اليوم الوطني مهمة أم رسالة أم قيمة مستوحاة ؟!

القيم أجمل بها عندما تترسخ في أعماقنا، وأجمل بنا عندما نزرعها في أجيالنا.
لاشك أن كل إنسان لا يفرط في قيمه مهما يكن، ولا أريد هنا أن أتحدث عن أهمية الوطن أو واجبنا تجاهه فالعارف لا يُعرّف – كما يقولون – لكن ما أتحدث عنه هو كيف ننقل اليوم الوطني كقيمة  إلى الأجيال دون تفريط في مظاهر ليست شرعية أو حضارية؟ فما شاهدناه العام المنصرم من تلك التجاوزات تنبهنا إلى نقطة مهمة، ألا وهي أنه ينقصنا التفكير في برامج تربوية ثقيفية نوعية تصاحب فعاليات الاحتفال باليوم الوطني. وأعتقد أن أمراً كهذا لا يتأتى بجهود جهة معنية بعينها، بل بتظافر جهات ذات تأثير واختصاص حتى لا يضيع التركيز في نقاط تجمع الزحام.
وأول تلك الجهات برأيي هو الإعلام فهو ناصية الهدف المرجو تحقيقه، وسنام تلك الجهات الأندية الأدبية ولجانها الثقافية هاتان الجهتان هما المكملتان للمؤسسات التعليمية وبدونهما سيكون الجهد ضائعا منثورا.

لمرات عديدة، وأنا اشاهد برامج احتفال اليوم الوطني في الإعلام أو احضر لها، وأجد قاسما مشتركا يجمع بينها. ذلك القاسم هو اللغة الإعلامية التي نحتاجها للنهوض بمفهوم الوطن كقيمة تتطلب منا الحفاظ على ممتلكاته، و دعم  المسؤولين بالفكر والنصح والعمل التطوعي. هذه النقاط نفتقدها في احتفالات اليوم في معظم فقراته وأولها بكل أسف الخطابية.
ودليل ذلك العبث الذي نراه في الأماكن العامة حتى في يوم الاحتفال هذه المناسبة. ومن هنا أدعو القائمين على هذا البرنامج في بلادي إلى الاحتفال باليوم الوطني ببذل الجهود الذهنية قبل الشروع في الجهود البدنيه، وفتح الأبواب لتوسعة دائرة النقاش ومحاورة عقول الشباب والسماع لإبداعاتهم.

مشعل حميدان الصبحي – رئيس تحرير صحيفة خليص اليوم

مقالات سابقة للكاتب:

ثم ماذا يا معالي الوزير؟!

 

مقالات سابقة للكاتب

7 تعليق على “اليوم الوطني مهمة أم رسالة أم قيمة مستوحاة ؟!

شكيل

سيدي الكريم
مابني على باطل فهو باطل
احتفال بعيد غير مشروع
يتم من خلاله ممارسات غير مشروعه
اجمل مافي اليوم الوطني هو الاجازه
التي قد تخفف من الم مظاهر العبث رلتي نشاهدها فد هذا اليوم من اغلاق للشوارع وتكسير لواجهات المحلات وغيرها من الممارسات التي ارتبطت بهذا اليوم

دور الاعلام يجب ان يكون في كيفية الغاء هذا العيد
لا تثقيف المجتمع بكيفيه الاحتفال به

مصهلل

اليوم الوطني مجرد اجازه …
.
المصيبه هو تجاهل مايحدث من احتفال وتحت رعاية اجهزة الدوله
كحفل الجنادرية وما صاحبه من لغط
فقد اختلط الذكور بالاناث
وطرد اهل الحسبه
فهل هناك ماهو افدح
افضل الطرق هو الغاء هذا الاحتفال والاكتفاء بيوم اجازه يطلب فيه من كل مواطن اخذ ساعه او ساعتين في التفكر بإنجازات الوطن تجاه المواطن ولعلها تكفي هذه الساعات لان ماتم عمله للمواطن اكبر من ان تحويه في ايام من التأمل والتفكر
.
وعاش المليك للعلم والوطن ….

أبوسعود

ماجات المشاكل والتكسير إلا بعد ما صار فيه إجازة في اليوم الوطني
ياليت تلغى الإجازة ويصير مجرد يوم إعلامي فقط كما كان في السابق
نحن شعب غير مؤهل لمثل هذه المناسبات للأسف

امرأه من هذا الزمن

مقال راقي وفكر متأمل .. متطلع الى غد أفضل
فنحن نفتخر بوجود أقلام في مجتمعنا تستحق أن تقرأ..
فعلا كل عام نحتفل باليوم الوطني ونفرح ونحصل على إجازة ولكن
ماذا بعد!!!
المواطنة كقيمة أين هي من مشاريعنا التربوية..
ليس المهم الإحتفال بيوم الوطن بل الاهم هو إستغلال هذة المناسبة في غرس قيمة الانتماء للدين.. الانتماء للأرض .. الإنتماء للعرق ..
الشعور بأبناء جلدتنا في هذا الوطن.. بألامهم.. بمشاكلهم..

فلندعهم يقولون مايشاؤون عن تطور الوطن …هكذا المتذمرون
أنهم يرون ان ساعة واحدة تكفي لوقفة تأمل في أنجازات الوطن
فمثلهم كمثل البناء الذي ينتقد منزلأ قام ببناءه
فان كنتم ترون ذلك حقا… فالوطن أنتم …وحديث الساعة هو من صنعكم
فماذا صنعتكم للوطن… وماذا صنعتم كي ترتقو بقيمة المواطنة.

ف يحضرني مثل الأن واراه مناسب للحال..
فتك يالرفلاء…. كليه

مصهلل

امراءه من هذا الزمن
زمن الفتن والغوغاء
زمن تنكر فيه ابناء الدين لدينهم
زمن اصبح النفاق فيه سمه ظاهره
ومن يقول الحق يجب ان يعاقب
عن اي تطور تتحدثين ولازلنا نعاني من سوء في البنيه التحتيه وقلة المستشفيات وسوء حال مدارسنا
عن اي تطور تتحدثين وتتشدقين
نحن نحب وطننا ومن اجل مصلحته ومصلحتنا يجب ان ننتقد الخطأ
ثم اي استغلال تدعين لشي محرم وتريدينه ان يكون غرسا يدل على الانتماء بالدين
فقد حرم مشايخنا هذا اﻻحتفال لما فيه تشبه بالكفار فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
عندما نحاول الابحار بعقولنا يجب ان نضبطها بضوابط الدين وان جاوزتها فهي حماقه
لو كنا نشغل مناصب في هامه وحساسه في الدوله ويقع ضرر تقصيرنا على المواطنين فحق لك ان تلومينا اما لومك الان فهو موجه لكل مسئول قصر في اداء امانته …
وحق لي ان ارد المثل اليك
وفتك يالرفله اكليه …..

ناجي

مقال رائع جداً لقد قلت ما في نفسي يا أستاذ مشعل
[اللغة الإعلامية التي نحتاجها للنهوض بمفهوم الوطن كقيمة تتطلب منا الحفاظ على ممتلكاته، و دعم المسؤولين بالفكر والنصح والعمل التطوعي. هذه النقاط نفتقدها في احتفالات اليوم في معظم فقراته وأولها بكل أسف الخطابية.]
للأسف الإعلام سطحي جداً جداً وكل كلامهم مكرر وأغلبه أغاني وأناشيد ليست أكثر من فقاعات صابونية تتلاشي بسرعة ..
ولا آعتقد أنهم مؤهلون لتقديم الوطن كقيمة حضارية وليس لديهم من الفكر ما يؤهلهم لترسيخ ما تدعو إليه من مفاهيم وقيم تربوية.
شكراً على طرحك الراقي.

الشامخ

الاعلام يعكس توجه من أقر هذه المناسبة فهو يكرس مفاهيم محددة لا يستطيع الانعتاق منها وفاقد الشيء لا يعطيه ياصديقي لذا سيبقى الأمر على ماهو عليه من سفسطة سنوية لا طائل من ورائها سوى هدر المزيد من الوقت والحبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *