التسويف أو المماطلة هو تأجيل الأعمال أو المهام رغم معرفتنا بأهميتها. وغالبًا ما يؤدي إلى التوتر، وتأنيب الضمير، والشعور بضعف الإنجاز وانخفاض القيمة الذاتية.
وتختلف أسباب التسويف من شخص لآخر، لكنها غالبًا ما ترتبط بعوامل نفسية وعاطفية، أو أسباب ذهنية وسلوكية أكثر من كونها مجرد كسل.
ومن أبرز الأسباب النفسية والعاطفية:
١- الخوف من الفشل. فيتجنّب البعض بدء العمل خوفًا من الفشل، فيفضّلون التأجيل على مواجهة احتمال عدم النجاح.
٢- انتظار “الوقت المثالي” فالبعض يماطل بانتظار الشعور بالمزاج المثالي أو إيجاد اللحظة المثالية، وهو أمر نادر الحدوث.
٣- القلق والضغط النفسي، فالمهام التي تسبب التوتر يتم تأجيلها كنوع من الهروب. فالتسويف هنا يعمل كآلية نفسية لتخفيف القلق مؤقتًا، لكنه يؤدي إلى نتائج سلبية لاحقًا.
٤- نقص الدافع أو ضعف وضوح الهدف، عندما لا يكون الشخص مقتنعًا بالمهام، أو لا يفهم الغرض منها؛ يسهل عليه تأجيلها وتسويفها.
ومن الأسباب الذهنية والسلوكية:
١- سوء إدارة الوقت.
٢- الإدمان على المشتتات مثل وسائل التواصل الاجتماعي.
٣- التكرار المستمر للتسويف حتى يصبح عادة تلقائية.
٤- ضعف الثقة بالنفس.
٥- الملل أو عدم وجود تحفيز كافٍ لإنجاز المهمة.
وللتغلب على التسويف، يمكن اتباع مجموعة من الاستراتيجيات العملية:
• تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة، مما يجعلها أكثر قابلية للبدء والإنجاز.
• تحديد وقت زمني للبدء؛ حتى لا تترك المهمة مفتوحة بلا بداية واضحة.
• استخدام تقنية بومودورو (Pomodoro):
25 دقيقة تركيز يليها 5 دقائق راحة. وهذه التقنية تزيد من التركيز، وتقلل من الشعور بالعبء.
• تقليل المشتتات:
مثل إغلاق الإشعارات، أو استخدام تطبيقات حظر المشتتات.
• كتابة المهام اليومية بوضوح، ومكافأة النفس عند الإنجاز.
• تغيير المكان: أحيانًا يساعد تغيير مكان العمل على تنشيط الذهن وتحفيز الإنتاجية.
• التعامل مع النفس بلطف: لا توبّخ نفسك إن سوّفت، بل لاحظ السبب واعمل على تعديله.
• ربط المهام بأهداف أكبر: اسأل نفسك دائمًا: “لماذا أقوم بهذا العمل؟”، فهذا يذكّرك بالغاية، ويزيد الدافعية.
• الاستعانة بشخص آخر (شريك محاسبة):
مشاركة أهدافك مع شخص تثق به يمكن أن يعزز الالتزام ويمنحك دعمًا إضافيًا.
سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي