في أدب الرسائل

حين تمنعك ظروفك ،وترد عمن تحب من الأهل والخلان، فلا يسعك غير إراقة حروفك لعلك تصل بها لمن قطعت المسافات بينكم الوصل واللقاء..

فنقول بمحبة ،ونكتب بشوق، لعلنا نهدأ من جلبة تهزّ قلوبنا..

إليك يامن توارى خلف وجه الغربة أكتب فأقول:

وحين عَضَل بي الأمر، وكلفني شيب الغراب، نسجتُ لك من حروفي بُردة تُدفِئ بهـا صقيع أيامك، وترد الأنس لقلبك، و لعل معانيها تلتف حول جراحك، فتتسرب بداخلها وتداويها!

لكمْ تمنيت أن تحلّ المشافهة بيننا عن المكاتبة،وأن أنعم بالحديث، وتقرّ عيني ببدرك!

وليس مثلي من يتمنى؛ لكنه حال الدهر أحالني للتمني فو أسفي على حالٍ وصلنا إليه وا عجبي من دنيا تطاردنا بصروفها كأنها تطالبنا بدم سفكناه!

ولقد جاءني من خبرك ما ضيق سعتي،و أفقدني جلَدِي، وجعل يومي في أمسي، و ماذا عساه يقول المُتَجلِّد للجلِد؟!

غير ما تردده الأفواه من كُليمات الصبر!

ومثلك يجمعنا لا نجمعه، ويُقيمنا لا نقيمه!

عهدتك رابط الجأش تقطع النوائب بصبرك وبصيرتك؛ فتنزاح عنك شواجرها، وتنقاد لك أزمّتها، وتلمُّ بك الحادثات فتلمّها!

فما بالها اليوم ناخت ركابك، ونحن كنّا نشدّ رحِالنا بعزمك!

أناشدك الله ألّا تضعف من تراخي الديار بيننا وليأمن سربك ويطمئن قلبك، فسنةُ الله التغيير من حال إلى حال، وليبتسم محيّاك فهذه قسمة الله قسمها بين العباد، والرضى مدعاة لراحة البال..!

“فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ”

دمتَ في طاعة الله ونعمه وحفظك وأظلك.

دولة بنت محمد الكناني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *