الخميس الونيس !

غياب الخميس الونيس في مدارسنا: أسبابه ومعالجته

هل بات يوم الخميس الدراسي من كل أسبوع مُلغًى عند كثير من الطلاب والطالبات؟

حقيقة نرى ضعفا واضحا في الدافعية لديهم لحضور دوام يوم الخميس، خاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية.

بالرغم من الميزانية المالية الضخمة التي تضخها حكومتنا الرشيدة لوزارة التعليم في سبيل أن نرى نواتج تعليم تليق برؤية مملكتنا ٢٠٣٠، إلا أننا نعاني جميعا من هذه القضية التربوية مرة في كل أسبوع دراسي.

بعيداً عن كل إحصائيات الغياب سواء كانت واقعا أو غير ذلك، فقد كان هذا الغياب حالة، فتكرر مرارا ومرارا حتى أخشى أنه تحول من حالة إلى ظاهرة؛ لأنه أصبح واقعاً نراه ونعيشه كل يوم خميس في مدارسنا على صعيد البنين وحتى البنات بشكل شبه جماعي إلى حد كبير يصدع في جدار التعليم، ويجب علينا ألا نراوغ في حجب هذه المشكلة بأرقام غير حقيقية لا تصب في مصلحة التعليم.

إذا أردنا أن نذكر بعض أسباب هذا الغياب ( المزعج ) فالجميع مسؤول من الوزارة إلى المنازل مروراً بإدارات ومكاتب التعليم والمدارس.

فالقضية هي مشكلة مجتمعية مشتركة يتحملها الجميع، و ( يجب ) حلها ومعالجتها قبل أن تستفحل بشكل كلي خشية من أن يأتي خميساً كارثياً بخلو المدارس من طلابنا وطالباتنا.

وحتى نصل معاً إلى حلول، لابد من دراسة الأسباب التى أدت بالطلاب والطالبات إلى ( شغف ) الغياب في هذا اليوم بالذات.
من ضمن هذه الأسباب من وجهة نظر المتعلمين – أنقلها كما سمعتها- هي:
١- إحساسهم بتراكم الأعمال والواجبات خلال الأيام الأربعة من الأحد حتى الأربعاء، ٢- قناعتهم – غير المبررة من وجهة نظري – بالاكتفاء بأربعة أيام من كل أسبوع للدراسة.
٣- عدم جدية ( بعض ) المعلمين والمعلمات بالتدريس يوم الخميس والانتظام بدخول الحصص.
٤- الإجازات المطولة فكانت فرصة لهم أن يلحقوا يوم الخميس بإجازة نهاية الأسبوع الرسمية.
٥- عدم جاذبية البيئة المدرسية.
٦- يوم الخميس هو اليوم المشترك بين الدراسة فيه نهاراً، والمرح به مساءً، ولهذا من الأفضل أن يكون الاستعداد للمرح مبكراً فيفضلون الغياب على الحضور.

من جهة أخرى لو نظرنا لأسباب الغياب من وجهة نظر المعلمين، نجد معظمها يتمحور حول غياب ثقافة المنزل ( أولياء الأمور ) وجديتهم في حث أولادهم ( بنين وبنات ) على ضرورة الحضور.

ومن وجهة نظر مديري ومديرات المدارس نجد أنهم يلاحظون كثرة استئذان أولياء الأمور لأولادهم في هذا اليوم بالذات من بعد أول حصتين. بالإضافة إلى اتفاق أعضاء قروبات أولياء الأمور خاصة قروبات السيدات على هذا الغياب.

وعندما نأتي للحلول، أرى أن تكون حلولاً إدارية إجرائية وهي موجودة ومحددة مسبقاً من وزارة التعليم في التعهد والخصم، الخ، بالإضافة إلى الحلول التربوية والنفسية.

ولكن أول تلك الحلول هو الاعتراف بالمشكلة وأننا نشعر بها واقعا على أرض الميدان التعليمي والتربوي.

وثانياً سرد الأسباب السابقة وغيرها من الأسباب ودراستها جيداً وبكل حيادية من قبل المسؤولين.

وثالثها: التعامل بكل جدية في طرح الحلول المناسبة والواقعية بدون تكلف وإمكانية تنفيذها.

ورابعها: مشاركة المنزل في هذه الحلول من خلال مجالس أولياء الأمور في المدارس والاستماع إلى آرائهم واحترامها. أيضاً الاستفادة من تجارب وخبرات المدارس التي لا تشتكي من هذه المشكلة.

