العلم والإدراك!

إن كنت تعلم فليس معناه أن تدرك ؛ والإدراك بالشيئ غير العلم به ، والإدراك هو الفهم الكامل لتقييم المحاسن والمخاطر حتى تتجنبها فتبرأ لدينك ونفسك ، فالعلم بالشيئ فرع عن تصوره وليس تصوره كله من جميع جوانبه ؛ على أن يكون هدف ادراكك للشيئ هو الوصول للحق لتبرأ لدينك ودنياك.

ولكي تصل للحق فليكن دليلك هو الكتاب والسنة وفهم مقاصد الشريعه بفهم الصحابة رضوان الله عليهم وعملهم فلن تكون أعلم ولا أحرص منهم على دينه ﷺ.

فتجرد عند تناولك لما علمت بدون أن تحكم فيه هواك ورأيك الخاص أو رأي مشايخك فكثير ما ضل الناس بالتعصب لمشايخهم.
وقد قال صاحب الموطأ الإمام مالك بن أنس رحمه الله : ( كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر ﷺ) .

وتأكد أن علمائنا السابقين اشبعوا المسائل العقدية بحثاً وتمحيصاً وكذلك العبادات بأركانها وواجباتها وسننها وكذلك المعاملات التي تنظم التعامل بين الناس في الحكم والاقتصاد والتجاره وانصبة الزكاة والمواريث كل ما كان على زمانهم ونحن نقيس ونقارب فيما ظهر من تعاملات محدثه .

وما اختلف صحابته والتابعين وعلمائنا الأربعة في الأصول إنما اختلافهم في الفروع هل يسبل أم يضعها على صدره فان فعلت أيهم لن تتأثر صلاتك إن أديت أركانها وواجباتها وسننها .

ولتستطيع تقيّيم ما يعرض عليك أبحث عن رأى بعيد عن مشايخك وهواك واسمع من مشايخ آخرين من العلماء العاملين تثق بدينهم وفقههم وهم كثر وعلمهم وكتبهم ومحاضراتهم وفتاوايهم على الشبكه حتى تصل للرأي الصائب وعندها تتبعه.

واياك والتقعر والتفلسف فديننا بسيط سهل علي كل راشد عاقل يريد الحق والحق فيه ابلج كالشمس في رابعة النهار فاتباع بمعروف واحسان وإلا كنت أجهل من في الأرض وخسرت نفسك ودينك .

فكن دليل نفسك لتجد الحق وتتبعه وإن خالف هواك وقبيلتك ومشايخك والناس أجمعين فستقف وحيداً ولن تسأل عنهم إنما ستسأل عن اعتقادك وعملك فكن جاهزاً للجواب بما يمليه عليك علمك ويفتي به كبار علمائنا الأجلاء .

عبدالله مالك مسعودي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *