وقع نبأ توقيع شراء السعودية منظومة “إس-400” من روسيا، أمس، على حكومة الملالي وأذرعها كالصاعقة التي أحرقت كل مخططاتهم؛ ليجدوا أنفسهم أمام حزم سعودي جديد، فقبل بضعة أشهر اعتلت أصوات حكومة الملالي وأذرعتها بشراء إيران منظومة “إٍس-300” وهو الجيل الأول؛ حيث كانت المطالب الإيرانية منذ 20 عاماً لشراء منظومة “إس-300” التي باتت اليوم من الأسلحة القديمة، في حين أن السعودية حسمت أمر شراء منظومة “إس-400” من أول زيارة لخادم الحرمين الشريفين لروسيا، ولتكون بذلك الدولة الثالثة في العالم التي تمتلك المنظومة بعد روسيا والصين، هذا الحزم السعودي أثبت للعالم مكانة السعودية ودورها في العالم.
صراخ الملالي اليوم هو من ذلك الألم الذي أحدثه الحزم السعودي الذي دائماً ما يفاجئهم دون سابق إنذار، فهم لا يزالون يعيشون ضربة اليمن، التي أفسدت مخططاتهم التي جهّزوها منذ عقود ودُمرت في طرفة عين.
وها هي صفقة المنظومة الدفاعية ردعاً لكل مَن كان يستعرض بقوات هي أشبه اليوم برجيع اكتظت به مخابئهم العسكرية.
صفقة المنظومة الدفاعية ليست بالسهلة، فرغم محاولات الروس منذ عشر سنوات كسب الثقة السعودية بمجال الأسلحة والدخول إلى سوق الأسلحة إلا أن ذلك لم يتحقق إلا بما قدّمته الحكومة الروسية من تسليح جديد متطور، وهو الذي أقنع الحكومة السعودية بالموافقة على شراء منظومة “إس-400” الدفاعية الروسية، وذلك في خطوة لتعزيز قدرات الجيش السعودي وتحديثه.
وتتميز المنظومة الدفاعية “إس-400” بقدرتها على رصد وتدمير الأهداف من على بُعد 400 كلم، وتشمل تلك الأهداف الطائرات والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، ويصل مدى المنظومة إلى 3.500 كلم وبسرعة 3 أميال؛ فضلا عن تمكنها من كشف الطائرات الشبحية، وتعد المنظومة أكثر الأنظمة الدفاعية تطوراً.
تتصف منظومة الصواريخ الحديثة للدفاع الجوي “إس-400” (تريومف) خلافاً لسابقتها “إس 300 بي إم” بقدرتها على تدمير أنواع الأهداف الجوية كافة، بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي تحلق بمحاذاة سطح الأرض، والطائرات صغيرة الحجم من دون طيار، حتى الرؤوس المدمّرة للصواريخ ذات المسار الباليستي التي تصل سرعتها إلى 5000 متر في الثانية، وليس بمقدور أي منظومة أخرى متابعة مثل هذا المسار.
وتعد منظومة “إس-400” الأكثر تطوراً في العالم، وهي قادرة على التصدّي لجميع أنواع الطائرات الحربية، بما فيها طائرة الشبح الشهيرة.. وتم تصميم المنظومة في شركة “ألماس — أنتاي”، وجرى تزويد الجيش الروسي بمنظومات “إس-400” (تريومف) اعتباراً من أغسطس عام 2007؛ حيث بدأت أول كتيبة مزوّدة بهذه المنظومات مناوبتها القتالية في ضواحي موسكو.
ويمكن أن تزوّد منظومة “إس 400” بـ 5 أنواع من الصواريخ مختلفة المهام والأغراض.. وجاء صاروخ “40Н 6 Е” نموذجا أخيراً استكملت به تشكيلة المنظومة.
ويستخدم هذا الصاروخ لتدمير أهداف مهمة ومعقدة، بينها طائرات الكشف الراداري البعيد وطائرات الشبح المعادية، وذلك عن بُعد 400 كيلو متر.
واشتملت مذكرة التفاهم وعقد الشروط العامة، التي أبرمت بين “الشركة السعودية للصناعات العسكرية” وشركة “روزوبورنإكسبورت” الروسية، على أن تلتزم موسكو بنقل التقنية وتوطين صناعة هذه المنظومات واستدامتها في السعودية.
تأتي هذه الصفقة لتدعم توطين واستدامة صناعة أسلحة نوعية ومتقدمة جداً في السعودية، بما يحقق أهداف “رؤية المملكة 2030”.
ويشمل الاتفاق نقل تقنية صناعة منظومة “كورنيت إي إم” الصاروخية المتطورة المضادة للدبابات، وراجمة الصواريخ “تي أو إس 1 إيه”، وراجمة القنابل “إيه جي إس 30”.
كما اشتملت مذكرة التفاهم على أن يتعاون الطرفان على وضع خطة لتوطين واستدامة صناعة أجزاء من منظومة الدفاع الجوي المتقدم “إس400″، بينما يعنى عقد الشروط العامة بتوطين صناعة البنادق من طراز “كلاشينكوف 103” وذخائرها في السعودية؛ ما سيسهم في رفع المحتوى المحلي وتعزيز الاكتفاء الذاتي السعودي.