ما إن تشرع بلدية محافظة خليص في إنشاء مشروع جديد، أو صيانة مشروع قائم، حتى يبتهج مواطنو خليص ويستبشروا خيراً، ولكن شيئاً فشيئاً ، تتبدد هذه السعادة وتتحول إلى تضجر وملل. ويبدأ مشروع الصبر الطويل لدى المواطن إلى أن يكتمل هذا المشروع أو ذاك – طبعاً إن اكتمل – ومما يثير دهشة السكان أو أي زائر لمحافظة خليص واستغرابهم، هو أنك لا تجد طريقاً واحداً في محافظة خليص مكتملاً، فإما متعثراً في بدايته أو في نهايته أو في منتصفه أو كلهُ من أوله إلى آخره .
كثير من المشاريع التي بدأتها بلدية محافظة خليص، ولم نــرَ لها نهاية ليستفيد منها المواطن كخدمة تُقدّم له يستحقها وينتظرها طويلاً ، والأسباب مجهولة ، فتارة تبرر البلدية أن سبب التوقف هو المقاول نفسه وتارة أخرى انتقال المشروع من مقاول إلى مقاول ، وتارة ثالثة انتظار الميزانية القادمة .. وهكذا !! ، ونسوا أن المواطن الآن أصبح يستشعر كل ما يدور حوله، فهو على قدر كبير من الوعي ولا يمكن إقناعه بمبررات واهية .
والأمثلة على المشاريع المتعثرة كثيرة ، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ، مايلي:
– طريق حي الصدر – سوق خليص ( 9كلم) ، له أكثرمن خمسة أشهر .
– طريق حي الصدر – الطلعة ( 3كلم ) .
– طريق العزيزية – سوق خليص ( أقل من 1 كلم ) ، له أكثر من 11 شهر .
– الطريق الذي أمام محكمة خليص .
– طريق مستشفى خليص – العزيزية
– طريق العراقيب
– الممشى من العزيزية إلى حي الفيصلية .
– المركز الحضاري بجوار حديقة الدف .
– الساحة الشعبية ( أكثر من سنتين تحت الصيانة ).
– مبنى البلدية الجديد بين طريق الهجرة وطريق المدينة السريع ( أكثر من 4 سنوات ).
– الملاهي ( خطر نرجو الابتعاد عنها) : بعيدة عن السكان ، بدون صيانة ، بدون سور فالسيارات تمر من وسطها والأولاد يلعبون ، بدون جلسات لمرتاديها ، بدون مواقف سيارات، وبالأخص التي بجوار مبنى البلدية الحالي للأسف الشديد فهي مُشَاهدة لمسؤولي البلدية صباح مساء.
– كثرة التقاطعات التي لا يخلو طريق منها مما يسبب كثرة الحوادث المرورية، وخاصة التقاطع الذي أمام أمارة محافظة خليص وبلدية خليص ، ومرور خليص يتحمّل جزء كبير من هذه المشكلة .
– طريق واحد لمدخل أم الجرم، ومدخل الفج، بالإضافة إلى سوء مدخل محافظة خليص الشمالي ، ولا مقارنة مع بعض المداخل ( الداخلية ) لبعض الأحياء الصغيرة، وكأنها قطعة من شوارع مدينة دبي .
بل تمادت بلدية خليص إلى الإصرار على وضع العراقيل التي تُسبب الحوادث ، ومثال ذلك كثرة النخل بطريقة عشوائية بطريق خليص الرئيس وبعض الشوارع الأخرى ، فبدلاً من وضع نخلة بين كل عمود كهرباء وآخر ، نجد ثلاث نخلات بين كل عمودين، حتى ذكر لي أحد الأخوة أن مجموع النخلات وصل إلى ( 1000 ) نخلة .
معظم مسؤولي الإدارات الحكومية في محافظة خليص لا يعرفون شيئاً اسمه الزيارات التفقدية للأحياء والوقوف على احتياجات المناطق والسكان بأنفسهم، فهي تكاد تكون معدومة ، فقط الدوام لديهم من المنزل للمكتب للمنزل، فنحن في حي الصدر مثلاً، لم نتشرف بأي زيارة تفقدية لمحافظ محافظة خليص أو رئيس بلدية خليص يوماً مّا، إلاّ بدعوة من شيوخ القبائل أو أحد الأعيان لحضور مناسبة ، أم أنتهم ينتظرون حدوث مصيبة أوكارثة – لا سمح الله – ثم يقومون بالزيارة بعد فوات الأوان.
لابد أن ينظر إلى هذه المحافظة وأهلها بعين الاعتبار من زيادة الاهتمام، وتكثيف الزيارات للمسؤولين وتفقد احتياجات المنطقة ومطالب المواطنين، فلم يمنحوا هذه الثقة من حكامنا – حفظهم الله – إلاّ لأنهم أهلٌ لها وهم كذلك إن شاء الله . والله من وراء القصد ،،، ودمتم سالمين
عيد سمران محمد المرامحي – مشرف لغة أنجليزية بمكتب التربية والتعليم بالنسيم بجدة
مقالات سابقة للكاتب