توافق واختلاف بيننا نحن البشر، فسبحان الخالق الذي خلقنا من أبٍ واحدٍ وأمٍ واحدة، وجعلنا متوافقين في التركيب الكيميائي، فمع الانتماء في الأصل والتوافق فى التركيب فهناك اختلاف في الأفكار والطباع والألوان والأذواق واللغاتز
وقائمة الاختلاف فيما بيننا يصعب حصرها، ولكن هذا الاختلاف لا يمثل خطرًا على المجتمع إلا إذا فقدنا القدرة على إدارة هذا الاختلاف، ومع هذه الاختلافات نحن بحاجةٍ إلى بعضنا البعض، تربطنا علاقات مفروضة علينا من ولادتنا وملازمه لنا حتى مماتنا؛ وهي العلاقات الأسرية، وعلاقات اكتسبناها من خلال الدراسة والعمل والصداقة.
ومن الطبيعي أن تمر هذه العلاقات بتوترات أحيانًا، وتباين وتقارب وشد وجذب بين ذوات سلبية وأخرى إيجابية، ولكي تستمر هذه العلاقات في إطارها الصحيح لابد أن تكون مبنية على الاحترام والحب والتقدير والمسايرة في الحدود المسموح بها، وأن لا تتفتّح الأعين على تتبع العورات والزلات بل على رؤية المزايا، وأن لا يؤدي الاختلاف في وجهات النظر إلى تصادم، وأن لا تكون القلوب منبعًا للحسد والكره والحقد ومستودعًا لحفظ العداوة، فكما قيل إن الإرهاب تدمير للعقول، فإن الحقد والحسد تدمير للقلوب، فما أجمل أن يكون التسامح شعارنا.
وضاح
من مركز البرزة