تتجه خليص إلى تسجيل اسمها كأكبر غرزة في العالم بعد أن تحيط بها فوهات المصانع من كل جانب ، ويشرب أطفالها الدخان مجاناً كل صباح ومساء.
سمعنا الفساد الذي يجلب السيول والأمطار للمدن وكان رد معظم المسئولين أنها حقبة وانتهت ، وأن عصر الجاهلية ولى من غير رجعة والقانون سيضرب ( كائناً من كان ) ، لكن فجأة بين الظهر والعصر وجدنا أنفسنا موعودون بالمدينة الفاضلة لكن مهرها حياة أطفالنا وقهر رجالنا.
عندما يتحدث الريال دائماً تكون له الغلبة في المجمل ، ونحن نسمع من يحاول أن يطمئنا لكن بوادر المشروع بدأت على الأرض.
وبما أن الغزاة دائماً لهم أذناب؛ أُستقبل القائم على المشروع على أرضنا ليجدد الوعود حتى يقال أنه وزع ( بخشتشته ) وهي المحفظة أو البوك بلهجة أهل المنطقة.
وعد المغررون من غران بفيلا فارهة في المدينة الفاضلة بشرط أن لا أحد يفتح فمه إلا بعد نهاية المشروع وكان له السمع والطاعة وسم طال عمرك !!
لا أدري ما هو موقفهم بعد فشل المشروع أو حتى بعد أن يكتشفوا أنهم باعوا ضميرهم وأهلهم بثمن بخس لا يتجاوز محفظة بعشرة ريالات.
أعترف أن كلامي فيه بعض القسوة عليهم لكن مازال لدي أمل أن يعودوا إلى رشدهم والفرصة مازالت مواتية لنا ولهم ، فهم أبناء عمومة ولو لم يكن خطأهم ضد أهلهم وأرضهم لما قسونا عليهم.
أما أهلنا في المنطقة فعليهم التكاتف والدفاع عن حقهم المشروع حتى لا تلعنهم الأجيال القادمة.
تحويل القضية للجنة لا يبشر بخير فما بالك على عدة لجان ، وأنا أخاطب وزير الشئون البلدية والقروية وأقول له : الموضوع لا يحتاج لجان ، يحتاج إلى برنامج “قوقل ماب” من جوالك وتشاهد بنفسك كيف مخطط ( الباطنية ) في وسط الأحياء.
كما أننا نستغرب طول هذه المدة في حسم هذه القضية رغم أن المشروع لم يتوقف على الأرض وتقديم مصلحة شخص على مصلحة عشرات الألوف من المواطنين.
عبدالله محمد الصحفي
مقالات سابقة للكاتب