فرحة العيد ناقصة!

العيد مظهر من مظاهر السعادة، وسويعات من السرور نختطفها من الزمن من أجل أن نصنع لحظة فرح نعيشها، فنجد الجميع يسعى لأن يعيش هذه اللحظة ليزيل بها هم الشهور الماضية وكدر الأيام ومنغصاتها!

وأنا أحد أولئك ممن كانوا يعيشون فرحة العيد ببراءة الطفولة والتي أراها في مرافقة والدي لمصلى العيد ونحن في أجمل الملابس الجديدة الرخيصة الثمن والتي جملها في عيوننا قناعتنا بها واقتناعنا بأن الجمال جمال النفس وليس جمال الملبس، فتبدأ فرحة العيد عندي بمرافقته والسير معه والنظر إلى ملامح الناس الضاحكة ووجوههم المبتسمة.

عشت معه هذه الفرحة سنوات طويلة إلى أن ذبلت بمرضه الذي لم يمهله طويلًا فودّع الدنيا وسلّم روحه إلى باريها -يرحمه الله – فتغيّرت ملامح فرحتي بالعيد، فألم فقده أخذ مني بعضًا من معاني الفرح فغدت عندي فرحة العيد ناقصة!

ورغم مرارة الفقد إلا أنني كنت أجد ما يكمل فرحتي الناقصة في لمسة حانية من أمي التي تستقبلني بشوق وتحتضنني بلهفة فتعطيني معنىً مختلفًا للعيد عن غيره من المناسبات التي أحضرها، أو الاحتفالات التي أشارك بها، وأسلي نفسي وأصبرها بترديد مقولة: فقدت أبي ولكن بقيت لي أمي التي هي جنتي وحياتي وهي من يكمل فرحتي بالعيد، إلا أن الأقدار لا تجلب لنا دومًا ما نحب بل قد نرى فيها ما يكدر صفونا ويخفي فرحتنا!

فقد لحقت والدتي بوالدي – رحمهما الله – إلى الرفيق الأعلى فتجدد الحزن القديم وزاد أثره فأصبح في النفس ألم وفي الملامح حزن، ولم يعد للعيد في نفسي فرحة إلا من خلال تلك الابتسامات البريئة التي أراها على ملامح الصغار، فهل تلوموني لو قلت: فرحة العيد ناقصة؟!

محمد الرايقي

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “فرحة العيد ناقصة!

محب الوطن

تحياتي لك أستاذ محمد

قد أخالفك الرأي فليتسع صدرك أستاذي

إننا بحاجة أن نُظهر السرور بشعيرة العيد
ليعيشها من هم تحت أيدينا دون سماع
مايكدر فرحتهم فيتوارثوها جيل بعد جيل.
نحن بحاجة أن نلبس لكل حالة لبوسها..

تحياتي لك أستاذ محمد

وغفر الله لموتاك وجمعك بهم في الجنان.

وضاح

يمضي بنا قطار الحياه الى محطات لا تخلو من المنغصات حزن وفرح الم وامل احوال تتدبل لاحزن يستمر ولا فرح يدوم فالايام حبلى بالنوازل فلا مفر من قضاء الله وقدره
فلنعيش اللحظه بما فيها من فرح ونضيئ انوارها ونستمتع بها في هذه الايام المباركه ونغلق ابواب الحزن فكلنا راحلون من هذه الدنيا الفانيه

حميد محمد الشابحي

رحمهما الله رحمة واسعة وجعل جنة الفردوس مسكنها ومأواهما .،
الدنيا صفوها كدر ،،
فمهما بلغ بنا الفرح فمنغصات الحياة كثيرة ،،
ومن أكبرها وأعظمها فقد أحد الوالدين أو كليهما,,
هنا تسمى مصيبة وسمها الخالق عز وجل مصيبة ،،
فمع الأيام تنطوي الأحزان وتبقى لنا معها ذكريات حزن وألم فراق ،
فالحياة سوف تستمر وتستمر وعلينا أن نتعايش معهما بكل الوانها ..

خالد المرامحي

هي الحياة تلونها الاقدار رحمهما الله رحمة واسعة .. فهناك حبل لا ينقطع بيننا وبين من رحل يعبر عن الحب والاشتياق دعوات صادقة نصلهم بها وهم أحوج لها من حزن لا ينفع .

اللهم ارحم جميع موتانا وموتى المسلمين رحمة واسعة وتغمدهم برحمتك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *