر، وتتجدد في أذهانهم لحظات التصديق، وتذكرهم بأيام الله.

قال ﷺ:” لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان …”، والزلزلة لم تقع في عهد النبي ﷺ وإنما سمعوا بها، وآمنوا وصدقوا أنها آية من آيات الله المرسلة، وأول ما شوهدت الزلزلة في الإسلام في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى اصطفقت السرر، فالزلازل آية يرسلها الله في أرضه لحكمة بالغة، وإليه يرجع الأمر كله ويختار، ورحمته سبقت غضبه بل وسعت كل شيء، وهذا لا يعني الاتكال على رحمته سبحانه وتجاهل غضبه.

والزلازل آيات يخوف الله بها عباده، ليدركوا ما هم عليه من خير أو شر، فالمرء المسلم مأمور بفعل الخير وترك كلما هو شر، فمن سنن الله تخويف الأمم بالحروب، وبقلة الأمن، وبنقص الأموال والأنفس والثمرات، وبالفتن والزلازل وغيرها، والنتيجة !
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾،

فذكر تعالى أن الابتلاء والتخويف أثمر نتيجة، فتذكر المبتلى ورجع إلى الله، فحقت له الهداية، وقال تعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾.

خطب عظيم كالقيامة صغرت .. والناس من هول المصاب سكارى
رحماك رب العالمين فكن لهم .. بعد المصيبة خفف الآثارا

قد نكون بعيدين عن الفتن والزلازل التي تحدث حول العالم، لكن يوجد زلزال قادم، وسوف نعيشه جميعا، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾، ما الحل ! وكيف النجاة؟
بداية الآية ترد علينا ما المطلوب منا.
اللهم كن في عون المستضعفين، والطف بهم، واربط على قلوبهم.

 

سامر المزي | sameralmezy20@

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “رحماك يا رب

أم غَيثْ

رائع ومبدع أخوي.. 🤍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *