كنت في أملج ! – الحلقة (٤) -الأخيرة

د. يوسف العارف

واستمرت الأمسية بين تاريخ وقصائد شعرية، ومشاركات من الحضور أبناء أملج في تعليق ومداخلة تراثية وتاريخية أو قصائد شعرية فصيحة ونبطية، وكان من القصائد التي ألقيتها قصيدة عن يوم التأسيس عنوانها: يوم البدايات، ومنها هذه الأبيات:

أسرى بي الشوق.. يا أرض الكرامات
إلى مواض مضت من أمسنا الشاتي

********

كانت بلادي جذاذات مفرقة
والأمن فيها جريح الغير والذات

********

ترنم الأمس والتاريخ منهمرٌ
آل السعود بنوا مجد البدايات

وأسسوا دولة هام الزمان بها
وفي التواريخ ذكر الأمس والآتي

… إلخ القصيدة.

وقصيدة أخرى بعنوان: صباح وصحو وانتماء، وجاء فيها:

لترنيمة الرمل/ تلك التي فاتحتني بعشقها/ صباح الفؤاد ونخلة حب تباسق طلعها من وريدي/ لها كل ما يعتري الطير/ إن بلَّل جانحاه المطر…

بلاد تفيق على الصحو/ تورق بالشعر/ وينمو على كاحليها الودق/ بلاد لها القلب أشرع أبوابه/ وسار على خطوة المجد أنا خطت!!

وقصيدة ثالثة عن جازان بعنوان: جازان.. فاتنة الفؤاد ومنها هذه الأبيات:

وأتيت جازان الحبيبة أستقي
غيثاً تغايث بكرة وأصيلا

********

هامت بي الأشواق فوق ربوعها
فتجازن المكي.. زاد هطولا

********

جازان يا جازان جئتك أبتغي
وطناً تصاعد في الفؤاد ذهولا

********

إن الجمال إذا احتواك فضاؤه
قل فيك يا جازان صرت جميلا
                    

وغيرها من القصائد التي تفاعل معها الحضور استحساناً وانسجاماً وتصفيقاً والحمد لله.

كانت أمسية ماتعة، تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، وغطتها الصحف الإلكترونية في أملج عبر الروابط التالية:

youtub.com

watch?v=x

htttps//twitter.com

(7) وانتهت الأمسية، وحان وقت الوداع، فاستأذنا من مضيفينا الذين حرصوا على مواصلة السهرة التاريخية والأدبية في مكان آخر، ولكننا – أنا وصديقي الدكتور ناصر- قد حزمنا أمرنا على العودة لعلنا نستجيب لدعوة أخينا الدكتور سعد الرفاعي وحضور الفعالية الثقافية لتدشين ديوان ينبع الشعري وتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الشعرية التي ستقام مساء الثلاثاء 10/8/1445هـ ومع حرصنا على ذلك إلا أن مستجدات السفر فرضت علينا المواصلة إلى جدة، فاعتذرنا من أخينا الدكتور الرفاعي وعذرنا جزاه الله خيراً.

خرجنا من (أملج) ووصلنا (مستورة)، ثم شارفنا (ينبع) وفي الطريق تعب قائد السيارة صديقي الدكتور ناصر وأراد النوم في استراحة وغفوة خفيفة يستعيد فيها طاقته وجهده ولكني أشرت عليه بالشاي لعله يوقظ الحواس، ويبعد النوم فاتجهنا نحو إحدى الأكشاك التي تبيع القهوة والشاي والمكسرات وغيرها، فإذا بصاحبها شاب يترنح، ويتحدث بكلام غير مفهوم وأنه ذهب للقاهرة وحصلت له من المواقف والذكريات… وبدأ يهذي، فانصرفنا عنه وعن الشاهي الذي يعده ويبيعه للمارين والمسافرين!!

كان موقفاً طريفاً ومخيفاً نجونا منه والحمد لله، فواصلنا سيرنا حتى انتحينا جانباً صحراوياً، ليأخذ صاحبنا قسطاً من الراحة، وأنا أستدعي الأفكار والذكريات وأحاول النوم والاسترخاء ولكن المنطقة التي كنا فيها لا أنيس ولا جليس والليل مظلم ولا أنوار ولا سيارات أو شاحنات غير الطريق العام الذي يهدر بأصوات الشاحنات والسيارات المسرعة!!

وبعد سويعة استيقظ قائدنا، وواصلنا المسير الليلي حتى بلغنا جدة مع تباشير صلاة الفجر ونحن في ذكر ودعاء، وشعر وحكايات قطعنا بها ليلنا الطويل حتى وصلنا داري في حي النعيم، وما إن نزلت وودعت صديقي الدكتور وغادرني إلى مكة، حتى تذكرت هاتفي المحمول وأني نسيته في السيارة مع الدكتور ناصر الحميدي، فاتصلت عليه من هاتفي الثاني فإذا به قد وصل جسر بريمان متجهاً إلى مكة فاستوقفته حتى آتيه وأستعيد ما نسيته لديه!! وكان موقفاً طريفاً يضاف إلى المواقف الجميلة في هذه الرحلة الثقافية!!

(8) … وهكذ كانت رحلة تاريخية/ أدبية/ ثقافية، أدينا فيها الواجب تجاه وطننا الحبيب في ذكرى يوم التأسيس (يوم بدينا) الموافق للثاني والعشرين من فبراير كل عام، واستجبنا لدعوة إخواننا وأحبابنا من أهالي أملج الحوراء، وشاركناهم هذا الاحتفاء الوطني والتاريخي في تظاهرة شكلت لنا بهجة واستثناساً وتحفيزاً مستقبلياً.

والحمد لله رب العالمين…

د. يوسف حسن العارف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(٩)
قصيدة يوم التأسيس، وستنشر قريباً بإذن الله

(١٠) قصيدة نشرت في ديواني يا دارميَّة، ص ص 75-76
(١١) من ديواني يا دارمية،  ص ص 129-130.

 

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *