غريب تائه في صحراء الألم ، أسعى بين كثبان السراب ، أبحث عن دواء للألم ، أبحث عن إجابة عجز عن تسطيرها القلم ، ولكني أتعجب لحروفي التي تناثرت وتنافرت قبل أن أحكي قصتي وسألتني سؤالاً هيج أدمعي حين قالت “هل من منصت يسمع الحكاية ويستجيب للشكوى؟!” ، فبدأت أترنم بقول محمود غنيم : “لي فيك يا ليل آهات أرددها أواه لو أجدت المحزون أواه” .
وقررت سرد الحكاية فقصة من أحبها تستحق الرواية ، رغم أنها تعاني ألم الهجر والإهمال ولا تسألني ممن ؟ ، فلو كنت أدري لاتخذت قراري ولست ملزماً وقتها بتقديم أعذاري ، فخليص في قلبي .. هي حبي وهي عطر أنفاسي .. ولكن حسبي أن أقول : هموم القلب قد صاغت مقالي وإن خطّت يدي رسمْ السؤالِ .. سـؤالٌ ما أردت به جدالاً فكم صـدَّ الهدى خوضُ الجـدال.
في وقت يعيش العالم ثورة التطور والبناء ويرسم خطوط التقدم والنماء ، لازلنا في محافظة خليص نفتقد إلى الهوية ، وكلما طرقنا باباً اكتشفنا أننا نطرق الباب الخطأ .
حدود انتهكت علناً من الجار وعندما سألناه لماذا أنت هنا ؟ قال لنا : من أنتم ؟ .. مستشفى بحثنا عنه ثلاثون عاماً وبعد اكتمال بناءه أصبحنا نبكي حاله ونسأل الله له العافية … عربة القرن الجديد تزور المحافظة لإنـجاز واستخراج بطاقات الهوية الوطنية وضم الأولاد … فرع لجامعة بُني في الصحراء يسجل معاناة الأبناء والبنات ، أحرقت القلوب ولم تحظى كغيرها بتغيير الاسم لتحمل اسم المحافظة .
مشروع جميل زفه إلينا أبناء محافظة خليص الأطباء في وسائل الإعلام وأكده المسؤولون في مستشفى خليص فلم نرى إلى اليوم … مشروع المخطط الوهمي الذي يهدد مخطط غران أوقف أو توقف بلا قرار وكأنه رماد حثي عليه التراب يبحث له عن مسوق جديد .
إنه هذا غيض من فيض لما تعرضت له محبوبتي من ألم وهجر ومازلنا نتساءل من المسؤول عما يحدث ؟ ، من المسؤول فيما نرى ؟ ، هل هو المسؤول الذي عينه ولي الأمر أم تكاسل المواطن عن دوره ؟ ، تساؤلات لن تجد إجابة ، وإجابات لن تقنعنا لأن الواقع ثابت لا يتغير .
أبعد كل هذا الألم .. من أمل ؟! ، حسبي قول الشاعر :
خطبٌ دهى القلبَ حتى استعبرَ القلمُ
تكـــاد منه ظهورُ الخلقِ تنقصمُ
واستعجم النُّطقُ حتى ما كأن دمي
دمـي و لا أن هـذا القلب فيــه دمُ
< نقطة تحت السطر > :
الـحـر يأبـى أن يـبيـعَ ضـمـيرَه
بجميعِ ما في الأرضِ من أموالِ
يرضى الدناءةَ كلُّ نذلٍ و ساقطٍ
إِن الـدنــاءةَ شـيمـةُ الأَنْــذالِ
عبدالرحيم نافع الصبحي
مقالات سابقة للكاتب