وقائع من الواقع (٣)

هذه  قصة أرويها لكم، حديثة الوقوع، قوية  السند، لايفصلني عن صاحبتها إلا روايتها لي، فليست من محض خيال، ولا من نسج أحلام ،  تلك هي موظفة مع  مجموعة موظفات يمثلن عينات من المجتمع النسائي، منهن المتزوجة والمطلقة والأرملة والمبتلاة بخلق زوج سيء يجهل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( خيركم  خيركم  لأهله وأنا خيركم لأهلي) أو هو لا يريد أن يتخلق بهذا الخلق ، ورُبَّ  ما خفي من سلوكه  كان أسوأ !

ومنهن التي لم تتزوج بعد وكما يقولون ( فاتها القطار )! ومنهن لاشك السعيدة الشاكرة، وهؤلاء الموظفات  لديهن فراغ في موقع العمل ، كما هو الحال  في واقع جملة  من ميادين العمل عندنا  بسبب  وفرة المعينات ولا مهام واضحة ، هدر لا تسلم شخصياتهن من سلبيته، وفي  القصة  شيء من الطرافة  فقد كانت مجالسهن تدور في أحوال بيوتهن وتعامل الأزواج معهن ، وكانت بطلة هذه القصة  موظفة  تتحدث  عن زوجها  وكأنه أحد الأنبياء أو الصديقين أو الصالحين  (وحسُن أولئك رفيقا) مما أشعل  تحسرا  في نفوس جملة من اللواتي خيمت عليهن سحائب الفوات المحزنة ، وجددت بعد شبه نسيان عند أخريات ذكريات عمر كانت حين عشنها جميلة ماتعة ترفل في السعادة ثم ركبت قطار القضاء فمضت ، فتحولت مثار حزن ، وسبب حديثها كذلك – وهو الأسوأ – ردات فعل عند بعض  الأخريات من صاحبات العقل البسيط الذي  تعصف به السذاجة كثيرا  فيصدقن  ما يسمعن  ثم يذهبن  إلى بيوتهن  وقد امتلأت  صدورهن  على أزواجهن استهجانا لتعاملهم وشعورا بأنهن مسلوبات  الحقوق  أو مهانات ، لأنهن جعلن من ( هياط ) تلك الموظفة محكا  ومقياسا  !

حتى أنه وقعت لبعضهن مشكلات زوجية كبرت حتى خرجت من بيتها وتركت أطفالها وكأنها مطلقة في بيت أهلها بعد أن كانت أميرة معززة،  واستكمالًا للقصة:

تلك الموظفة  انتقلت  إلى  مقر عمل  جديد  وجاء  والدها إلى المدير  يعرض ظروف ابنته وصعوبة حالها  مع زوجها  الذي لا يفتر عن الصراخ خصومة  ولأتفه الأسباب  وبدونها، يخاصم لماذا الثوب هنا وليس هنا ولماذا صبة  فنجان القهوة نقص عن نسبة كذا أو زاد  ( بالملي يحسبها وعليه يحاسبها ) ويلح والدها ويترجى أن تكون في موقع  يساعدها  على تلافي نسبة من عنف تعامل زوجها  وقليل من خشونة أخلاقه التي حتى هم  أهلها  ما سلموا  منها !!

ويا سبحان  الله   هذا المدير  زوج  إحدى زميلات  هذه الموظفة التي كانت تروي له عن أسعد زوجة مرت عليها  وأفضل  زوج  سمعت عنه  !

– سمعت هذه  القصة وما عرفت  أن أصفها  ! أهي سلوك محمود من هذه الموظفة أم العكس  أم هو ضرب  من التناقضات التي  تشبه  بضائع (سوق  السكراب) حتى كتبتها  لكم  عفويا  بأسلوب  قص  يشبهها.

(إن لم تعجبكم  ، فلعل ما فيها  من طرافة  تُسَوِّقُها  فتنال من إعجابكم شيئا).

