أكد رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، أنه منذ الحرب العالمية الثانية والدول العربية تقسم وتحكم من قبل الآخرين.
وأضاف خلال حضوره الجلسة الختامية لفكر 16 في دبي أمس، «شاهدنا التحرر العربي والاستيلاء على الدول العربية، وانقلابات بفضل القيادات العسكرية التي من هناك أحبط العرب وابتدأ الخنوع والمسيرة»، لافتا إلى أن الوعي والفكر لدى الإنسان العربي بدأ يتغير من التبعية إلى التفكير، ولهذا السبب نشأت المؤسسات والجمعيات الثقافية والفكرية، ومن ضمنها مؤسسة الفكر العربي التي باتت منبرا للأمة العربية.
مشاركة العالم
أوضح الأمير خالد الفيصل في إجابته خلال الجلسة الختامية لمؤتمر فكر 16 بعنوان «نحو إنسان عربي جديد» عن السؤال الرئيسي للدور المناط بكل واحد منا في تحقيق هذا الهدف «الإنسان العربي الجديد»، قائلا: «اسمحوا لي أن أعود بالذاكرة إلى بداية الرسالة الإسلامية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخالق سبحانه وتعالى، فمنذ ذلك الوقت برهن الإنسان العربي أن باستطاعته التكيف والتجدد بما فيه كل الخير، وترك بما يفعله آباؤه وأجداده من عبادة الأصنام، حيث آمن بالله ورسوله، وهذه الخطوة الأولى التي انتقل منها الإنسان العربي ليكون إنسانا مشاركا في العالم.
وأضاف: «وبعد الرسالة الإسلامية نأخذ المثال من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما تولى أبوبكر الخلافة، تفكر في أمره واعترف لنفسه بأنه ليس نبي وليس برسول، وأول ما فعله تعيين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاضيا للناس ومن هناك بدأ فصل القضاء في الدولة الإسلامية».
إرادة الإنسان العربي
أضاف: «دعونا نقول بصراحة الحال اليوم في الوطن العربي ليس كما كان في السابق، والوضع الحالي يتجدد بالثقافة والفكر، وهناك نماذج حية ولكن استطاعت العناصر الانقلابية في الوطن العربي ألا تتحدث عنها وأن تهملها وتهمشها وتوصفها بالتبعية والرجعية وبالجاهلية، وأذكر نموذجين من هذه التجارب العربية الناجحة، فنحن نتحدث كثيرا عن الوحدة العربية ولكن لم تتحقق، ولكن في الحقيقة هناك وحدة عربية نجحت سميت المملكة العربية السعودية وبات الجميع يصمت عنها ولا يذكرها، والتي فيها الأمن والاستقرار منقطع النظير، أما النموذج الثاني فهو الاتحاد الإماراتي حيث أصبح العرب يتهافتون على العمل وزيارة الإمارات وينظرون كيف هي إرادة وقوة الإنسان العربي المتجدد، وخير مثال ما نشاهده اليوم الإمارات العربية المتحدة، وهذا مثال على أن الإنسان العربي والفكر والعربي والإرادة العربية بخير».
الركود العقلي
لفت الأمير خالد الفيصل في الجلسة التي أدارها المدير العام لمؤسسة الفكر العربي البروفيسور هنري العويط، إلى أن الأمة الإسلامية نشرت حضاراتها وثقافتها ونقلت الحضارة الشرقية إلى الغرب وترجمة الكتب التي لم تكن موجودة لدى الغرب مثل الكتب الفلسفية الإغريقية، وهذا هو الإنسان العربي المتجدد من الصحراء إلى التأثير والتأثر بجميع أنحاء العالم. وبين أنه عندما نتذكر الأندلس وشبابها الذين تعلموا في جامعات الأندلس، نستذكر رسائل ملوك إنجلترا عن حكم ملوك العرب للأندلس، عندما كانوا يطلبون قبول أبنائهم في جامعات الأندلس، وتلك القدرة التي تجلت بالإنسان العربي التي كانت بالثقافة والمهارة الفريدة.
وأشار إلى أنه منذ الحرب العالمية الثانية والدول العربية تقسم وتحكم من قبل الآخرين ثم شاهدنا التحرر العربي والاستيلاء على الدول العربية وانقلابات بفضل القيادات العسكرية التي من هناك اُحبط العرب وابتدأ الخنوع والمسيرة التي لا تسأل بل تلبي فقط، وهكذا بات الركود العقلي وعدم التفكير لديهم سيد المشهد، أما الآن بدأ الوعي والفكر لدى الإنسان العربي يتغير من التبعية إلى التفكير، ولهذا السبب نشأت المؤسسات والجمعيات الثقافية والفكرية في الوطن العربي ومن ضمنها هذه المؤسسة التي باتت منبرا للأمة العربية.
الإنسان رأس المال
قال الأمين العام لرابطة العالم الدكتور محمد العيسى: «هناك معول كبير على الأسرة وهي نواة المجتمع وعلى التعليم وهو المكمل ويأتي بعد درجة الأسرة في التراتبية المسؤولة، وهناك أيضا منصات التأثير وهي عديدة وفي طليعتها الإعلام الذي يشكل الثقافة والعادات وقلب المعادلات أحيانا».
ولفت وزير الشباب المصري الأسبق علي الدين هلال إلى أن الإنسان هو رأس المال البشري والاجتماعي، حيث تتمايز الأمم والدول فيما بينها ليس فقط بما تمتلك من موارد طبيعية بل برأس مالها الاجتماعي والبشري من قدرات ومهارات لدى جموع المواطنين لديها. وطالب هلال الإنسان الجديد أن يتمتع بثلاثة خصال، «الخيال»، بمعنى الابتكار، و«العلم» ،و«التوافق».