معتوق البريطاني

كان معتوق يعيش في قريته لا يكدر حياته إلا لقبه ( البريطاني ) كان رجلا شهما كريما يعرفه جميع أهل القرية لكن حساسية (البريطاني ) ملازمة له. 
كان السؤال الدائم كيف معتوق و(بريطاني) لكنه كان يرد أنه مجرد لقب أطلق عليه مؤخراً وأنه يريد أن يتخلص منه بأي طريقه .. أمضى وقتاً طويلاً يحاول أن يتخلص منه ولكنه يزيد به التصاقاً.
ظهرت وسائل الإتصال الحديثة من بيجر وجوال لم يستخدم البيجر فكيف ب (بريطاني) يستخدم بيجر فاللقب اكبر منه.
لكنه أعجب بالجوال إعجابا جعله يدفع عشرة آلاف ريال رسوم دون تردد لعل البرستيج يرتفع لكن ظهرت مشكله أكبر ، وهي أن المكالمات والرسائل تتحدث وتسخر منه حتى أصبحت النكت تتناول شخصيته ،
 فقرر قراراً تاريخياً بأن يغير اسمه ، و الاجرأ من ذلك أنه غير اسم (معتوق) وليس ( البريطاني ) فأصبح ( بيتر البريطاني) فتغير الحال … فمن أول يوم أصبح (بيتر) محط اهتمام أهل القرية حتى صاحب البقالة أصبح يعطيه على الحساب ( كريدت ) وصار الجميع يتوددون إليه ويخشىون زعله.
فكبر رأس معتوق مع الزمن وتغير على أهل القرية فخطرت له فكرة أن يهاجر إلى المدينة ويعيش في مجتمع لا يعرف ماضي (بيتر) ولا اسم ( معتوق ) فعرضت عليه وظيفة مستشار براتب عالٍ جداً في إحدى الشركات الكبرى وطبع له بزنس كارد طبعا القائمين على الشركة اكتشفوا من أول يوم  أن المستشار (خرطي) لكن الاسم جذاب ، فقد كسبوا من وراءه الكثير من الأرباح.
وبعد أن جمع رأس مال كبير فكر أن يتحول إلى مستثمر أجنبي ويتزوج سعودية ولم يجد صعوبة في الحصول على التصريح فبمجرد إيميل واحد للوزارة اصبح الترخيص على مكتبه عن طريق (DHL) كان المشروع تسمين البيض !! رغم أن المجتمع كله غير مقتنع بالمشروع لكن اسم ( بيض بيتر) كان هو سبب نجاح المشروع حتى أصبحت البيضة بريال. 
وأصبحت زوجته السعودية هي المسؤوله الأولى عن (بيض بيتر ).
استفاد بيتر من المميزات الكثيرة التى وفرت له حتى اصبح كبار المسؤولين يطلبون منه عبوات فاخرة من (بيض بيتر ) ، استغرب التغيير الجذري في حياته وصابه شئ من الغرور فقرر أن يتخذ قراراً عكسياً ويعود إلى (معتوق) فغير اسم الشركة الى (بيض معتوق ) فتقزز الناس من البيض وتوالت الشكاوي على وزارة التجارة بإن المشروع نصب واحتيال وأن جودة (بيض معتوق) تختلف عن جودة ( بيض بيتر) ، فشكلت اللجان واتضح أن المشروع  بدون ترخيص وقرر قسم الغش التجاري ومكافحة التزوير القبض على ( معتوق) وإيداعه السجن وقررت الزوجه طلب الطلاق لأن عقد الزواج تم على أساس أن اسم الزوج ( بيتر ) وليس ( معتوق) طال الزمن بـ( معتوق) في السجن واصابته الأمراض حتى فقد الذاكرة فنسي ( بيتر) و ( معتوق).
 
 
عبدالله محمد الصحفي
 
مقالات سابقة للكاتب :
مقالات سابقة للكاتب

11 تعليق على “معتوق البريطاني

الصريح

اقرأها لابنائك قبل ان يناموا هذا افضل شيء وانصح الاخرين بقراتها لابنائهم قبل النوم.