أحمد مهنا الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

21 تعليق على “وقائع من الواقع (٣)

ام محمد

من خلال خبرتي اذا شفت مدح متواصل من زميلة في زوجها اتاكد ان عندها مصيبة تحاول تغطيها
القصة في عبرة مضحكة ومحزنة في نفس الوقت

عاشق الحرف

وفيه نوع من الموظفات ساحبة على كل شي بالحياة
الراتب نساها زوجها وحقوقه للاسف

حامد الحربي

ربي اراد فضحها المهايطية
هذي مريضة 🤣🤣

تميم

والله ياشيخنا الفاضل فيها بعد نظر وحكمه وكيف ما تعجبنا بقولك شي حنا الشباب عندنا مثل هذه الحركات بتكلم عن نفسي انا واللي عشته انا ساكن بمنطقه بعيده جدا عن اهلي لظروف العمل معاي زوجتى وبنتي صغيره في الويكند نجتمع حنا الشباب في استراحه واعدي على صاحبي ونطلع سواء للاستراحه وكثير ما تتصل زوجتى متى راجع طولت البنت تبكي شكلها تعبانه والا جيب حليب معاك وعدي ع السوبر جيب وجيب وصاحبي بيقول ليه اش هذا ياخي زوجتك مالها شغله الا انت تطارد وراك وراك انا ما تتصل عليه زوجتى خلاص عارفه اني طالع مع اصحابي وارد للبيت بكيفي هذا وقتي الخاص بصراحه بديت اتضايق من الاتصالات واقول لها شوفي زوجة صاحبي ما تتصل عليه وهو في الاستراحه ناقص شي ضروري ترسل له رساله تعلمي منها حرمه سنعه ماهو مهفه بس كنت ملاحظ شي على صاحبي فيه واحد هالكه اتصالات ويرد عليه بنرفزه خلاص يامحمد والله ما اتاخر عليك وامرني يا محمد طول بالك ومن هالكلام وفي مره سبحان الله اتصل محمد وبالغلط جات يده ع السبيكر وطلع اللي يتصل ام محمد ماهو محمد ههههه زوجته والله يا تصارخ عليه قلت له حسبي الله عليك كم مره تهاوشت مع زوجتي بسببك ونكدت عليها وانت هاريتك ام محمد اتصالات خلاصه القول الواحد ما يصدق كل شي ويطير في العجه

متعب الصعيدي

شكراً أستاذ أحمد على سرد القصة
قصة واقعية فيها الكثير من الدروس والعبر
أتوقع أن هذا السلوك له تفسير عند علماء النفس والأخصائيين النفسيين
وربما تكون حالة معروفة في علم النفس لها دوافعها وأسبابها
أرجو إن كان يوجد أحدهم معنا أو ممن يستطيع أن يعرضها على أحد المختصين لنسمع رأيه وتفسيره لهذه الحالة.
وشكرا لك مرة أخرى

أبويوسف

من الناحية الشرعية عملها هذا لا يجوز
فقد تسببت بخراب بيت إحدى زميلاتها
ولو كان ماقالت صحيح فما كان ينبغى أن تجاهر وتفاخر به فما بالك وهو محض كذب
لاحول ولاقوة إلا بالله

ام ريان

شكرا أ.احمد
والله المهايطات كثير وكلامهم كثير وياما شفنا وسكتنا بس العاقل ما تسمع ولا تصدق كلامها بس بعض الحريم أدنى كلمة تأثر فيها وتصدق .هذي الفئة احنا نسميها الثرثارات الكاذبات والمهايطات

أم الشموخ

بالعكس ارى عملها محمودا لأنها اخفت مشاكل زوجها ولم تخرجها للعلن والمستمع عليه أن يعرف مايدور في بيت فلانه ومايسعد علانه ليس بالضرورة أن يسعدني وليس هناك شخص كامل لا زوج ولازوجة ولكن غباء بعض النساء في أنها تقلد في كل شي وهي لاتدري أنه مايصلح لتلك ربما لا يصلح لي لكن عندنا إزدواجية في كل شئ كوني أنت تعيشي سعيدة وليس لك مثيل

ابواحمد

هذا الاسلوب مكمل لحب كثير من النساء فن الديكور
وربما تداري على ماابتلت به لعل وعسى ان يتحقق ماترد
وماذاك على الله ببعيد لكن المبالغة غير محمودة لاشك ولو كانت صحيحة نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ام يصلح ذات بينهم وان يجري السعادة مابين ايديهم وخلفهم وان يلبسها لباس الصحة والعافية

ام عبد الرحمن

لابد ان تكون. المرأة. فطنه. لاتصدق. مايقال لها
لان المؤمن فطن
فان صدقت. فهذه. غافله. وليست حكيمة
والله الموفق

أ. نويفعة الصحفي

حقيقة ما تحدثت عنه أستاذ أحمد أمر حاصل ، ولربما أن بعض النساء لاتريد أن تظهر الوجه الحقيقي لحياتها داخل الأسرة ، فتعمد إلى أن تظهرها بمظهر المثالية ، مع العلم انه لا توجد حياة مثالية بأي حال من الأحوال ، والصواب هنا من وجهة نظري أن يكون الإنسان معتدل فيما يتحدث عنه ، حفاظا على حياة الأخرين ، وفكرهم ..ولعل القضية الأهم هنا فيمن تستمع وتقارن ما تسمعه بحياتها ، وتصدق مثل ذلك فترى أن حياتها لا تعد حياة ..في حين قد تكون حياتها أفضل بمليون مره ممن تحدثت إليها ..
فالمسألة هنا والتي يجب أن يعيها كلا الزوجين ، أنه لا توجد حياة خالية تماما من العقبات ، إلا أن لكل حياة أسرية طابعها الخاص ، والذي يراعية كلا الزوجين حفاظا على بناء الأسرة بشكل عام ، وعلى الحياة الزوجية بشكل خاص ..وعندها تسير عجلة الحياة على وتيرة مناسبة الى حدما لكلا الطرفين ، وكلا منهما متفهم لطبيعة الأخر ..
اسال الله لي ولكم الرشد في الأمر كله ..والحياة الطيبة ..
شكرا استاذنا القدير على هذا الطرح بارك الله فيك.

سليمان مسلم البلادي

١- شكراً استاذنا القدير على المقالة التي بها قصة ذات مغزى.
٢- هذا مايسمى في علم النفس بتعويض النقص.
٣- القصص الواقعية التي يعايشها الكاتب أكثر نفعاً وأشد وقعاً.

ألم

تميز المقال بواقعيته موضوعا واختيار الكاتب أسلوب يعزز واقعيته من بداية كلامه (أرويها لكم) ولم يقل (اكتبها) فللكاتب أسلوب كتابة مختلف ومبدع في بلاغته ومتنوع من الفانتازيا إلى الأسلوب السهل الممتنع في مقاله هذافأدهشني بساطة الأسلوب وحسن اختياره ودمج جمل حياتية في المقال لنعيش معه واقعية الرسالة التي أراد ايصالها فتعلمت من المقال غير رسالته الاجتماعية رسالة أدبية (أن الكاتب الحق من يملك التصرف والتنوع في أسلوبه حسب موضوعه ويتدرج من الفانتازيا للواقعية هنا تكمن مهارة الكاتب وثقته في كتابته)
قرأنا لكاتب المقال شعرا وقرأنا له نثرا واول مايلفت عقلك وعينك جمال أسلوبه وفصاحة كلمته وبلاغة كتابته حتى تكمل قراءة مقاله لتتصيد جميل الحرف وتستمتع بأسلوب ندر أن نجده وسط فوضاوية النشر وتزاحم المقالات وتكلف وتصنع الكتابة من يملك بعض مهاراتها ومن لايملك أدناها نجد هذه المقالة وهدا الأسلوب الجميل ليتخلى عن كثير من الصنعة والجماليات في هذه المقالة لتكون رسالته فعلا من الواقع

كاتبنا معروف لكل قراء صحيفتنا الموقرة ومعروف قدرته الكتابية لذا ماعلقت ثناء على أسلوبه ولكن أردت ان نتوقف على ما أراد الكاتب أن يوصله للجميع .

أم الفيصل

عجبت بها انها صبوره وتحاول اخراج حياته بصوره جيده برغم من الاسي ومشاكل زميلاته ليس له ذنب فيه وهو يدل علي صغر عقولهن لان لكل إنسان حياته وظروفه وليس من المعقول ان تكون حياه أي احد خاليه من المشاكل والكدر مهما كان لديه من حكمه وسعه صدر

محمد الرايقي

قصة وحكمة وبلاغة
وهذا غير مستغرب ممن هو بقامة وقيمة الأستاذ أحمد الصحفي .
فتنة موظفة !!
أرادت أن تعالج جراحها فأدمت جراح ربيباتها
وسعت أن تُجمل بيتها بالورود فكست بيوت زميلاتها بالأشواك .
فمن تبحث عن جعل النماذج الخارجية خارطة طريق لما داخل بيتها ستجني الشتات والفرقة .

اوجاع كاتب

عجبا من تلك المرأه بتجميل واقعها المرير امام الناس ان صدق ابوها.
ان كان كلام ابوها افتراء ليكسب تعاطف مديرها بتزوير صوره الزوج بقبح الصفات فقد كذب وبهت واغتاب ولم يتجمل.

أحمد بن مهنا

لكم أيها الفضلاء مني الشكر والتقدير ، وكم يسعد محب الثقافة بمثلكم أيها الرجال ، وكم نعتز ونفتخر بفكر المرأة في محافظتنا وقدراتها الأدبية ، فعلا نحن نسرع نحو ثقافة واعية تفاعلية وتعبيرات أدبية ! وافر التقدير لكم على هذه الإثراءات القيمة .

إبراهيم يحيى أبوليلى

كثير من الناس يتقمصون شخصيات غير ما هم عليه وهذا ربما ناتج عن ضعف ثقة بالنفس نسأل الله أن يقنعنا بما رزقنا …استاذنا الفاضل احمد دائما مقالاتك هادفة وتحمل في طياتها المفيد كتب الله لك الاجر والمثوبة ونفننا بطرحك ونحن حقيقة نتعلم مما تطرح كيف لا وانت لك باع في التعليم فلك كل التحية والتقدير ونرجوا أن تزيدنا من اطروحاتك المفيدة .

إبراهيم يحيى أبوليلى

استاذنا القدير ومعلمنا الفاضل احمد دائما اطروحاتك تحمل طابعا تعليميا ونحن حقيقة نستفيد ونتعلم الكثير مما تكتب فأرجو أن لا تطيل علينا الغياب زودنا من ينابيع علمك ومعرفتك حتى نرتوي …. ومقالك هذا يحمل درسا لكل من لم يرضى بما هو عليه ويحاول تقمص شخصية غير شخصيته وهذا في رأي القاصر ربما مأتاه من قلة الثقة بالنفس نسأل الله أن يقنعنا بما رزقنا ويرزقنا الرضى بما آتانا شكرا استاذنا لطرحك الاكثر من رائع لك مني كل التحية والتقدير ودمت على ود ودام لك الود .

عبدالكريم السالم

ولكن أيها الكاتب العزيز وآه مما بعدها ما ذا قدمنا لمجتمعنا الغالي من تثقيف وتوجيه وإرشاد فالأنين كثير من الرجال والنساء والجهل بمعرفة المرأة لدورها ومهامها والرجل جعل كثيرا من مواطن السعادة في الحياة الزوجية تعاسة والسبب الجهل بالأدوار وسوء التصرفات مع الوقائع فياليت شعري أن يقوم الجميع بدوره ودور البيوت عظيم

صديقك المحب

ما أجمل هذا المقال الذي أدى بنا إلى الخيال الواسع بعباراته الأدبية، وبمعانيه المؤثرة الذي خطه لنا قلمك

لا عدمناك لك مني أجمل التحايا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *