تقاطع طرق

إن المجتمع منذ نشأته احتاج و لا يزال يحتاج إلى أفراد يتطوعون في خدمته بمقابل أو بدون مقابل ، لقضاء حوائج الناس تارة في العلانية و تارة أخرى في الخفاء تقرباً؛ لله عز وجل و ابتغاء رضوانه ..

و كذلك هو الحال حتى عند أهل الديانات الأخرى ، فهم يريدون الرضا النفسي و يرون أن مساعدة الناس تأتي بتلك الراحة النفسية ، و أن المعروف ينجي من المآسي و يغير مسار المجتمع ، و على كُل حال فلكل متطوع أو عامل هدف يسعى له ..

و لقد انتشرت بحمدلله خيراته في هذا البلد و أصبح هناك بدل الكريم كرماء .. و بدل المعلم معلمين و علماء .. و بدل المثقف مثقفين و إعلام .. و لكل أمر في هذا الكون ضد يعاكسه في الاتجاه و يخالفه في القيم و الأهداف ..

و لو نظرنا للصفة الإيجابية في العطاء بكل أنواعه فالعد يرهق العادين من فضل و غيث محتاج و دفع مجتمع إلى الأفضل و إلى غير ذلك .. و لكنه في عصرنا هذا و مع إنتشار التقنية و الاتصال خرجت لنا إشكالية المجاهرة بالعطاء متعدد الأشكال ، و أصبح الوضع مزري حتى انتقل إلى سلك التعليم و المثقفين ، و أصبح الفلاش أهم من النتاج المعرفي ، و مع التغير الحاصل تنتهي كل الأحداث الجميلة بلقطة فلاش بيضاء على ورقة سوداء ..

هنا المشكلة ياسادة يا كرام … ليكن العطاء ناتجاً متحققاً و واقع ملموس ، و بعد ذلك فأهلاً بالفلاش في تقاطع الطرق .. فتقاطع الطرق لا بأس به إذا كان سيؤدي بنا إلى طريق آخر لنكمل المسير نحو الهدف الأسمى .

كاتب حرف

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “تقاطع طرق

رقة الندى*

فعلا … سرق منا الفلاش وجودة اخراج اللقطة الاستمتاع بلحظاتنا الحلوة أو حتى الاستمتاع ببراءة أطفالنا أصبح توثيق اللحظات أهم من معايشتها اوالإحساس بها
بل تعدى ذلك حتى أصبح البر وعمل الخير إعلان ومجاهرة ورياء وشهرة وصور ومقاطع تتناقلها الاجهزة
ابتعدنا كثيرا عن واقعنا وسرقتناالاجهزة حتى أصبح العطاء لحظي لايتعدى لقطة فلاش …إلامن رحم ربي

@3

مقال في مقتل الله يكتب لنا
ولكم الإخلاص

كاتب المقال

شكرا … لمروركم إخواني وتشريفي بقراءة سطوري المتواضعة

شكرا لكم ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *