أمي التي ضيعتني!

لم أتخيل يومًا أن يصل بي الحال إلى ما أنا عليه

اليوم أصبحت في عالم مشوة لا قواعد فيه
الإدمان الذي سجنت نفسي داخله،
غرفتي المختلفة وأموال أبي الذي أراد سد الفجوه بها، وإسعاد نفسي المضطربة.

حدث كل هذا بعد أن انفصل أبي وأمي، ورفضت أمي أن تأخذني تحت جناحيها.
اختارت حياة الشهرة وعالم الأضواء
ووجدت أن التخلي عني أهون عليها من أن تتنازل عن شهرتها في العالم الافتراضي، وكان هذا سبب انفصالها عن أبي!

وكذلك أبي أختار أن يبدأ حياة جديدة مع زوجة أخرى، وطال غياب الأم التي كنت أعتقد بأنها هي الأمان والاطمئنان، فابتعدت ووجدت زوجٍا آخر، ولم أرها، فوجدت نفسي في غرفة بيت جدتي ساخطة محطمة فأدمنت العلاقات وسماع المدح والغزل من الشباب الذي أتواصل معهم في عالمي المضطرب، مع علمي أنها مجرد أكاذيب نتبادلها!

ولكن هذا لم يمنعني من الاستمرار حتى اكتشف أبي الأمر صدفة لا آكثر وقد أخافني ذلك، فأصبحت أنتظر العقاب والتوبيخ من أبي، إلا أنه أخذ بيدي وأرشدني للطريق الصحيح حيث أخذني للمستشارة النفسية،
وهنا أخبرتها أن أمي هي السبب.

أما أبي فقد أبعدني، لقد تخليا عني، وجعلت من هذا الطريق مهربًا لعالم آخر أجد فيه من يحبني ويهتم لأمري ولو كان كله خداع، وكنت متأكدة أن اللوم والحساب يقع على والدي،
ولكن سمعت كلامًا أيقظني من وهمي.

قالت: أنت تتحملين نتائج اختياراتك فلا تبرري الخطأ وتبحثين عن شماعة الظروف وإن كان حقيقة!

هل نبرر للمجرم قتله ونقول مسكين الظروف هي التي جعلت منه قاتلًا؟ علينا أن نحمي أنفسنا من تبعات الظروف ونحسن الاختيار!

فلا تكن ضحية لظروف طلاق وقع، ولم يتحمل الطرفان مسؤوليتهما تجاه الأبناء، وهذا ما يجعلهم ضحية صراع الكبار.

اهتمامك بتوفير الملابس والطعام والمحافظة على صحتهم تلك رعاية، أما بناء شخصيتهم وزراعة القيم وحماية أفكارهم وتغذية عقولهم فتلك تربية، فاحذر أن تضيع البوصلة ثم تندم.

ولا شك أن الرعاية مهمة ولكنها لا ترسم منهجًا ولا تقوّم النفس المضطربة.
التربية هي الطريق الذي يضمن بناء مجتمع ناجح ومستقر.

قد يكون التحمل وتقبل المتغيرات من أهم الأمور التي يجب على الطفل تعلمها.

-السموم التي تنتشر بعد الطلاق ويقع ضحيتها الأبناء
-إدخال الأبناء في صراعات الكبار والتنقيص من شأن أحد الوالدين
-التعامل مع الأبناء كصفقة تجارية والتنافس على الفوز بها
-جعل الطفل ضحية أحدهم.

لا تهمل حجم المشكلة!
الاعتراف بأخطائك هو أول خطوة لصلاحك!

 

 

أنور بن أحمد البدي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *