طرأ على مفهوم الصحة العامة تغيراً كبيراً في القرن الماضي ، فالاعتقاد السائد بأن الصحة مسؤولية تقوم بها جهة أو وزارة مخصصة دون غيرها أصبح من الماضي ، فالصحة العامة مسؤولية مشتركة بين الحكومة بكل قطاعاتها والمجتمع والفرد
فلكل جهة مسؤوليتها تجاه المحافظة على منظومة الصحة العامة ، وفي هذا المقال حديثنا موجه لدور البلدية وبعض مسؤولياتها في هذه الزاوية فالبلدية لها دور مهم وحيوي في الحفاظ على الصحة العامة للمجتمع والفرد فنظافة الشوارع والتخلص من النفايات بشكل حضاري ومبني على أسس علمية وتقليل التلوث يجنبنا كثيراً من المشاكل الصحية والتكاليف المالية الباهظة لعلاج الأمراض الناتجة عن التلوث نتيجة حرق النفايات .
وإن ما تقوم به بلدية محافظة خليص من حرق للنفايات حول القرى والأحياء خطر كبير على صحة المواطنين. إن التخلص من النفايات بطريقة الحرق يعطي نتائج عكسية، حيث تصبح الآثار الناجمة عن هذه النفايات المحروقة أكثر فتكا بالإنسان والبيئة من الروائح والمايكروبات التي قد تنجم عنها قبل الحرق، ذلك لأن الأولى تفرز الكثير من الغازات السامة والدقائق العالقة المضرة ومن أكثر المواد سمية انطلاق دقائق “الدايكوسين” التي تتسبب في انتشار أمراض السرطان والتشوهات الخلقية والأمراض الجلدية) ولا نطالب البلدية باختراع العجلة ، فالعالم سبق وجرب ووصل لطرق هي الأقل خطراً، وأقل تلويثاً للبئية كالدفن ، الفرز ثم الحرق …وغيرها .
فكلنا أمل في بلدية خليص أن تعالج هذه المشكلة بأسرع وقت ، فصحتنا هي أغلى ما نملك.
عوض بن محمد الصحفي
أخصائي خدمات صحية وإدارة مستشفيات
مقالات سابقة للكاتب