هوس التصوير

إن ما يدعوا للقلق وأحيانًا للتوتر والغضب حقيقة ما أصبح البعض عليه من هوس في التصوير وإن العجب ليأخذك عندما ترى البعض أصبح همه في هذه الحياة التصوير،ثم التصوير وأنك لترى من هذه العادة الغير محببة والتي أصبحت تنذر بالخطر وتقف متعجبًا متحيرًا أنه إذا وقع حادث سير مثلاً ترى الناس يقفون بجانب الطريق بحيث يكتظ الطريق حتى لا تجد الفرق الإسعافية وسيارات الأمن التي تباشر الحادث طريقها من شدة  الازدحام وهذا كله ناتج عن قوم لديهم هوس في التصوير، ونسوا أو تناسوا أنهم ينتهكون خصوصيات ليس لهم الحق في نشرها لأنهم لو كانوا هم في ذلك الموقف لا قدر الله لما استحسنوا أن يصورهم الناس ويعتبرون ذلك انتهاكًا صارخًا وتعدي عليهم بدون وجه حق والله.

لقد رأيت منظرا تقشعر له الأبدان ويتلخص في أن بعض الناس ليس لديهم من التصرف السوي الواعي شيء فلقد قام بعض الإخوة بتصوير والده الميت وهو في مغسلة الاأوات بعد تكفينه ثم قام بعرض تلك الصور طالبًا من الناس أن يدعوا له بالرحمة وتعجبت من هذا التصرف إلا يكفي أن تنشر نعيًا في صفحتك ومجرد خبر بدون إرفاق صورة الميت مع هذا الخبر وهو في مغسلة الأموات الم ترى إن هذا العمل تهور ولا مبالاة ،ولا اريد أن اتعدى وأقول أنها حماقة الم يتساءل لماذا يقوم العاملون في المسجد الحرام أو المسجد النبوي بتحويل الكاميرا عن الأموات بل حتى الصوت يقومون بقطعة أثناء صلاة الجنازة الم يتساءل من يقوم بمثل هذا التصرف عن سبب قيام العاملين في التصوير لماذا لا يبثون صلاة الجنازة كما تبث الصلوات في المسجدين المكي والنبوي وأقول لهم أنها الخصوصية  ومراعاة مشاعر أهل الميت وحفاظًا على حرمة الميت فالإنسان له حرمته وخصوصيته حيًا وميتًا فكيف يقوم أحدهم بتصوير أباه أو قريبه في مغسلة الأموات ثم يعرضها على صفحته في قنوات التواصل سبحان الله فعلا إنه لأمر عجيب.

وان تركنا هذا وأمثاله وانتقلنا إلى هواة السناب شات وما أكثرهم الذين يقومون بتصوير موائد طعامهم وعرضها مباشرة للناس من أصدقاء وغيرهم وما المغزى من ذلك هل يظهرون أنهم في رغد من العيش وأنهم يستطيعون أن يأكلوا ما لذ وطاب متى شاءوا وأنا شاءوا الا يخشون من العين الم يخطر ببالهم أن هناك اناس لم يجدوا لقمة يسدون بها جوعهم وجوع فلذات اكبادهم ومن يعولون وإن رؤية هذه الأطعمة تصيبهم بالألم والحسرة أنهم لم يستطيعوا توفير عشر هذا الطعام المعروض أمامهم لذويهم لماذا أصبح الناس يستهينون بالمشاعر والأحاسيس الى هذه الدرجة وكم تكلم الناس عن هذه الظاهرة فبدلاً من أن تتضاءل أخذت في الزيادة والظهور.