وأخيراً وليس آخراً إعادة النظر في لائحة الوزارة الخاصة بمواد غياب الطلاب والطالبات حتى تكون أكثر واقعية، تتبنى التوجيه والإرشاد لهذه القضية والعمل على وضع برامج تثقيفية مخطط لها طوال العام الدراسي للمتعلمين وأولياء أمورهم للحد من الغياب خاصة فيما يتعلق بغياب يوم الخميس بالذات.

خاتمة :
حوافز التعليم + فتح رؤى المستقبل الذي ينتظره + توضيح أهمية المتعلم كمواطن صالح لوطنه + إقناعه بأن المدرسة هي مصنع أحلامه في تحقيقها مستقبلاً = تنتج لنا متعلمًا ذا دافعية قوية لحضور المدرسة برغبة وشغف.

 

عيد سمران المرامحي

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “الخميس الونيس !

دخيل الله عبد الله مفوز

أصبت كبد الحقيقة عن ظاهرة غياب يوم الخميس واصبحت مشكلة ظاهرة للعيان وأرى كمدير مدرسة سابق أن يحسب الغياب ثم بعد الاختبارات تعطى دورات في التدريب المهني بعدد أيام الغياب .
أو تدريب في الأمن العام لخدمة الوطن لمدة شهر .
وشكراً للمشرف التربوي الأستاذ عيد سمران .

غير معروف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المستشار التربوي الخلوق
عيد بن سمران المرامحي
أحسنت في اختيار الموضوع وطريقة طرحه للقارئ المثقف اللبيب
وهذا الموضوع وأضرابه من المواضيع التربوية والتعليمية التي تحتاج إلى زيادة طرح وتوسيع السماع من جميع شرائح المجتمع
ومساهمة مراكز البحوث في الجامعات والمهتمين بالتربية والإعلام في غاية الأهمية ، بل مشاركة المستهدفين وهم الطلاب والطالبات في معرفة آراءهم وأفكارهم وطرق الحل عندهم لهذا التحدي الهام جدا .
الغاية تحقيق رؤية وطن تتمثل في
مجمتع حيوي
واقتصاد مزدهر
ووطن طموح .
والمجتمع التربوي قادر بإذن الله تعالى على تجاوز التحديات والصعوبات والعقبات و الوصول إلى تلك الرؤية .

د.محمد عمير القرني

أخي العزيز الأستاذ/عيد المرامحي حفظك الله
حقيقةً هذا الغياب الملحوظ وبشكل خاص يوم الخميس لدى أبنائنا الطلاب، هو نتيجة حتمية لتآزر عدد من الأسباب طرحت وفقك الله جزءً منها،وعلاج هذه المشكلة ينطلق من الوزارة أولآ، قبل المدارس والأسر، فعليها إعادة النظر مليًا في كثير من محاور التعليم وأنظمته.
عندما يعاني مريض من مرضٍ ما، فإن تركيز الطبيب لا يتجه نحو الأعراض لأنها مجرد أداة لترجيح عدد من المسببات، لذا نجده يصب جُل اهتمامه على إجراء فحوصات تشخيصية بعدة أدوات لتبين جوهر المرض (مسببه الرئيس) ثم يعمد لوصف العلاج بدقة مع توجيهات واضحة ومحددة واستمرار المراجعة حتى يتخلص المريض من المرض ويستعيد عافيته.

هذا ما نحتاجه في وزارتنا، فهي حالها كحال كل قطاعات العالم لها ايجابيات تحسب ويقف لها الفرد احترامًا ولديها اخفاقات، تحتاج العمل الجاد.
والمهم هو الصدق مع الذات، والجرأة في الاعتراف بالمشكلة دون توزيع حمل المسببات الوهمية أو الجادة هنا وهناك؛ لكي ينجح التشخيص ويؤثر العلاج.

– الاشراف التربوي … جزء من العلاج
– التوجيه والإرشاد .. جزء من العلاج
– النشاط الطلابي .. جزء من العلاج
– التخطيط المدرسي.. جزء من العلاج
– المناهج .. جزء من العلاج
– الأداء التدريسي .. جزء من العلاج
– التجهيزات المدرسية.. جزء من العلاج
– ……
وأخيرًا … تأتي الأسرة كجزء من العلاج
الأدوات تتمثل في تسخير كل جزء في مهامه بدقة، وتنقيته مما ليس في دائرة مهامة، حتى لا تتاح مبررات التقصير.

وُفِقت وسُدِدت أيها المتألق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *