مهرجان خليص الزراعي السياحي الترفيهي ، ليس مجرد مهرجان ، بل هو احتفال بنكهة خاصة يمتزج فيه الحاضر بروح الماضي وتراثه .. مهرجان أعاد ذكريات الزمن الجميل ، وتميزت فيه الفعاليات بتنوعها وتعدد أهدافها ، وتجسدت فيه صور صادقة للمحبة والتلاحم بين أبناء هذه المحافظة .
وبعد مرور ما يقارب أسبوع ونصف من إنطلاقه، بدأنا نقطف ثمار هذا المهرجان ، والتي منها :
– زيارات الوفود : فسعادة المحافظ متواجد بشكل شبه يومي لاستقبال الضيوف من مدراء جامعات ، أعضاء بمجلس الشورى سابقين ، رؤساء بلديات ، ووفود غرف تجارية وغيرهم .
– مالاحظته من اﻷلفة والمحبة والعمل الجماعي المشترك والتفاعل اﻹيجابي بين أبناء المحافظة قاطبة صغاراً وكباراً مما يشاهدونه من تراث أعاد في اﻷذهان لكبار السن خاصة تاريخهم المجيد ، ولم يكتفوا بالمشاهدة ، بل كانت لهم مشاركات وأحاديث حول ذلك التاريخ ومافيه من معاناة ، وحمدوا الله على مانحن فيه الآن من نعم كثيرة تعد ولا تحصى.
– إجتماع مراكز المحافظة التسعة في مكان واحد في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ المحافظة ، وتتنافس في تقديم مالديهم من موروث بجناح خاص لكل مركز.
– هناك معروضات ثمينة جداً عرضت في أجنحة المراكز من تراث اﻵباء واﻷجداد تتمثل في ( الملابس النسائية والرجالية – مواعين صنع وتقديم الطعام والقهوة – أسلحة ….وخلافها مما امتلأت به أجنحة المراكز ) حيث يعود البعض منها ﻷكثر من 60 عاماً.
– يتم أيضاً في أجنحة المراكز عرض طرق تلقيح النخيل التي يستخدمها القدامى مع تقديم شرح وافي للزوار عن ذلك ، وكذلك طرق لف العشب لعمل رزم (صلايب) يسهل نقلها وتخزينها لتغذية المواشي أو تعرض للبيع .
– عرض اﻵلات واﻷدوات الزراعية القديمة المستخدمة في المزارع ، والشرح عليها بمسمياتها والمواد المصنوعة منها وكيفية العمل بها ( المحراث ، المسحاه ، المحش ، المقلاع … وغيرها الكثير ).
– عرض نموذج حي لمزرعة حديثة تعتمد على أحد الطرق المبتكرة ( المواسير والمياه فقط دون التربة ) ، حيث توضع الشتلات في فتحات صغيرة بالمواسير ويتم تدوير المياه بواسطة مضخة ، وباﻹمكان عمل ذلك عامودياً حتى في أسطح المنازل أو الحدائق للاستفادة من المساحات المتاحة.
– في جناح مزرعة أجدادي تم وضع نموذج حي لبئر قديمة عملت بالصبات الأسمنتية ( وكان قبلها آبار تطوى بالحجار) ووضع على البئر مضخة تدار بواسطة ماكينة وسير للتوصيل والتدوير ، ويباع بنفس الجناح تحت سقيفة مبنية من سعف النخيل المنتجات الزراعية بالطرق التقليدية كالخضار.
– في جناح خاص بإدارة الزراعة والمياه والبيئة بمحافظة خليص ، يتم عرض منتجات زراعية تم إنتاجها بالطرق الحديثة ، وكذلك عرض للطاقة الكهربائية المنتجة بواسطة الخلايا الشمسية حيث يستفيد منها المزارع البعيدة عن شبكات ومصادر التيار الكهربائي ، إضافة لعرض طرق إنتاج الحطب الصناعي .
– بأحد أجنحة المراكز صورة حيه لشرح نظام التعليم القديم (الكتاتيب ) ، مع التوضيح بطرق التعليم والكتابة ونطق الحروف مستخدمين وسائل تعليمية خاصه بهم ( لوح خشبي أو حجري ) وصناعة الحبر والقلم من المواد المتاحه خشبية أو حجرية ليتم الكتابة بها.
– في الجناح الخاص بمكتب التعليم هناك معرض متكامل تنافست على إعداده مدارس المحافظة ( بنين وبنات ) لعرض ماضينا وتراثنا ومزجه بالطرق والأساليب الحديثة ، إضافة للعديد من المشاركات على مسرح الخيمة المغلقة والخاص بالمسرحيات الهادفة والمشاركات والمسابقات الخاصة بمدارس البنين والبنات ﻹكتشاف المواهب وصقلها ولتثقيف الطلبة والطالبات وتعريفهم بتراث محافظتنا.
– في الجناح الخاص بالدفاع المدني تم عمل معرض يضم كل وسائل السلامة القديمة وتطورها حتى وصلت لما نحن عليه اﻵن من وسائل تقنية حديثة ومتطورة واﻹستفادة منها في مباشرة الحوادث ، ورافق ذلك أيضاً محاضرات ومقاطع فيديو تبين كيفية التعامل مع بعض الحوادث والتصرف السليم من خلالها سواء للمنقذ أو المسعف أو من وقع عليه الحادث.
– جناح خاص بجامعة جدة ( فرع الكامل ) ، حيث تم فيه تقديم الكثير من المعروضات البحثية والعلمية في علوم النبات وتكنولوجيا الحيوان ، وتم تقديم شرح عن المنتوجات العطرية العربية منها والفرنسية .
– تنوع في البرامج : عروض الطيران الشراعي ، عروض جمال الخيل العربية ، المسابقات على المسرح المكشوف ، الألعاب الشعبية ، ومدينة ملاهي للأطفال وغيرها .
– أطباء بيطريون قدموا من خلال المحاضرات كيفية التعامل مع تربية الحيوانات سواء في التغذية أو علاج الأمراض وخاصة المعدية منها بين المواشي ( الإبل ، الأغنام) ، إضافة لمتخصصين في المناحل وتربية النحل وعلومه.
– إقامة ملتقيات وندوات وأمسيات ( تثقيفية – تعليمية – توعوية – أدبية – وشعرية ).
ختاماً .. نقول أن مؤشر نجاح المهرجانات يكمن في عدد الحضور والزوار ، وقد فاق عدد زوار مهرجان خليص الزراعي السياحي الترفيهي كل التوقعات ، وتلك دلالة على عطش الجماهير لمثل هذه المهرجانات وانبهارهم بالمعروضات التي شاهدوها ﻷول مرة وخاصة الأجيال الحديثة.
نقدم شكرنا الجزيل نيابة عن أهالي المحافظة لمحافظ خليص سعادة الدكتور فيصل بن غازي الحازمي ، ومستشاريه وكل معاونيه على فكرة المهرجان والإعداد والتنسيق مع كل الجهات، ونثمن الجهد السخي من مهندس المهرجان أنس البلادي مدير فرع الزراعة بمحافظة خليص ، والشكر موصول كذلك لمؤسسة الباسل الإعلامية بقيادة المبدع فؤاد الصبحي.
محمد عطالله الصحفي
مقالات سابقة للكاتب