العقوبات ليست من تجعل الناس على الصراط المستقيم ، فقط هنالك الجانب الايجابي والتحفيزي والذي يعتبر من أفضل الطرق لجعل الناس تقدم وتنتج وتطور ومن ذلك مثل ماوعدنا ربنا بنعيم للصالحين والنار لغيرهم ، نحتاج إلى كلاهما في توازن ميزان البناء والتطوير ، الذي يحمل السلبية والايجابية في كلا كفيه ، والأفكار الإيجابية تتعدد وربما أنت أخي القارئ تحمل الكثير منها وستدور في مخيلتك الآن عندما تقرأ هذا المقال الذي سنقَيّم فيه معاً إن كانت هنالك طاقة ( إيجابية مفقودة ) في محيطنا فعلاً أم لا !
التحفيز من الأمور الفعالة لجعل الشخص يتقيد بالانظمة بطاقة إيجابية وبإمعان ، ومن ذلك هذا المثال عندما أقام أخصائي السلوك في أحد البرامج بنشر إعلان في إحدى الشوارع التي تعددت بها مخالفات السر رغم وجود اللوحات ‘التحذيرية بالعقوبات الوخيمه’ ، وأعلن عن عرض جائزة مالية للسائقين الذي يتم رصدهم بسرعه قانونية وترشيح أحدهم لها ، فكان الجميع يبحث عن تلك الجائزة ولم يتم رصد أي مخالفه !
تجاوب البشر مع الجوائز والتقدير فعال جداً ويحوذهم على الفعل الصحيح والمطلوب منهم بشكل أفضل ، وهذه الطريقه مطبقة وذو فعالية في أحد الدول التابعه للأمم المتحدة ، هل سيفعل نظام ساهر ذلك أم يريد جني المال فقط ! .
احتواء أبناء الوطن وتقدير جهودهم وكفائاتهم وعدم تاخير الترقيات وتوظيفهم المبكر من أهم الأسباب التي تجعلهم يؤدون أعمالهم لمكتمل أعمارهم بكل وفاء وشغف للتطوير والبناء لوطنهم ويبعدهم عن النهب والحقد واللجوء للفساد ، وفي الواقع لا شخص يفضل أسلوب التهديد والتخويف ورفع الصوت أو تعامل المراجعين والمدراء السىء معه إن كان موظفاً ، وذلك لأن عزته لن تسمح بذلك وسيحاول التمادي ومواجهة الأمر؛ حتى وإن اضطر إلى الطرق السلبية ، فـ تكريم الموظف في القطاعات متأخر جداً نسبة لتطبيق العقوبات عليه .
أعجبت بنظام شركة قوقل مع موظفينها في مقر شركتهم ، مطاعم ، حلاق ، ملاعب ، صالات رياضية ، أماكن استجمام ، والكثير من سبل الترفيه والراحة بشكل مجاني وبيئة أخوية تقدم للموظفين ، مما أدى إلى طاقة إيجابية تسكنهم وانعكست في أعمالهم وجعلت شركتهم في الصدارة ، وقد يظن البعض أن تلك الخدمات ستعطي تسيباً للموظفين ، فيمكنه التعامل مع الشركة ورؤية التجاوب السريع وبالوقت المتفق عليه .
كثيراً من الناس والاعلام أيضاً يتفاعل مع الجوانب السيئه والانتقادات ، ولا بأس بذلك أبداً عندما يتم رصد (مؤكد) لها ومن مصدر موثوق ، لانه يشمل التطوير وإدراك الخطأ وإصلاحه ، ويعطى هذا الجانب أكبر من حجمه دائماً نسبياً مع الجانب الآخر ، وذلك الجانب مزهر يحتاج للإيجابية ويجب أن تتم تنميته ومراعاته والنظر له وهو الأفضل كما ذكرنا سابقاً..
أشاهدها دائماً وللأسف أعظم مايدور بين الناس والاعلام هي الطاقة السلبية ..
برنامج “خواطر” .. من لايفضل ذلك العرض الممتع ، الذي قام بعرض محاسن الكيفيات والحلول والانظمة المتطورة لدى دول آسيا وأوروبا ، كان بإمكان الشقيري أن يعرض انتقاداته ويشهرها عن دوائرنا وبعض أنظمتنا وأخلاق البعض ، لكنه وجد الطريقة الأفضل بعرض الحلول وعرض الإيجابية في تلك الأوطان مما أدى إلى تأثير كبير في كل الجوانب وأنتج طاقة إيجابية كبيرة بين شرائح المجتمع ، و أرى إنه من البرامج النادرة بهذا الطرح والتوجه الايجابي ، وهكذا يجب أن يكون الاعلام وليس بماهو عليه الآن .
مروان المحمدي
مقالات سابقة للكاتب