لمن نكتب ؟

عندما أضع القلم على الصفحة البيضاء التي تسود رويداً رويداً بالمداد الذي أشبهه بدماء القلوب التي تعتصر لتخرج الكلمات ندية وفية ذات أريج ورائحة زكية كأريج نسائم القراء الأفاضل ، لذا أجد لزاماً علي أن أنتقي المواضيع التي ترتقي لمستوى ذوق القراء فإن هناك قراء لا يكتفون بالقراءة السطحية بل إنهم يغوصون في أعماق مقالك الذي تكتبه كصيادي اللؤلؤ الذين يجوبون البحار بحثاً عن النفيس والثمين ، فنحن ننتقي العبارات والمفردات التي ترتقي إلى مستوى عقولهم الراقية لأن لكل كاتب قرائه المعجبون بما يكتب ويسطر ، فيجب أن نشبع نهمهم فليس الكاتب إلا طوع بنان قرائه ومعجبيه ومحبيه وعلى الكاتب أن يبذل كل جهده ويعصر فكره عصراً ليخرج الجيد من الأطروحات ..

ولكن عندما يكتب الكاتب بعد جهد ولا يجد آذاناً صاغية وعيوناً متفتحة تقدر ذلك الجهد هنا يختار الصمت واللجوء إلى السكون لأن الألم قد اعتصره ..

ولقد أخذت هذه التقنيات من الناس نهم القراءة والكتابة وأصبح القلم الذي هو أداة التعبير قد أخذ مكاناً قصياً في هذا العالم الافتراضي ، فبعدما كان القلم يتصدر جيوب الكتاب والمبدعين أصبح حتى في المكتبات له ركن قصي وكأنه خجل من إظهار نفسه بعدما رأى وكأن دوره قد انتهى أو أوشك ..

إن إرضاء ذائقة القراء تحتاج إلى فن وأسلوب لبق وعلى الكاتب أن يكون حصيفاً ذا دراية بذوق معجبيه .. وما دفعني إلى أن أكتب هذا المقال إلا لأن بعض من يقرأون لي يطالبونني دائماً أن أستمر وبمجرد أن أتأخر بعض الشيء عن كتابة مقال حتى تبدأ الاتصالات وفيها عتب جميل راقي كرقي أفكارهم وأخلاقهم بأنني ابطأت عنهم حتى اشتاقوا إلي ، وهذا ما يجعلني أهتم كثيراً بجودة المواضيع وأعلم أنني مهما كتبت فإنني لن أصل لمستوى طموحهم وهمتهم العالية وعقولهم النيرة ،  وأنا أطلب أن يلتمسوا لي العذر فما أنا لولاهم فبهم وبمساندتهم لي أمضي وأستمر فهم مادتي الأولى في الكتابة.

إن بعض القراء يحملونني كل جميلة ويخجلونني بثنائهم على ما أكتب برغم أنني وللحق لم أصل لمستوى طموحهم كما ذكرت سلفاً ، ولكنني أبذل جهدي في ذلك ،،وحقيقة إنهم لم يطلبوا يوماً أن أغير نهجي أو أبدل مبادئي؛ وهذا ما جعلني أقف احتراماً لهم وتقديراً لرقيهم ..

وأقول كما قال الشاعر : أحبابنا ما أجمل الدنيا بكم .. لا تقبح الدنيا وفيها أنتم .. فهنيئاً لي بكم ولا حرمني الله تواجدكم بقربي دائماً تشدون من أزري وتشحذون همتي لأكتب المزيد والمزيد مما ينفع الناس ، فهذه الكتابة سوف تبقى بعد أن يمضي كاتبها شاهدة له أو عليه ، ولله دَرُّ القَائِل : 
الخط يبقى زماناً بعد كاتبه
وكاتب الخط تحت الأرض مدفون

 

إبراهيم يحيى أبوليلى

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “لمن نكتب ؟

حميدة الصبحي

وفقك الله

وضاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذنا الفاضل تعلمنا مما تكتب ان للقلم خطوره لما ينقله من افكار وثقافه وعلوم وان له عظيم منزله والا لما اقسم به الله عز وجل حينما يصدق القلم فنحن في زمن نعاني فيه من شوائب خالطت الافكار وتمردت على القيم والمبادئ والاخلاق تروج لها اقلام جاهله وانت من القلائل الذين يتمتعون بقدرات عاليه في التفكير الابداعى واستقراء الواقع وتوقع النتائج المستقبليه وتخليص الاراء كما تتصف بالصدق والشجاعه فى التعبير عن ارئك ومواقفك الثابته مما جعل لك صوتك الخاص ورؤيتك الصادقه التى لا تقيدها جغرفيه المكان ولا حدود الزمان للتعبير عن غايته النبيله في نشر القيم والاخلاق والعدل والتسامح فنحن في امس الحاجه الى مثل هذه الاقلام الصادقه النورانيه التى لها بصمتها الخاصه وبريق جذاب لما تحويه من درر المعاني استاذنا نعلم جيدا معاناة الكاتب في الكتابه ليست بالعمل اليسر خاصه لمن يضع مخافة الله فيما يكتب امام عينيه فربما كلمة هوة بصاحبها سبعين خريفا في قعر جهنم كما في الحديث تلك كلمه تفوه بها وانتهت فما بالنا بكلمه نكتبها تبقى حاضره الى ان يشاء الله يطلع عليها اجيال واجيال ونحن نعيش في القريه العالميه في العالم الافتراضى اعلم جيدا بانك كما عهدتك وسوف تبقى على ذالك لك مبادئك وقيمك واخلاقك وشهامتك التى تتمسك بها ولن تحيد عنها مهما كلف الامر لذا تشرفت بمعرفتك كاتبا قبل ان التقيك ليتحول الاعجاب الى صداقه اعتز واتشرف بها فكم لجئت اليك بعد الله في امور شخصيه كثيره من باب الاخوه والاخذ بالنصيحه والاستشاره فكنت خير معين صادق في نصحك لا تجامل بكلمات معسوله ينتهى مفعولها بانتهاء المكالمه بل بتوجيهات صادقه من صديق واخ يحب الخير للجميع فما بال احبته واصدقائه لتسمح لي ابا احمد على الاطاله في الكتابه وان كان ذالك امرا لا اجيده وان كانت لي طقوس عجيبه وغريبه قد تكون عند البعض حينما ابداء في الكتابه اعشق الضوضاء والازعاج افضل ان اتحدث واكتب في نفس الوقت مع اي شخص لا اراجع ولا ادقق فيما كتبت لذا اعذرني ان كان هناك اخطاء املائيه او عدم التنسيق في الافكار وتشويه في التعبير كما اتوجه الى الله سبحانه وتعالى بان يحفظ حفيدي الذي استمتعت بصراخه وشقاوته واسئلته عند كتابه هذا الرد واسال الله للجميع صياما مقبولا وذنب مغفورا وان ييسر امورهم ويصلح ذرياتهم ويوفقهم الى الخير ويرحم احبتنا الذين افتقدناهم هذا العام وان يجعل الجنة دراهم وقرارهم

محمد ساني عبد الكريم أبو عمار

على قدر أهل العزم تأتي العزائم وعلى قدر أهل الكرام تأتي المكارم،
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم، المتنبي،
شذى اليراع نستنشق عبيره من أهله، وأنتم له أهل يا أخي الكريم ومعلمي الفاضل الصحفي القدير أبو ليلى إبراهيم يحيى،
الذي نتحرى نشره لتنمية الفكر، ثم يبدأ البحث عن الدرر والدانات بين السطور وما أكثرها لمن فتحها الله عليه، وما ندرة وجودها لمن عُمّيت بصيرته،
وبما أنك يا أخي ومعلمي تضعنا في بوتقة البحث المضني على الكنوز الوفيرة ما شاء الله فيما وهبك الله من بسطة من العلم، وأسلوب مميز في الطرح، فإن التلاميذ أمثالي ينتابهم السرور حين تتريث وتصقل اليراع، على الأقل لكي ليتمكنوا من اللحاق بعبير قلمك الفواح،
لا عليك من كل السلبيات التي تعتري صفحات الكتَبة الكرام أمثالكم، فاكتبوا لنا ولكم وللجميع، فتسارع الحياة مع وسائل التقنية الحديثة لم تترك للقراء مجالًا للقراءة الواعية عِوضاً عن الردود الملائمة يا سيدي.

محبكم التلميذ المجتهد.

تميم

الله يسعد هالطله استاذ ابراهيم انت تكتب لنا وحنا نقرا لك انت واختنا الاستاذه سمو الذات وجميع الكتاب الله يعطيكم العافيه والله الكتابه شغله ماهي بسيطه تحتاج ثقافه واطلاع ونفس طويل مع الصبر والاحتساب اما انا مالي فيها ابد كنت ابدع في حصة التعبير يمكن الماده الوحيده اللي كنت احبها الين جات الطعه طلب منا الاستاذ ان نكتب تعبير عن ماهى امنيتك في الحياه كنت اتمنى سياره كامرى وكتبت عن الكامري وحبي لها يمكن لو عبداللطيف جميل قرا اش كتبت كان اعطاني هديه كامرى ومعاه ونيت غمارتين والله يا افترى فيه المدرس اول شي بالكلام وبعدين بالجلد قطع يدي يقول زملائك اللي كاتب امنيته يصير طبيب واللي مهندس واللي ضابط وانت سياره كامري يالدبيشه والله ما اعرف معناه الدبيشه بس اكيد سبه عشان تفحط في شارع سلطانه
والا في منتزه البيضاء ومن بعدها تعقدت من التعبير
عشان كذا انك تكتب موضوع ماهو بالبساطه اللي نتخيلها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *