نحن وعقولنا .. من يُديّر الآخر؟!

يتقاسم الناس في هذه الحياة أشياء كثيرة، منها الوقت؛ فالكل يمتلك في حصة يومه أربعاً وعشرين ساعة بالتمام والكمال دون زيادة أو نقصان، في المقابل يتقاسم الناس العقل، فالكل لديه عقل، فهم يتفقون في امتلاكه، لكنهم يختلفون في توظيفه وإدارته.
فالبعض يترك عقله هو من يُديّر حياته، بينما ينجح البعض الآخر في استخدامه وإدارته بالصورة التي تُمكّنه من تحقيق أهدافه وبلوغ غاياته.
وفي ضوء هذا التصور؛ نحن بحاجة إلى إدارة عقولنا، وليس إدارة أوقاتنا.
وهذا ما ذكره الكاتب ديفيد كادافي في كتابه “إدارة العقل وليس إدارة الوقت”
حيث أورد جملةً من التوصيات لاستخدام الأنماط المخفية من حولنا كطاقة قوة لزيادة الإنتاجية بشكل كبير.
ومن ضمن هذه التوصيات:
* أن تكون منتجاً لا يتعلق بإدارة الوقت، بل يتعلق بإدارة العقل.
* ⁠إدارة الوقت تعمل على تحسين موارد الوقت، بينما إدارة العقل تُحسِّن موارد الطاقة الإبداعية بالشكل الأمثل.
* ⁠ليست كل الساعات متساوية.
فإذا كتبت لمدة ساعة في اليوم خلال عام؛سيكون لديك كتاب، ولكن من الصعب أن تكتب لمدة 365 ساعة متواصلة والحصول على نفس النتيجة.
* قاعدة الساعة الأولى: اقض أول ساعة من يومك في العمل على أهم متطلباتك وأهدافك.
• إذا بدأت يومك بالعمل على أهم شيء؛ فهناك عقبات أقل ستقف في طريقك.
• في بعض الأحيان يكون عقلك أكثر ملاءمة للتفكير بشكل إبداعي، وفي أحيان أخرى يكون أكثر ملاءمة للتفكير تحليلياً.
• ⁠زيادة متوسط النوم اليومي لمدة ساعة واحدة لا تتجاوز 9 ساعات يومياً؛ ترفع الإنتاجية بأكثر من عام واحد في التعليم.
وبناءً على هذه التوصيات؛ نحن بحاجة إلى بعض التغيير في بعض المفاهيم الخاصة بالعقل والوقت؛ فعلينا تقديم إدارة العقل على إدارة الوقت، وجعْل عقولنا تحت إدارتنا وإرادتنا، وإذا نجحنا في ذلك؛ بات من السهل علينا إدارة أوقاتنا بشكل مثمر وفعَّال.
كذلك الوعي بقيمة العقل، كونه نِعْم الخادم، وبئس السيد.
وبناءً على هذه التوصيات، يمكننا إدراك أن إدارتنا الجيدة لعقولنا تُرْشدنا إلى الوعي، والعمل بقول الحسن البصري:
‏” نهارُكَ ضيفكَ فأحسِن إليه،  فإنَّكَ إنْ أحسنتَ إليهِ؛ ارتحلَ بِحَمدِك، وإنْ أسأتَ إليهِ؛ ارتحلَ بِذَمِّك”

سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

2 تعليق على “نحن وعقولنا .. من يُديّر الآخر؟!

عبدالحميد بن مهنا الصحفي

مقال جميل احسنت واجدت استاذ سليمان نفع الله بكم

سليمان مُسْلِم البلادي

وافر الشكر والتقدير ا.عبدالحميد
أبهجني مروركم وتعليقكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *