بطولة كأس العالم للأندية.. لوحات إبداعية بألوان المسيرة التنموية

إنطلقت اليوم النسخة الـ 20 من بطولة كأس العالم للأندية، التي تقام خلال الفترة من 12 الى 22 ديسمبر الجاري، على ملعبي مدينة الملك عبد الله الرياضية واستاد مدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية في جدة، بمشاركة أبطال القارات ومنهم فريق الاتحاد، بطل الدوري السعودي للموسم الماضي، بكوكبة نجومه التي يقودها فنياً الأرجنتيني مارسيلو جاياردو.

البطولة المحملة بآمال وطموحات عشاق الكرة والتي انطلقت معها أحلام السعوديين الجديدة وشغفهم في الرياضة وخاصة كرة القدم، تُعتبر علامة ساطعة في تاريخ الاستضافات السعودية كونها أحدث الفعاليات الرياضية العالمية التي تستضيفها المملكة التي تتمتع بخبرة واسعة في مجال تنظيم الفعاليات الكروية العالمية والتي جعلت منها وجهة لعشاق الرياضة في ظل التحولات الكبرى التي لامست مختلف المفاصل التنموية في مسيرة التطور والازدهار التي تسير وفق رؤية المملكة 2030.

اليوم ارتدت جدة حلتها المونديالية، وتلونت ميادينها وشوارعها بعبارات الترحيب بالقادمين، وهي تحتضن بشغف هذه المنافسات بعد أن زارها مؤخراً نجما كرة القدم: الأسباني دافيد فيا، والإيطالي باولو مالديني خلال الجولة الترويجية للبطولة لتعزيز تفاعل الجماهير وإثارة حماسها لمتابعة هذه البطولة، التي انطلقت الليلة على أنغام الموسيقى السويدية مع فرقة “سويدش هاوس مافيا” ومغني الراب الأمريكي “بوستا رايمز”، مقدمةً لوحة جمالية بألوان الترفيه وتصميمات الرياضة، وليزيّن ذلك كله اختيار قط الرمال “هداف” ليكون التميمة الرسمية لكأس العالم للأندية، مجسداً مفهوم “الرياضة للجميع”، وقيم الروح التنافسية في عالم كرة القدم، وحب وولاء السعوديين للمستديرة منذ عقود.    

ومع هذا الحدث الكروي تمتد الآمال والطموحات على مساحات الواقع المزدهر في استثمار هذه البطولة لإبراز الأبعاد الحضارية والثقافية لبلادنا في ظل ما تتمتع به من ميزات تنافسية وإرث تاريخي عميق يمنحها الريادة العالمية في الكثير من المجالات ومنها المجال الرياضي.

مع هذه البطولة سيكون العالم كله على موعد مع ما تنفرد به بلادنا من مرتكزات تنطلق من عمقها العربي والإسلامي وقوتها الاستثمارية الضخمة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي جعلها محطاً للأنظار ومقصداً للملايين ممن يتوقون الى معرفة تفاصيل صناعة هذا التميز الحضاري المتواكب مع خريطة التنمية التي رسمتها رؤية المملكة التي لامست كل القطاعات بما فيها قطاعنا الرياضي، محلقة به لتحقيق قفزات نوعية يبرز من خلالها جيل إبداعي مميز رياضياً، عبر تنفيذ القطاع الكثير من البرامج النوعية لتطوير منظومته والنهوض بها، ولتصبح المملكة مقصداً للرياضيين والمسابقات القارية والعالمية التي سجلت فيها الكثير من قصص النجاح الملهمة، بكل ما انفردت به من شمولية وتميز.

تأتي هذه البطولة النوعية لتجسد من خلال الزخم المصاحب لها حجم الاهتمام الذي توليه بلادنا للصوت الإعلامي ورسالته السامية، وهو ما تم ترجمته من خلال حجم التسهيلات المقدمة للإعلاميين، لتغطية الحدث بيسر وسهولة، بدءاً من التصاريح والمواقع الإعلامية الأربعة التي تم تجهيزها بالكامل بمحطات العمل وخدمة الانترنت اللاسلكي والأدوات المكتبية وغرف الاستراحة، والدعم من فريق العمليات الإعلامية والمتطوعين، ثم منصات وسائل الإعلام والمراكز الإعلامية التي تتوفر بها مساحات مكتبية كبيرة للعمل من خلالها، وليترافَق ذلك كله مع توفير مراكز طبية وغرف للتصوير، وتقديم جميع التسهيلات للاعبين وللوفود، والجماهير من خلال التجهيزات الضخمة التي تمت في ملاعبنا والتي تجسد قدرة بلادنا على استضافة أضخم المحافل العالمية.

كل ذلك يمتد على مساحات العطاء والنماء من خلال تجارب نوعية من التنمية الاستثنائية للقطاع الرياضي الذي أثرى بحراكاته المتنوعة منظومة القطاعات الأخرى كالقطاع السياحي والثقافي والصحي والترفيهي وغيرها من القطاعات الواعدة التي أضحت من أبرز روافد التنمية ومن محركات النمو والازدهار الاقتصادي. وليصبح ترتيب أوراق القطاع الرياضي وتحويله الى (صناعة واستثمار) من خلال التوسع في المشروعات الرياضية عاملاً أساسياً في إيجاد سوق ضخمة محفزة للقطاع الخاص لاستقطابه للمشاركة في منظومة المشاريع مما يساهم في خلق المزيد من فرص العمل وتعزيز جودة الحياة والارتقاء بالأنماط المعيشية بما يتواكب مع رؤية المملكة 2030، ويضاف الى ذلك كله حجمُ الأثر الذي يعززه هذا القطاع باعتباره إحدى أدوات الدبلوماسية الناعمة التي تقرب الشعوب وتيسّر سبل الحوار والالتقاء الحضاري بينها، من خلال استقطاب اللاعبين العالميين ممن يتمتعون بالحضور والشعبية الكبيرة، وجماهيرهم الغفيرة، وهو الأمر الذي يساهم في نقل الصورة الحقيقية لبلادنا داخل المنظومة العالمية، بما يتيح الفرصة للاندماج الحضاري مع مختلف الثقافات من خلال ثنائية التأثر والتأثير، عبر الالتقاء والتعايش.

كم نحن فخورون بمنجزات بلادنا وريادتها العالمية، ونقلاتها التنموية التي عززت ثقة العالم بها وفي قدرتها على تنظيم أكبر المحافل العالمية وتسخير كل طاقاتها وإمكاناتها لإنجاحها، في ظل الرعاية والاهتمام الذي تحظى به مختلف القطاعات من لدن قيادتنا الرشيدة، متمنين للفرق المشاركة التي جاءت من كل قارات العالم التألق وتقديم تجربة مثالية للجماهير على مضمار الإبداع الرياضي.

وبهذة المناسبة اهنئ نادي الوطن وكافة جماهير نادي الاتحاد السعودي على فوزهم المستحق وعلى المستوى الرائع الذي قدموه هذا المساء والذي يعكس تطور الرياضة وخاصة كرة والقدم متمنين له دوام التوفيق في المباريات القادمة في البطولة.

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *