الرجوع إلى الله

وأعني يا الله على إعادة البوصلة إليك،
إن ظللت الطريق عنك،
أن لا يتعاظم في قلبي شيء أكثر منك،
فتختلف الحسبة وتتغير المقاييس، فأضيع وأشقى بعد أن كنت في نعيم قربك وعبوديتك،
أحفظ لي قلبي يا ربي وأجعله ممتلئا بك، ولا يبصر غيرك ولا ينوي إلا لك،
أن لا تفتني الحياة بزخرفها الفاني ومتاعها الزائل، فأخوض في ملذاتها وفنائها،
فيفنى معها عمري بغير شيء،
فتضيع أيامي المعدودة بلا طائل،
أعني يا ربي بعزيمة صادقة،
أن يكون لي الحظ والنصيب من الباقيات الصالحات، التي هي خير عندك ثوابا وخير أملا، أن لا تكون الدنيا أعز علي وأكرم مما قلت عنه، أنه لا يساوي عندك جناح بعوضة،
أنت من يعرف المقاييس وميزان الأمور،
وما هو أنفع وأصلح،
وأن تكون الآخرة لدى كما أجليتها وأعظمتها،
أن لا يتسلل إلى قلبي حبا أكثر من حبي لك،
فأتبعه وأنشغل به عن الحب الأسمى والأنفع،
وأن لا يتعلق قلبي برجاء كسراب،
لا ينفع ولا يدفع ولا يقدر ولا يقوى،
فتتسرب مني غيث كرمك وجودك وإحسانك،
وأن لا أطمع فأزهد بما عندي،
وأتذمر فتختفي مني عبودية شكرك على نعمك فتزول،
أن لا يسخط قلبي فأنسى لذة الرضا عنك،
والإقبال عليك،
فأحرم قربك ورحمتك ورضاك عني،
أن لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني،
وأن لا أحول عن الطريق بعد أن مضيت فيه،
وأن لا أزهد به بعد أن لامست خيره وصدقه،
وأن لا أتغافل بعد أن أبصرت النور،
وأعيذني يا ربي بلطفك من أن أتبع الهوى،
فأجرأ على عصيانك ومخالفة أمرك،
ويكون شيء ما أحب إلي، من اتباع أمرك واجتناب نهيك،
أن لا تلهيني لهو الدنيا وزينتها،
فتملأ وقتي فلا تبقي لي شيئا معك،
وأن لا يمتلئ قلبي وفكري بالدنيا،
فأخلوا بك بجسد حاضر وفكر شارد وقلب لا مبالِ،
وكل ما أرجوه يا ربي أن تفرغني إليك، فلا يكون شيئا أحب إلي وأقرب مني،
وأنس به أكثر منك أنت.

رحاب الوافي

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “الرجوع إلى الله

الكاتب علي محمد قاسم

تحية طيبة للكاتبة
أنا لا ادري كيف تبدأ اول جملة في المقالة بحرف العطف واو؟!!
في سائر المقال معان دينية وروحية تشكر عليها الكاتبة التي تدعونا إلى الرجوع الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *