ربيع خليص

كم نحن سعداء هذه الأيام بهطول الأمطار على محافظتنا ونزول الغيث والرحمة لترتوي الأرض وتهتز  وتنبت من كل بذرة زرعاً مختلفاً ألوانه ومتعددة فوائده ، لقد عادت إلى أرضنا زينتها وعما قريب سوف تكتسب خضرةً وأزهاراً لنقطف منها ثماراً يانعة ، نأكل منها ونطعم ابن السبيل والجائع والفقير ونبيع ونتكسب. وتتعلف منها البهائم وحتى الطير في هجرته سيسكن أرضنا ليتزود من خيراتها.

ومع هذا النعم التي تترى علينا نجد هناك نعمة أخرى بدأت تظهر وتنمو في مجتمعنا متزامنة مع أمطار الخير والبركة ألا وهي تلك الانتفاضة المجتمعية لدى أبناء محافظة خليص كافة في إقامة الدورات واللقاءات والمحاضرات وفتح المعاهد والمراكز الاجتماعية الحكومية والأهلية والتي تسعى بدورها إلى تطوير الذات وبناء الإنسان وتنمية المكان. 

ونتج من كل ذلك شباب بدأ يسعى للنهوض بمحافظته في كل المجالات يطالب بحقوقه ، ومن أهما ببنية تحتية سليمة ، وخدمات أكثر تطوراً وأوسع نطاقاً لكل نواحي المحافظة. نهضوا يحاربون الفساد ويغلقون عليه أبوابه ويضيقون عليه منافذه. انطلقوا في وثبة رجل واحد نحو البناء ورفعوا الصوت برفض الفساد ، فما عاد للصمت مكان ، فقد ولى زمن السكون على الباطل.

لقد تعاهدوا على محاربة الفساد بينهم وضربه ورفضه من غيرهم ، كائناً من كان كي تعود محافظتنا أنيقة جميلة كما عهدناها من قبل ، مبناها قوي وقواعدها راسخة وجدرانها متماسكة ، لقد نبتت فيهم نبتة طيبة تقول لا للفساد ولا للتكسب على حساب أهلنا وأرضنا ، لا لتلوث البيئة وتسميم الأجواء ، لا لبناء كوراث بيئة بجوار مساكننا ودورنا …  لقد صدعت بالقول الحق : أرحل أيها الفاسد من أرضنا فلقد ذهبت السنوات العجاف وأشرقت شمس الحق والنور وبيدها كتاب مسطور .. عنوانه .
أرحل فقد ..حل ربيع خليص .