عشرة عشرة!

حدث نسائي مُختلف وغير مسبوق في المملكة العربية السعودية ستتوجه نحوه كل الأنظار داخلياً وخارجياً، وسوف يُنسينا خيبة الأمل المؤلمة للمنتخب السعودي في مونديال روسيا 2018، وهو قيادة المرأة، وحتماً سيرافق هذا القرار الكثير من ردود الفعل الإيجابية والسلبية، ومن يتبناها ايجابياً ويدافع عنها مجموعة تتخذ عدداً من المبررات كالتقليل من العمالة القادمة بمهنة سائق خاص، والاستفادة من المبالغ المدفوعة للسائق وتحويلها إلى رصيدنا، والأهم من هذا وذاك أن تخدم المرأة نفسها بنفسها ولا تكون تحت رحمة سائق يتحكم فيها وفي تنقلاتها ، وفي المقابل أصحاب النظرة السلبية والمستميتين في تشويه نظرة المجتمع لهذا القرار محتجين تارة بالدين وتارة بالعادات والتقاليد وتارة إلى تخوفهم من ردود الفعل الغير محسوبة التي ستقع عليهن نظراً لأنها تجربة جديدة وحديثة. وبما أن تفعيل القرار ليس ببعيد بل سينطلق إن شاء الله يوم الأحد القادم الموافق لليوم العاشر من شهر شوال ١٤٣٩ والذي ينص على السماح الرسمي للمرأة السعودية بقيادة السيارة لتلحق بركب السائقات على مستوى العالم  وتنتفي تلك الخاصية التي بقينا زمناً نرددها بكون السعودية البلد الوحيد في العالم التي تمنع النساء من قيادة السيارات ، والتي يعتبرها البعض تخلفاً عن ركب التطور والتحضر، وقد عانينا من هذه النظرة نظير الحملات الكثيرة التي تُشن علينا بسببها عربياً وعالمياً .

ومع بداية الإلغاء لهذه الخاصية تفاعلن أخواتنا مع القرار وأظهرت لنا الشاشات المرئية والصحف المكتوبة ووسائل التواصل الاجتماعي ملامح السرور والفرح والتفاعل مع هذا الحدث الأول في مملكتنا قبل انطلاقه فعلياً ، وهنّ للأسف الشديد لا يعرفن المعاناة التي نعانيها نحن معشر الرجال أثناء القيادة من خطوط متهالكة ومنعطفات قاتلة ودوارات مكتظة وقوانين للسير غير مُفعلة وغير صارامة ؛ لتردع المتجاوزين لقوانين المرور ، إضافة إلى السير بجوار سائقين متهورين ومراهقين ، وقائدي مركبات لا يعرفون من أساسيات القيادة سوى الجلوس خلف المقود .

وبما أن القرار أُقر وفي طريقه للتنفيذ فإننا ندعو لهن ونقول نسأل الله أن يبعدكن عن شرور الحوادث ومشاكل الطرق . وسأوجه بوصلة الحرف إلى جانب آخر يدور حول قيادة المرأة وأراه أكثر أهمية وأحق بالنقاش ، ولن أتطرق خلاله للجانب الديني الذي يُجيزه أو يُحرمه فللدين أهله ومشائخه ولا إلى الجانب الاجتماعي الذي يقبله أو يرفضه فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

وهو موجه إلى الجهة المسؤولة عن قوانين القيادة والسير وهي إدارة المرور التي أراها في سُبات عميق رغم أن التجربة حديثة وجديدة ، والتجارب الجديدة عادة تواجهها الكثير من العقبات وتوقعها في كثير من الأخطاء .

فنحن على مسافة أيام من الانطلاق إلا أننا لم نسمع عن أي قرارات أطلقتها أو رسمتها إدارة المرور حول هذا الحدث الجديد على مجتمعنا السعودي ولم تعطه حقه من التفاعل .

فهل حددت سن معين للقيادة ؟! وهل حددت آلية لتوقيف المرأة عند مخالفتها ؟! وهل جُهزت غرف خاصة بهن يتم حجزهن فيها ؟!
وهل تم تجهيز مكاتب نسائية للتحقيق معهن ؟!
أم أن الأمر متروك للأحداث وهي من تصنع القرارات التي تتوافق مع كل حدث .

ومضة:
ليس المهم أن يراك الجميع وأنتِ تقودي، إنما أن يراك الجميع بأي طريقة تقودي .

محمد الرايقي

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “عشرة عشرة!

غير معروف

مقالة في قلب الحدث والمناسبة من كاتب مبدع

تحية للأستاذ محمد الرائقي

الإعلامي اللامع النشط في كثير

المناشط الثقافية .

محمد البلادي

نسأل الله العافية والسلامة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *