من منحك الحق لتكون إعلاميًا ؟!!

الإعلام في زمن الطيبين كان يقدم رسالة سامية ومؤثرة تهدف إلى ترسيخ المبادئ الإسلامية السمحة وتعزيز العادات والتقاليد والأخلاق الفاضلة ونشر الترفيه المتزن البعيد عن الإسفاف أو تجاوز الخطوط الحمراء دينياً واجتماعياً ، وكانت الأدوات المنفذة لهذه الرسالة شخصيات إعلامية تسلّحت بالقوة الأدبية واللغوية التي لاتوقعهم في خطأ نحوي أو إملائي أو سلوك مشين، فبقي أثرهم رغم تباعد السنون والأزمان تاريخ يمكن العودة إليه كمرجع عند الحاجة، ومستند لمن أراد النجاح في عمله الإعلامي .

أما في زمننا الحالي – زمن السوشيل ميديا –  فقد تحول الإعلام عن مساره الصحيح وأصبحت رسالته سامة وليست سامية فلم يعد ما يُكتب في الصحف  أو يسمع في المذياع أو يشاهد في التلفاز يمثل واقعنا أو حياتنا أو مجتمعنا  فما نراه ما هو إلا تكسيراً للمفاهيم الأساسية للمجتمع وتشويه للعلاقات الأسرية وتشكيكك واستهزاء بقدوات المجتمع من علماء ومعلمين وأطباء ومهندسين.

وإن بحثنا عن مؤهلات بعضاً من  هؤلاء الإعلاميين المتسيدين للموقف تجده ركيكاً وضعيفاً في كتاباته اللغوية والنحوية والإملائية، وسلاحه الإعلامي الوحيد جوال يسجل به سنابات أو كاميرا يلتقط بها بعضاً من الصور فأصبح إعلامياً لايُشق له غبار، والسبب في ذلك يعود إلى أن مهنة الإعلام أصبحت مهنة من لا مهنة له ، وكَسْب لمن أراد الاكتساب ،

فأُطلقت مفردة ( إعلامي )على الكل وأنسب إليها الجميع ، حتى وصلنا إلى درجة أن حضور الإعلاميين (المزيفين) في المناسبات العامة أكثر من أصحاب الدعوة، والجميع مُزيناً صدره ببطاقة إعلامية رغم بُعده الكبير عن خصائص وصفات الإعلامي الحقيقي . 

فمن منحه الحق ليكون إعلامياً ؟!!

ومضة: 

ارتقوا برسالة الإعلام وكونوا خير سفراء للإعلام.

 محمد الرايقي

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “من منحك الحق لتكون إعلاميًا ؟!!

ايمان الحربي

في الصميم ،، كلام منطقي وواقعي 👍🏻👌🏻👌🏻👌🏻

عبدالرحيم الصبحي ـ أبو أوس

بعد التحية أخي محمد الرايقي
أخترت موضوعا مؤلما فأوجعت وطرقت بابا يستحق الطرق فشكرا لك كل الشكر على اهتمامك وقيامك بالواجب الثقافي وأنت أهل له فالكثير يعتقد أن كل من ينقل الخبر أو المعلومة أو يكتب مقالا يحق له وصف نفسه بالإعلامي والحق أن نعم لمن قرأ مفهوم الإعلام قراءة سطحية بلا تمعن ولا تفكر ولكنه تناسى أن هناك أمورا يجب مراعاتها للشخصية الإعلامية الحقيقية التي تنقل الخبر وتعزز الحوار بين الثقافات وتقدم توعية المجتمع بكل ثبات يجب أن تتتصف [ بالصدقة والأمانة ] لأن العلاقة بين الإعلامي ومجتمعه هي علاقة تقوم على الثقة وإلا متى اكتشفوا عدم صدقة اختفى تأثيره إذن يجب أن يحسن الإعلامي مهارات الإعلام الجيد التي تقوم على حسن اختياره لمضمون الذي يناسبه ثم التواصل بين وبين مجتمعه وبناء الحوار الذي يقوم على الاحترام المتبادل فالقاعدة احترم تحترم ثم المشاركة في صياغة الرسالة الإعلامية التي تتناسب وثقافة مجتمعة وتحترم عقليته أخر هه المهارات انتاج المحتوى الإعلامي باختيار الوسائل الإعلامية المتعددة
ختاما للإعلامي أهمية في المجتمع فإذا كان الاستعار سابقا يفرض على المجتمعات بقوة السلاح فاليوم يفرض عليها بقوة الإعلام
أكرر شكري لك أستاذ محمد وبارك الله في كتابة كل ما يؤثر ويفتح العقول للتفكير

سليمان مسلم البلادي

حين نُزعت الياء من سموه ..
غدا سماً.
السؤال : من الذي نزعها؟

ابن بذال

مقال قيم تطرق للكثير والمقارنة بين الاعلام في الزمن الجميل وزماننا اليوم فقد كثر زبد الاعلام وزاد عدد الاعلاميين في كل مي كل محافل القوم . احسنت ابا خالد في طرق هذا الباب بعينه فشكرا لك جزيلا من القلب وطاب مداد قلمك.

محمد بن حويمد البشري

الله المستعان ، الله المستعان
” كم من يقرأ القرآن والقرآن يلعنه ” والعياذ بالله ،،،
” فاقد الشيء لايعطيه “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *