مركز عسفان معينٌ لا ينضب يتدفق بماء زلال أنّى أتيته وجدت إنجازًا هنا أو هناك، وخلف ذلك الإنجاز رجال بسطوا أكف اليد بالمال والجهد لبناء وتأسيس مجد فوق مجد، وكتبوا في سجلاتهم: التاريخ مر من هنا، وعسفان كلها مجد وتاريخ، غير أن حديثنا اليوم ووجهنا الساطع هو من الشامية، وما أدراك ما الشامية؟ هي شامة عروس الحجاز عسفان.
نسلط اليوم الضوء على شخصية كانت هي من حرث وبذر وسقى وجنى، نذر نفسه لشباب قريته وضحى بالكثير والكثير حتى صنع اسمًا لفريق يصول ويجول بين البطولات ومنصاتها، أي اسم ذكرناه قبل الآخر سوف يدلنا على الآخر؛ إنه حمادي حميد البشري، إنه فيصل شامية عسفان.
ففي عام ١٤٠٧هـ كانت البداية في تأسيس النواة لفريق الفيصل بالشامية، وفي عام ١٤٠٨هـ، جني أولى الثمار كأس (بطولة غران) الشهيرة آنذاك في أول إطلالة لهذا المولود بمهد البطولات.
كان لي أطراف حديث مع الشيخ حمادي، واستذكرت معه ذكريات هذا الإنجاز ولم يعتذر منا رغم ظروفه الصحية، نسأل الله له الشفاء العاجل، والتضحيات التي صاحبته وواجهها بروح المحارب، يقول لنا عنها: لا تقل لي تضحية؛ إنما هو واجب كنت أقوم به في سبيل شباب قريتي حيث كان لزامًا عليّ أن أضع اسمهم على خارطة المنافسات والاحتكاك بشباب القرى والمراكز المجاورة حيث إنهم بحاجة إلى الاحتضان والتوجيه، والحمدلله الآن نرى التنمية الاجتماعية مظلتنا الحكومية، بينما كنا بالسابق بدعمنا ودعم الأعيان نستمر وإلى الآن الدعم مستمر.
وفي ظل استرساله بالذكريات قاطعته بسؤالي: الشيخ حمادي في ليلة نهائي بطولة غران رزقت بمولودك زياد؟ يجيب ضاحكًا: الحمدلله، لقد أنهيت أوراق دخول زوجتي المستشفى وأوصيت أخوها عليها، وذهبت إلى غران من مكة حيث كانت ليلة الذهب، ليلة الإنجاز، وبحصولنا على اللقب رجعت إليها وأهديتها البطولة.
الشيخ حمادي قصه لابد أن تُروَى وتبقى مثالًا وقدوة لمن يساهم ويخدم بروح الجميع وليس بروح الأنا، نسأل الله له الشفاء العاجل.
وكان حقًا وِلزامًا على اللجنة الإعلامية ببطوله عسفان أن تستذكر رجلًا مثله، وإن شاء الله لن تتوقف؛ سوف تسلط الضوء على كل من خدم شباب المنطقة عبر منبر رائع وقدير مثل هذه الصحيفة العزيزة على القلوب؛ صحيفة «غران الإلكترونية».
تركي البشري
مقالات سابقة للكاتب