لا يزال أهالي مركز «وادي ستارة» بمحافظة خليص ، يحلمون -كغيرهم- بالخدمات في القرى والهجر التي شملتها الخدمات وساهمت في عودة الكثير من المواطنين إليها بعد هجرتهم منها.
وادي ستارة، ذلك الوادي الفحل شمال مكة المكرمة على طريق الهجرة، يزيد طوله على 100 كلم، ويصب في البحر الأحمر، وتقع عليه الكثير من القرى والهجر.
الوادي هو الشقيق لوادي «ساية» الذي تقع على ضفافه محافظة الكامل والقرى التابعة لها، وكان الزوار الذين يسيرون على أقدامهم لزيارة المدينة المنورة يمرون به قبل افتتاح طريق الهجرة الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
يعد وادي ستارة من أغنى الأودية بالمياه، إذ تعيش على ضفافه قرابة مليون نخلة، تضخ كميات كبيرة من التمور للمدن الرئيسية كمكة المكرمة وجدة، كما تتم زراعة الخضراوات بمختلف أشكالها في مزارع الوادي الذي تتميز مزارعه بالخصوبة.
دخل التعليم إلى وادي ستارة منذ وقت مبكر إلا أنه لم ينل حقه من التطور بشكل كاف على رغم أنه بوابة منطقة مكة المكرمة من جهة المدينة المنورة، فلا يوجد به مستشفى رغم تخصيص أرض له منذ 20 عاما.
يقول الشيخ وصل الله بن مرفوع الجامعي عن ذلك: «خصصت الأرض بجوار الخط السريع ليقام عليها مستشفى سعة 50 سريرا، خدمة لسكان المنطقة الذين يصل تعدادهم إلى 20 ألف نسمة، إضافة إلى القرى التابعة للوادي وكثافة الزوار والمعتمرين العابرين للطريق طوال العام، خصوصا أن العمرة مستمرة طوال العام، وهناك حوادث شنيعة تحدث في الطريق ويموت البعض دون أن يتم نقلهم نتيجة لبعد المسافة عن أقرب مستشفى، وعدم وجود مستشفيات على الطريق».
من جانبه، يطالب الجامعي بإقامة مستشفيات على الخط السريع كل 50 كيلومترا لخدمة أهالي تلك القرى والمناطق الواقعة على الطريق، وخدمة الزوار والمعتمرين الذي يعبرون هذا الطريق الحيوي المهم، مشيرا إلى أن سكان وادي ستارة «يعالجون مرضاهم حاليا في قرية الحمنة التابعة لمنطقة المدينة المنورة والتي تبعد اكثر من 100 كيلومتر عنهم لعدم توفر مستشفى قريب منهم، وللخدمة الراقية التي يجدونها في المستشفى».
وأضاف: «برغم نقص الخدمات الصحية والسفلتة والإنارة في بعض القرى إلا أن جسر وادي ستارة يعتبر من أكبر المشكلات التي أضرت بالسكان كون الجسر حيويا ومهما، فيربط وادي ستارة بمحافظة الكامل بخط مسفلت لم يتبق فيه سوى تنفيذ هذا الجسر الذي يربط هذا الطريق بالخط السريع، إلا أن العمل في هذا الجسر يسير سير السلحفاة، ويتم العمل به أياما ثم يتوقف أشهرا، وهو من المشاريع المتعثرة، وله الآن نحو ثمانية أعوام دون أن يتم إنجاز ما نسبته 30% منه حتى الآن، فيما المواطنون يعانون من هذه العقبة التي تربط وادي ستارة بالكامل، وبحت أصواتهم دون أي فائدة».
ويقول أحمد نشاط البناتي: «تكمن أهمية هذا الجسر كونه يربط سكان الوادي بالمركز الصحي وبالمدارس في مختلف مراحلها الدراسية، إضافة إلى كونه الوحيد الذي يعبر المواطنون فوقه بسلام عند جريان الوادي بالسيول، ويربط بين محافظة الكامل ووادي ستارة، كل ما نتمناه هو السرعة في تنفيذ هذا الطريق، وتنفيذ طريق خدمة بجوار الخط السريع لربط هذا الطريق بجسر وادي ستارة على الخط السريع، ليمر بجوار مراكز الإمارة والهلال الأحمر والبلدية والكهرباء، للبعد عن الحوادث وللحفاظ على سلامة العابرين مع الطريق من المعتمرين والحجاج والزوار وخدمة للمواطنين».
أما نجم مضا الوبيري، فأكد أن هناك نقصا في الخدمات البلدية، خصوصا السفلتة والإنارة وتعبيد الطرق، ولديهم عقبات تحتاج إلى سفلتة مثل عقبة «النهيمية» وعقبة «جليلة» وعقبة «السليم» التي تحتاج إلى لفتة من البلدية لتسويتها وسفلتتها، وإنارة وسفلتة القرى والهجر التي لم تنل حظها من الخدمة.
ويطالب خليفة موسم العطاوي، بطرح أراض للاستثمار وعرضها للقطاع الخاص لتطوير هذه القرى، وإقامة قاعة للأفراح وحلقة لبيع الأغنام، مضيفا أن سقيا الماء تأخر عن هذه القرى وتحلية المياه في رابغ تبعد عنها نحو 70 كيلومترا.
وعلى صعيد متصل، يؤكد محمد حبيب السلمي أن وادي ستارة من المناطق الحيوية، إذ يمر به ملايين المعتمرين والحجاج سنويا، وهو بوابة مكة المكرمة الشمالية، ولم يجد الاهتمام الكافي الذي يحتاجه.
وأضاف «لا بد من عمل مجسمات بلدية تليق ببوابة مكة المكرمة الشمالية، والاهتمام بتنفيذ المشاريع الخدمية للمواطنين، وعلى سبيل المثال يعجز مواطنو سكان وادي ستارة عن تسلم مرتباتهم ومكافأة ضمان العجزة وكبار السن لعدم وجود جهاز صراف في المنطقة، وهناك ضعف في خدمة الاتصال فلا تجد اتصالا في حال بعدك عن الخط السريع يمينا أو يسارا، لذا نتمنى أن تتم التغطية من قبل شركات الاتصالات المختلفة، وأن يجد المواطن، خصوصا ساكني القرى والهجر البعيدة عن الوادي خدمة الاتصال» .