ايها المصابون بهوس التصوير اقصروا فو الله لقد ازداد الأمر سوءًا حتى كاد يصل لدرجة التقزز والغثيان ترفعوا عن سفاسف الأمور وارتقوا إلى معاليها فإن في الحياة أمورا أولى بالاهتمام وأجدى وانفع مما تقومون به وانتم سعداء فرحون فلتكن الحكمة هي التي تتحكم في تصرفاتكم وليس التهور وعدم المبالاة وكم تساءلت هل هذه الأجهزة التي بين أيدينا صنعت من مواد تجعل الإنسان لا يحسن التصرف والا ما معنا هذا وربما سينبري أحدهم بالرد ويقول إن الدنيا أصبحت لا تخلوا من هذه الأمور وهي أصبحت عادة فلنسلم بها ولا تكن معقدا وانا اقول فليتحسس كل منا راسه ويجيب بكل صراحة وصدق هل يرضى الشخص منا أن يقوم الناس بتصويره في كل احواله وعدم مراعاة لخصوصياته فإن أجاب بالإيجاب  توقفنا وعلمنا أن الأمر أصبح ينذر بالخطر وان كان الجواب بالنفي فنقول ما دمت لا ترضاه لنفسك فالناس كذلك لا يرضونه لأنفسهم والرسول الكريم يقول ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ويجب التوقف هنا وعدم التمادي والاستمرار في الخطأ.

نسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا ويتجاوز عنا .

إبراهيم يحيى أبو ليلى

مقالات سابقة للكاتب

9 تعليق على “هوس التصوير

Bushra Ali

فعلا اصبح كل امر يوثق في السوشل ميديا وحياتنا أصبحت بلا خصوصيه سوا الامر مفرح او محزن وننتظر مشاركة الناس لنا ولا نعلم من منهم يحمل في قلبه حب ام كره تجاهنا لدرجة ان نعرض معظم حياتنا ببرامج التواصل الاجتماعي
نسال الله الهدايه والرشاد
سلمت اناملك استاذ ابراهيم على طرحك هذا الموضوع

الانصاري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذنا الفاضل ما تطرقت اليه من صور سلبيه يندى لها الجبين اصبحت واقع ملموس من اناس يمارسونه بسبب جهل وهوس واعتلال نفسي بان حولوا حياتهم الخاصه امرا متاح للعامه فعلى العقلاء والكتاب واصحاب الرأي وانت واحدا منهم ان ينصحوهم ويوجهونهم فمبدا الحوار والنقاش معهم ضرورى اما ان يتحول هوسهم وجهلهم واعتلالهم الى ظاهره سيئه ونوع من استراق النظر والتلصص واقتحام الحياه الخاصه للاخرين بكميرات هواتفهم ونقلها للحياه العامه فلا بد من تفعيل مبدأ العقاب لانهم افتقدوا القيم النبيله والانسانيه وسيطر عليهم هوس الجهل وتسببوا في عدم الاطمئنان في الاماكن العامه وحفلات الزواج فلابد من تفعيل العقاب حتى لا تسقط القيم الاخلاقيه التى تربينا عليها في مستنقع الفضيحه بما يقوموا به من اقتحام حياة الاخرين فهذا الامر مرفوض دينيا. واجتماعيا واخلاقيا
استاذنا الفاضل هذا الهوس ليس مقتصرا على الشباب والكبار من الرجال فقط بل حتى بناتنا نسال الله لهن الهدايه اصابهن هذا الهوس وجنون التصوير

تميم

تسلم الايادي ابو ليلى على هذا الطرح الرائع لقضيه هوس التصوير والله طفشونا نطلع طلعه خاصه خذ يا تصوير ونشر في القروبات وتويتر والسناب شات واذا عزومه ما يسيبوا شي ما يصوروه وعلى قولهم ماهي مهضومه بس تصوير الميت هذه الكارثه فين هول الموقف وين المشاعر الانسانيه كيف الواحد تجي له نفس ويصور ميت والا ناس في حادث مصابين الى هذه الدرجه مات الاحساس عندنا والشي الثاني اللي بيطلبوا من المطاعم اكل وتصور اختنا الاكل وتقول صنع ايديه وترسل في المقاطع والصور يا اختى هذه كذبه وكذبتها وبلغت الافاق وينك عن ايات المنافق اذا حدث كذب انا ماني رجل دين اوشيخ بس قبل ما نسوي الشي نسأل انفسنا سؤال واحد هذا الشي صح والا غلط ونفكر في العواقب واللي بيصورو في حفلات الزفاف لا تخربوا بيوت الناس والله عيب وحرام وقله ذوق اللى بتصور حفلات الناس بالدس وترسل وتنتهك حرمة وخصوصيات الناس ربنا يمهل ولا يهمل واذا تسلطتي عليهم راح ربنا يرسل اللي يتسلط عليك ربنا ما يظلم عباده بس احنا اللي نظلم انفسنا

