لقد اختص الله عز وجل شهر رمضان بعدة خصائص ومزايا عن بقية الشهور مما جعل من الصيام مدرسةٌ كُبرى لتهذيب النفس وترويضها على الطاعة والإستقامة ؛ والصبر عن ملذات الحياة ؛ ومن ذلك :
🔹نزول القرآن الكريم :
وقد بدأ نزول القرآن الكريم على النبي ﷺ في هذا الشهر الفضيل شهر التوبة والمغفرة والرحمة والرضوان .
قال الله تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ) [البقرة:185].
فاجعله سمة شهرك وطابعه الذي تلازمه في الليل والنهار حتى تفوز بالأجر والثواب من الواحد الوهاب .
🔸تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار :
وهذه من خصائص شهر الخير والبركات لما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أتاكم شهر رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب الجحيم”.
🔹ينادي فيه منادٍ ” ياباغي الخير أقبل “: فعلى المسلم أن يقبل فيه على طاعة ربه سبحانه وأن يجتهد فيه بكل أنواع العبادات لما جاء من حديث أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هذا رمضان قد جاءكم، شهر مبارك، فَرَضَ الله عز وجل عليكم صيامه، إذا كانت أول ليلة من رمضان، نادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر”.
فلنستشعر في ليالي رمضان المباركات هذا النداء المبارك ، هذا النداء العظيم ، ولنفعِّل هذا النداء في حياتنا ، ولنتأمل في أحوالنا وسلوكنا .
🔸تصفد فيه الشياطين : إنّ من نعم الله عز وجل على عباده في هذا الشهر المبارك أن حبس عنهم أعدائهم من مردة الشياطين الذين يسعون لدعوتهم للشر والوقوع في المعاصي لما ثبت من حديث أبو هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: “إِذا دخلَ شهرُ رَمَضَانُ …. وصُفِّدتِ الشياطِينُ ” .
🔹العمرة فيه تعدِلُ حجة: لما ثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال : “عمرة في رمضان تعدل حجة “وفي لفظ آخر: “حجة معي “فهذا يدل على فضلها، وأنها في رمضان لها مزية عظيمة، وأجر عظيم كالذي حج مع النبي ﷺ فأغتنم الأجر .
🔸فيه ليلة خير من ألف شهر : وهي ليلة القدر أشرف الليالي وأعظمها ، قال الله فيها سبحانه: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }. [القدر:3].
قال الشيخ ابن سعدي – رحمه الله – : (أي : تعادل من فضلها ألف شهر ، فالعمل الذي يقع فيها ، خير من العمل في ألف شهر خالية منها ، وهذا مما تتحير فيه الألباب ، وتندهش له العقول ).
🔹في كل ليلة عتقاء من النار : لما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “.. ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة”.
فإن لكل عتيق دعوةً مستجابة ، وهذا يُحمِّس الصائمين للإكثار من الدعاء وسؤال ربهم إجابةَ دعَوَاتهم ، وتلبية حوائجهم ، وتفريج كُرَبهم ، وتحقيق أمنيَّاتهم ، عسى إنْ كانوا من العتقاء أنْ تُستجاب دعواتُهم ؛ فليتحرَّ الصائمون إخلاصَ الدعاء ، خاصة عند الإفطار.
🔸الاعتكاف : وهو سنة لما ثبت من حديث عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ “.
وقد كان عليه الصلاة والسلام يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، وفي بعض السنوات تركها ، لبعض الأسباب .
وسيأتي تفصيل ذلك في مقالة ” اعتكاف قلب ” .
ليالي العشر من رمضان كنز
وأفلح من يفوز بها اغتناما
*********
وفيها ليلة القدر التي شغفت
قلوب المؤمنين لها غراما
*********
فحاول أن تكون بها عتيقا
من النيران لا تلقى الملاما
*********
وأسبل من دموعك كل هُطل
يبل ثياب صدرك والحزاما
🔘 إضاءة :
في هذه العشر المباركة احرصوا على الاجتهاد والدعاء .
✍️ منى الشعلان
٢٠ رمضان ١٤٤٦هـ
مقالات سابقة للكاتب