كل إنسان يصف نفسه بالوسطية أو إنه يدعي الوسطية. ولو شاهدنا إلى حال الكثير من هؤلاء الأشخاص لوجدنا إن الوسطية بعيدة كل البعد عنهم ! لأنهم باختصار لايتصفون بصفات الشخص الوسطي أو بالأحرى لاتنطبق عليهم صفات الأشخاص الوسطيين.
– فمن هو الشخص الوسطي ؟ وماهي أبرز صفاته ؟
إن الشخص الوسطي: هو ﺷﺨﺺ ﻫﺎﺩﺉ ﻣﺘفق ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻪ ﻟﺪﻳﻪ ﺛﻘﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﻨﻔسه وﻳﻤﻠﻚ ﺣﻀﻮﺭﺍ ﻃﺎﻏﻴﺎ ﻭيوجد لديه ﺧﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ الآﺧﺮﻳﻦ ﻳﻌﺮﻑمتى ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ يتفوه ﻓﻴختار ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ وحتى نبرة الصوت ﺍﻟﻤﻨﺎﺳبة ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﺈﺫﺍ نطق ﻓﻬﻮ محاور ﻭﻟﺪﻳﻪ ﻗﺪﺭﺓ جيدة ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻮﺍﺀ الغير ﻓﻬﻮ ﻳمتلك روح خفيفة ﻻ تخلوا من الإثارة ﻭﻣمازحة ﻣﻦ في مجلسه يتكلم بلا تكلف بل بكل تواضع غير أنه يمتلك ذكاء ممتاز يستطيع أن ﻳﻘﻴﻢ سريعا أي ﺷﺨﺺ ﺃﻣﺎﻣﻪ يجاهد في أن يكون ﻣﺮﺣﺎ باشا ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ملازمة له .كما انه يجيد المجاملات الذﻛﻴﺔ ولديه القدرة على التعليقات الظﺮﻳﻔﺔ “رجل ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺴﻤﺔ والفطنة ﻓﻲ وقت ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻌﺎ” ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻛﻞ البشر ﺑﻜﻞ ذوق ﻓﻬﻮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺟﺎﺩ ﻭﻣﺤﺘﺮﻡ ﻓﻲ ظهوره ﻭﻓﻲ تواجدﻩ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻡ ﻳﺤﺎﻭﻝ الجمع ﺑﻴﻦ المزح والجد ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺡ بما يتوافق مع ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ بيد أنه ﻻ يتخلى ﻋﻦ أحدهم ﺇﺫﺍ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑالأﺩﺏ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ المرغوب . ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﺔ يمنح ﻜﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ زمانها ومكانها صاحب ﻟﻴﺎﻗﺔ ومنهج رائع ﺇﻧﺴﺎﻥ وسطي ﺃﺳﻠﻮبه السهل الممتنع . يتمتع بظهور بهيء ﻭﺃﻧﺎﻗﺔ رائعة “ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﺃﻧﻴﻘﺎ ﻣﻌﺒﺮﺍ ﻭﻫﺎﺩﺋﺎ” ﻣﺠﺎﻣﻼﺗﻪ ﻻ يكثر منها،
ﻭﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ إلى تلك الصفات الآنفة الذكر ودققنا فيها جيدآ ﺳﻨﺠدها جميعآ هي الصفات التي يجب أن يتصف بها المسلم ، وهي التي يوصينا بها ديننا الاسلامي الحنيف .
مقالات سابقة للكاتب