عطيه ابوباسم

صدقت استاذ ابراهيم والله ظاهرة منتشرة وتستحق الاهتمام والبحث عن حل لإقاف مثل هذه التجاوزات الغير مبررة.
و مثل هولاء لو عندهم شيئا من الذوق او الحياء لما فعلوا مثل هذا الفعل .لكن قلة وعي وحب لنقل االاخبار ولو كانت مؤلمة وفيها تجاوزات على حقوق الاخرين.أوكما ذكرت اخي ابراهيم هوس وحب لنشر كل حدث ..
فلاحول ولا قوة الا بالله
وقد منعت الإدارات المعنية من التصوير لمثل هذه الاحداث ولكن لاحياة لمن تنادي..
فأمثال هؤلاء لا يتوقفون عن سوء تصرفاتهم الا أن يصدر بحقهم عقوبات رادعة من الجهات الرسمية…اما النصح والتوجيه فلا اظنه مجدي مع هؤلاء.

عواطف الثلابي.

طرح متميز ونقد جاد ماشاء الله ناقش الكاتب قيمه انسانيه جميله وهي الاحترام والأدب ،الذي يحدث من الهوس لا يكاد يطاق ،حياة الناس اصبحت عباره عن نشر فوري في سناب أو انستقرام ،لكن ان تصل لحدود الموتى فالفعل جدا مخزي وعار ،هوس التصوير اصبح لاحدود له ،بدون احترام الخصوصيات نشر ،عن نفسي والله استحي اصور حتى سناب أو صورة عاديه في الزيارات الخاصه او المناسبات ،لأنه لابد من إحترام حقوق الغير ،حتى ولو يطلب مني ان اصور من صديقتي بسبب ان جوالها عطلان اعتذر منها ..لانه انا حضرت عشان اكمل واجبي واخرج مو جايه عشان اصور .احب احترم واقدر اللحظه التي اعيشها، بدون استهتار او ضرر لغيري بالنشر خصوصا بالمناسبات ووجود نساء فيها ..شيء مستفز صراحه هوس غير منطقي،صارت اللحظات الجميله بحياتنا تمضي بدون صدق مع النفس ،الانسان لابد أن يعيش اللحظات لمايتواصل مع غيره بسعادة بعيدا عن التزييف وجو التصوير الذي يسرق اثمن اللحظات بالعمر ، وقانوني انه حياتي خاصه فيني وممنوع النشر بأي طريقه كانت ..

جبريل عمر

مشاء الله ، مقال جميل ، شكرا ابو ليلى

اوجاع كاتب

سيدي ماذا اقول هل خلل اصاب بعض العقول وتسبب في استباحة الحمى وتحطيم القيم ام اضطراب في السلوك وفقرا في الاخلاق انه جنون يفوق جنون البقر
سيدي لك التحيه والتقدير على مقالتك الهادفه والمتزنه

بدر الابتسامة

لاحرف من فضة يضاف على أحرفك الذهبية تبارك الرحمن فالتعليق على جمال أحرفك وتناسق كلماتك وروعة وصفك يشوه المقال
بالله لفظك هذا سال من عسل
أم قد صببت على أفواهنا العسل

إبراهيم يحيى أبوليلى

اتقدم بالشكر الجزيل لكل من وضع بصمته بالتعليق على مقالي المتواضع وحقيقة كل تعليق بمثابة درس اتعلم منه الكثير فشكرا للاخوة والأخوات الذين تكرموا بالتعليق …
أ- بشرى علي
أ- النصاري
أ- تميم
أ- عطية ابو باسم
أ- عواطف الثلابي
أ-جبريل عمر
أ-أوجاع كاتب
أ-بدر الابتسامة
والشكر الجزيل لصحيفة غران الرائدة ولجميع القراء الكرام لكم مني ارق تحية واعذب سلام وأسأل الله القدير أن لا يحرمني تواجدكم ودعمكم ومساندتكم والتمسوا لي عذر التقصير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *