أن المتتبع لحال المجتمع اليوم يجد العجب في إستقبال ضيف كريم يعلم الجميع الهدف من قدومه وما يحمله من بشارات وهبات ، ولكن الاستعداد لإستقبال هذا الضيف يخالف الهدف من قدومه فهل هي حاجه أم عادة تمكنت من المجتمع ومع الأيام ارتقت إلى درجة الحاجة .
“مقاضي رمضان” .. معارك وزحام .، تخفيضات أشكال وألوان .. مغريات للشراء في العرض والتقديم .. فلما كل هذا ؟ وهل نحن في حاجة لكل ما نشتريه ونكدسه ثم نطبخه ونرميه ؟! ..
الصحة انهارت وحاويات النفايات للعقوبة أشارت ، اشتكت مما تراه وتحتويه من موالح وحلويات وأطعمة ، غيرنا منها محروم وعندنا تفيض فلا نجد لها في البيت مكان ومن الجيران طالب.
لست معارضاً ولا مخالفاً للمجتمع فكما لرمضان خصوصية في العبادة فإن له خصوصية في السفرة الرمضانية . ولكن لِمَ نبالغ في الكم والنوع ونأتي بكل ما هو معروض فهل هي خيار أم مفروض ؟!
أن المال والجهد المبذول لإعداد سفرة رمضان يأخذ من المجتمع الكثير فكم انشغلت ربة البيت في الإعداد ، وكم دُفع لجلب كل ماعُرض من آخر المتجر إلى الباب ، لِمَ لا تكون المشتريات الرمضانية مبنية على الحاجة وليست على عادة يمكن أن نقف سويا لتغييرها .
إن أخوَف ما نخافه اليوم هو أن تحل بنا عقوبة نتذكر بعدها النعمة التي ننعم بها الآن وحُرم منها الأهل والأجداد ، وتتمناها الكثير من البلدان .
اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من الصائمين القائمين ولحدودك مقيمين .
فهد علي الصحفي
مقالات سابقة للكاتب