زرت أحد الأصدقاء فسألته عن أحد أبنائه فقال في الاستراحة مع أصدقائه فذهلت كيف يترك الابن أباه يوم العيد لكي يسمر مع أصحابه وفي استراحة وزاد ذهولي أكثر عندما ذكر لي الأب أن الابن كان نائماً هناك ليلة البارحة
طبعا الاب يريد ان يبرر عدم تواجده اليوم بإن الموضوع راحت عليه نومه
كلنا نتذكر فتاة السامر رحمها الله العام الماضي كان مسرح جريمتها بخليص على خشبة إحدى الاستراحات
المنزل المثالي يراقب الإبن خصوصا في مراحل المراهقة حتى في غرفة المنزل ويتابع تحركاته بحكمة إلى أن يتجاوز هذه المرحلة العمرية الخطيرة ، فكيف يترك الأبناء في هذه الغرف المهجورة بعيدا عن الرقيب ؟
كلنا معرضون لمثل هذه المواقف وربما نصل مرحلة لا حول ولا قوة لكن أخاطب أصحاب حسن النوايا والذين يعتقدون أن الابن أصبح محصناً ضد كل التيارات والمغريات
الابن في مرحلة المراهقة مثل العجين أن لم تشكله أنت شكله غيرك وغالبا لن تكتشف التشكيل الجديد إلا بعد أن يكون صلبا صعب الإعادة إلى الوضع الطبيعي وربما تتسبب في كسره فتصل الى مرحلة تدفع الأسرة بكاملها الثمن.
إن ظاهرة الاستراحات ظاهرة جديدة على مجتمعنا فهي متنفس جيد إذا حسن استخدامه لكن أن تكون بهذا الشكل للمراهقين فقط تحت سياسة الباب المفتوح لكل من هب ودب يدخلها لا والله سندفع ثمنها ولو بعد حين
اما مقولة ولدنا رجال ستتصدع عند اول اجتماع فاسد في الحارات القديمة
لو أن كل اسرة خصصت يوماً في الاسبوع للترويح بكامل أفراد العائله لما تجرأ كل ابن بالذهاب لمثل هذه الأماكن
ولو اشتركت كل مجموعة من الأسر في بناء استراحة عائلية يتناوبون لزيارتها لخلقنا مناخاً صحياً لكل افراد العائله بدلاً من هذه الأوكار الفاسدة.
عبدالله محمد الصحفي
مقالات سابقة للكاتب