الإعلام في زمن الطيبين كان يقدم رسالة سامية ومؤثرة تهدف إلى ترسيخ المبادئ الإسلامية السمحة وتعزيز العادات والتقاليد والأخلاق الفاضلة ونشر الترفيه المتزن البعيد عن الإسفاف أو تجاوز الخطوط الحمراء دينياً واجتماعياً ، وكانت الأدوات المنفذة لهذه الرسالة شخصيات إعلامية تسلّحت بالقوة الأدبية واللغوية التي لاتوقعهم في خطأ نحوي أو إملائي أو سلوك مشين، فبقي أثرهم رغم تباعد السنون والأزمان تاريخ يمكن العودة إليه كمرجع عند الحاجة، ومستند لمن أراد النجاح في عمله الإعلامي .
أما في زمننا الحالي – زمن السوشيل ميديا – فقد تحول الإعلام عن مساره الصحيح وأصبحت رسالته سامة وليست سامية فلم يعد ما يُكتب في الصحف أو يسمع في المذياع أو يشاهد في التلفاز يمثل واقعنا أو حياتنا أو مجتمعنا فما نراه ما هو إلا تكسيراً للمفاهيم الأساسية للمجتمع وتشويه للعلاقات الأسرية وتشكيكك واستهزاء بقدوات المجتمع من علماء ومعلمين وأطباء ومهندسين.
وإن بحثنا عن مؤهلات بعضاً من هؤلاء الإعلاميين المتسيدين للموقف تجده ركيكاً وضعيفاً في كتاباته اللغوية والنحوية والإملائية، وسلاحه الإعلامي الوحيد جوال يسجل به سنابات أو كاميرا يلتقط بها بعضاً من الصور فأصبح إعلامياً لايُشق له غبار، والسبب في ذلك يعود إلى أن مهنة الإعلام أصبحت مهنة من لا مهنة له ، وكَسْب لمن أراد الاكتساب ،
فأُطلقت مفردة ( إعلامي )على الكل وأنسب إليها الجميع ، حتى وصلنا إلى درجة أن حضور الإعلاميين (المزيفين) في المناسبات العامة أكثر من أصحاب الدعوة، والجميع مُزيناً صدره ببطاقة إعلامية رغم بُعده الكبير عن خصائص وصفات الإعلامي الحقيقي .
فمن منحه الحق ليكون إعلامياً ؟!!
ومضة:
ارتقوا برسالة الإعلام وكونوا خير سفراء للإعلام.
محمد الرايقي
مقالات سابقة للكاتب