أيامُُ سريعة كسرعة البرق وأحداثُُ تمر بشكِلٍ مُتتابع بدون أن تشعر، فمثلاً لحظة تخرجي والآن وقوفي على حافة الانتظار.. انتظار أول يومٍ لي كطالبة جامعية.. تكاد الجامعات تفتح أبوابِها لاستقبالي واستقبالكم، والحماسُ قد جعلني طيراً يُرفرفُ في السماء الصافية أُغرد معلنة حياة وبداية ومستقبل وصفحة كاملة من حياتي الجديدة.. كم كنت أنتظر هذه للحظه بفارغ الصبر بكامل مجهودي، وها هي أحلامي تحط فوق كف يدي..
وإن كنت أو كنتِ طالبة جامعية مستجدة أُريد أن أقدم هذه النصيحة لكِ ولي، الجامعة عالمُُ كبير، حياة بأكملها ليست كما تعودنا في المراحل السابقة ، ومضمونها عميق وجدي أكثر من أيام الثانوية، كما إن الفروقات بين سنواتنا في الثانوية والجامعة كبيرًا، إلا أن الجامعة تبقى الحياة التي نحبها، بأخطائها وصوابها، لماذا؟ لأنها عالم منفتح يسمح لك أن تجدي نفسك وميولك والأشياء التي تحبيها بعيداً عن الأمور الخارجة عن الرغبة، ولو هناك شيء أُجبرنا عليه فسيكون شيء ضئيل، ووجوده إثبات لقدرتك ولتوضيح الحياة الجامعية أكثر فهي مستقبلك أنتِ لو استطعتِ أن تبنيه فستكونين قد رسمتِ لك حياة مثالية، ولا أقصد في كلامي بالحياة المثالية أنها خالية تماماً من الأخطاء والشوائب، على العكس وجود هذه الأمور هي التي تُحسسنا بمثالية حياتنا بعد تخطي العقبات التي تواجهنا، ومن العقبات التي ممكن تواجهنا: دخول إحدانا في تخصص ليس لها رغبة فيه، أو إنها لا تستطيع رُؤية نفسها فيه، هنا يأتي دور عزيمتك وقوتك الداخلية، الشيء الذي جعلك تقفزي المرحلة الثانوية بأكبر تفاصيلها وأصغرها هو الشيء الذي سيجعلك تتخطين هذه الأمور؛ لذلك تقدمي لحياتك الجديدة بكل حب.
تمنياتي لكم ولي بالتوفيق.
شذى أحمد المزروعي
مقالات سابقة للكاتب