أبوسعود

هذا اللي توقعته من أول ما قرآت المقال وهو أن البعض لن يفهم المقصود
هذا أسلوب معروف في كتابة المقالات وهو الأسلوب الساخر وقد اشتهر به كثير من كتاب المقالات المشهورين واذكر منهم الكاتب السوداني : جعفر عباس
وهو أسلوب جميل وجذاب وقليل من يجيده
أعتبر أن الأخ عبدالله أجاد كثيراً فيه وأرسل من خلاله رسائل قوية من خلال الاسقاطات التي استخدمها
فقد عبر عن التناقض السائد في المجتمع بين النظرة للأجنبي والنظرة لإبن البلد
فكل ما يأتي من الأجنبي فهو جميل ومستساغ والعكس بالنسبة لإبن الوطن
بل حتي الجهات الحكومية تعامل هذا بطريقة وذاك بطريقة فهي تكيل بمكيالين كما يقولون
مبدع يا أبوعابد .. واصل

جلاد

يرزقني اللي رزق معتوق
موتر وبندق ومصرية
منول ياكل المرقوق
واليوم ياكل طحينية

سبع الليل

يعني اذا خلصت الاخبار ف القناة تخلونها قصص اطفال

عمر المغربي

مبدع الكاتب قرأت المقال وتشوقت. لكي اطلع على باقي كتاباته وجدت الصحيفة وضعت اسفل المقال روابط لمقالات اخرى له
بصراحة مبدع على وزن خلف الحربي ومحمد الرطيان
ومن لقبه يتضح انه من اهل المنطقه
أبارك للصحيفة استقطاب أمثاله فالكتابة الساخرة الان رقم واحد في الصحافة والقليل من يجيدها.

غير معروف

رائع كاتب ساخر فذ
أهنيئك على المقال المبدع والراقي

خزامى الصحفي

رداً على {الصريح} ليتك تسمو بتفكيرك…..
وبالنسبة للكاتب فهو مسكوب بحرفه اللون الراقي
ولا أرقى حين نتلو في الكلمة الهادئة ، بقلم التقني السامي .. فيبدو الإخراج بوثوق الحقيقة..
وللأسف هذا واقعنا كل مايأتينا من الغرب نراه جميل ونستحسنه ونفخر ونتزين به , وكل مايأتي من عند أنفسنا نستهجيه ونستقبحه ونزدريه ونستصغره ونعيبه ….!!!!
لأن الحضارة الاعظم تفرض ثقافتها أكثر وبالتالي نحن اليوم تابعين لهم لا متبوعين

أملي أن نكون العكس في قادم الايام والحضارات وألأيام دول
تحياتي*

مصهلل

مقال مميز وكان ينقصه ايضاح الفكره في الختام لا ان يترك الحبل على قارب مخيلة القاريء فلربما شطح بتفكيره لابعد من ذلك
وليتك اخترت اسما غير البريطاني لانه مستهلك
في الجمله مقال ساخر ابدعت في سرد تفاصيله

امرأه من هذا الزمن

مقال ساخر ورائع يعرض لنا واقع نعيشه بمختلف المقاييس، اطربتني طريقة سرد المقال بصورة قصة قصيرة، عبارات رصينه اسلوب يستفز القارئ الى ان يعود من جديد الى الاسطر السابقة ويقرأ مليا،
قصة البريطاني تذكرني بشابين سعوديين تخرجا من جامعه سعودية واحدة احدهما حصل على معدل عالي(ممتاز) وعمل في قطاع خاص براتب لا بأس به والاخر تخرج بمعدل مقبول وسارع الى كندا ليتزوج عجوزا كندية ويحصل على الجنسية الكنديةويعود الى ارض الوطن ويعمل في نفس الشركة التي يعمل بها صاحبة ولكن الفرق صاحب الجنسية الكندية براتب اعلى بكثيير من اخونا السعودي .. بدعوى انه مهندس اجنبي و و و

#دنيا عجايب _ فيها العجب يبكي

عبدالله أبو شعبة

نعم هنا أبا وائل …!

للأسف حتى في تعاملنا الاجتماعي يحصل معنا ذلك !!

في العمق

معتوق حقه أخذ مطبوق
جرب حياة الغناويه
ومحروم بحبل الفقر مشنوق
لا شاف هذا ولا ذيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *