نعلم جيدا ما توليه الدولة من اهتمام بالمواطنين والمقيمين على حدٍ سواء. ومن ذلك التوسع الكبير الذي نشاهده في مجال الطرق والمواصلات من كباري وأنفاق وطرق رئيسية وفرعية ومؤخرا نقل عام و سكك حديدية لهو خير شاهدٍ على هذا التوجه الجميل لكن الوجه الآخر غير الجميل هو أن المملكة العربية السعودية تشكل ترتيباً عالمياً مخيفاً في نسبة الحوادث المرورية حيث تسجل ما معدله 17 حالة وفاة يومياً وهذا بلا شك مؤشر خطير ﻻبد أن توضع له الحلول العاجلة.
لكن النقطة التي أريد أن أناقشها في مقالي هذا هي أنه ما أن تباشر الجهات الأمنية والدفاع المدني والهلال الأحمر حادثاً من الحوداث إلا وتعاني من تجمهر الناس حول الحادث وإغلاق الطرق بسيارتهم حيث ينقسم الناس الى قسمين قسم يريد أن يساعد والقسم الآخر يتوقف بداعي الفضول! وهم بذلك من حيث يشعرون أو لا يشعرون يتسببون في أيقاع الضرر على المصابين في الحادث بإعاقة وتعطيل وصول سيارات الدفاع المدني والهلال الأحمر وبالتالي يتسببون في تأخر إسعاف المصابين والأدهى والأمرعندما يتدخلون في انقاذ المصابين أو اخراجهم من سياراتهم بطريقة خاطئة تؤدي إلى تفاقم الإصابة أو تحدث إصابات جديدة.
و مع أن نظام المرور ينص في إحدى مواده على أن التجمهر يعتبر مخالفة يعاقب عليها النظام بمبلغ 150 ريال كحد أدنى الا أن هذه الظاهرة للأسف في ازدياد مستمر.
إن التجمهر الفضولي مرفوض سلوكياً وخلقياً فلو تصور كل شخص من هؤلاء المتجمهرين أن هذا الحادث وقع لأحد من أفراد أسرته لما تمنى أن يتجمهر أحد حوله ويسد عليه منافذ الإسعاف! أما من كان يرغب في المساعدة والإسعاف فإن للإسعافات الأولية طرق وأساليب لابد من اتباعها لكي يتم الإسعاف بطريقة صحيحة وهذه الدورات متاحة مجاناً وبإمكان أي شخص طلب حضوردورات إسعافية مثل ( BLS ) من إدارات التدريب التابعة للهلال الأحمر في المدن الرئيسية مثل جدة و مكة و غيرها من مدن مملكتنا الحبيبة.
وحبذا لو أن إدارة المرور تربط رخصة القيادة بالدورات الإسعافيه و من أهمها Basic Life Support : BLS وهي دورة بسيطة و مهمه للجميع لمعرفة كيفية التصرف الصحيح و السليم للمصاب و كيفية اسعافه .
عبدالله أبو شعبة
مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة
مقالات سابقة للكاتب