الوعي ببركة الأيام

إن الوعي ببركة الأيام هو مفتاح اغتنام الفرص التي يمنحنا الله إياها في مواسم الطاعات.
فليس كل الأيام سواء، فهناك أيام فضّلها الله على غيرها، وجعل فيها أبواباً مفتوحة للخير، والرحمة، والمغفرة.
إن الوعي الحقيقي أن يعرف المسلم قيمة هذه الأيام ويستثمرها جيداً.
والوعي ببركة الأيام يتطلب أن يكون لديك إدراك قلبي وعقلي أن هناك أوقاتاً فاضلة ميّزها الله، وأن العمل فيها أعظم أجراً، والذنب فيها أعظم وزراً.
وهذا الوعي ينبغي أن يكون واقعاً ملموساً؛ فتستعد لها نفسياً وروحياً، وتخطط للطاعة فيها كما يخطط الناس لمصالحهم الدنيوية، وتتجنب فيها التقصير والغفلة.
والأمثلة كثيرة على الأيام المباركة التي تستحق الوعي بها، وخصوصاً نعيش حالياً في فضاء هذه الأيام المباركة ويوم عرفة، وأيام التشريق.
ولنأخذ يوم عرفة على سبيل المثال لا الحصر.
فيوم عرفة من أعظم أيام الدنيا، وهو يوم من أيام الله العظيمة، وله الكثير من الفضائل، فهو أفضل الأيام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (… ما من يومٍ أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهلَ السماء…)
وأنه يوم إكمال الدين، واتمام النعمة، وأن صيامه يكفِّر سنتين.
قال النبي صلى الله عليه وسلم “صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده” رواه مسلم.
وهو يوم استجابة الدعاء:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)
إنه يوم مغفرة الذنوب، والعتق من النار.
والوعي ببركة الأيام يمنح صاحبه المعرفة بما يُشرع في يوم عرفة من الصيام، الإكثار من الذكر والدعاء، التكبير، الدعاء.
إننا بحاجةٍ للوعي ببركة الأيام؛ حتى لا تضيع الفرص في الأيام المباركة؛ فالغافل قد تمر عليه هذه الأيام وهو مشغول بالدنيا، بينما من يعي قيمتها يسبق غيره بالدرجات.
ونحتاج الوعي بها؛ حتى نُربّي أنفسنا وأهلنا؛ فتعليم الأطفال وأفراد الأسرة بهذه القيم؛ يجعلهم أكثر قرباً من الله.
ويمكن للإنسان أن يزيد من الوعي ببركة الأيام عبر قراءة فضل كل موسم قبل قدومه، وأن يعلّق تقويماً هجرياً فيه مواسم الطاعة، والأيام المباركة، وأن يتابع صفحات ومحتوى ديني يُذكره بها، وأن يضع خطة عبادية بسيطة لكل موسم (صيام، صدقة، قراءة، دعاء…)، وأن يشارك الآخرين، ويتحدث عن فضل هذه الأيام.

سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

2 تعليق على “الوعي ببركة الأيام

نويفعه الصحفي

كلامك جميل وعميق المعنى، ويعبّر عن فهم راقٍ لروح العبادة، والفرص الربانية التي يمنحها الله لعباده في أيامه الفاضلة والتي ميزها الله عن غيرها من الأيام
إن الوعي ببركة الأيام هو وعي القلوب الحية التي تتطلع للجنة، وتسعى لنيل رضا الله، فلا تفرّط في لحظة طاعة، ولا تؤجل توبة، ولا تؤخر خيرًا.
ومن ضيّع بركة الزمان، ضيّع كثيرًا من بركة العمر، فالفرص لا تعود، والمواسم تمضي، والسعيد من وعى وعمل، والشقي من غفل وندم .

سليمان مُسْلِم البلادي

تعقيبٌ ثريّ،وإضافةٌ أنيقة أستاذة نويفعة
جزاك الله خيراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *