بمشيئة الله إلى جنان الخلد يا أحمد 

هي الحياة لا تساوي في ميزان العقلاء شيئا, لذا تجنبوا ملذاتها , وانطلق بعضهم يقدم نفسه للمجتمع , رجلا حمل هم بذل الجهود في تقديم  الأعمال الخيرية , لا يرجو إلا مرضاة الله سبحانه وتعالى , قصر حياته على أسمى الأعمال الإنسانية , تلك التي لا تنتظر مقابلاً  بشريا ولا شكرا دنيويا , ولا يكون ذلك إلا لمن  ربى قلبه على مساعدة الآخرين , ووطن نفسه على العطاء والتضحية .

إنما المرء حديث بعده  ..   فكن حديثا حسنا لمن وعي

وستبقى السيرة العطرة بارزة على وجوه أهلها, لترسم أعظم ابتسامة ولكنها الحياة القصيرة     لا تمهل الإنسان وقتا لتحقيق مراده ، بالأمس القريب رحل عنا أستاذنا وقدوتنا في العمل الخيري في هذه المحافظة ,الأستاذ : أحمد الصعيدي   هذا الرجل الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بالعمل الخيري  الذي يشكره الله { ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم  } ارتبط اسمه بعضوية تأسيس جمعية البر الخيرية بمحافظة خليص  .

ولكنه الأجل الذي قال الله تعالى عنه في كتابه {فإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون} صدق الله العظيم ,  فلله ما أعطى ولله ما أخذ  .

وما الـدَّهـرُ إلا جـامـعٌ  ومـفـرِّقٌ        ومـا الـنـاسُ إلا راحـلٌ  ومـودَّعُ

فإنْ نحنُ عِشنا يجمع اللهُ شملنا        وإن نحن  مِتنا  فالقيامةُ  تجمعُ

لقد كان خبر وفاة الأستاذ أحمد الصعيدي مؤلما لنا فهو رجل الخير الذي رحل بسيرة عطرة عند كل من سمع عن مناقبه واستحق الثناء من الجميع دون استثناء فقد كان من الرجال الساعين لأعمال الخير دون كلل أو ملل  يساعد من يستحق المساعدة ومن يطلبها منه دون تردد رحل وترك في القلوب حزناً كبيراً لكل محبيه .  فإلى جنات الخلد أيها الأب الفاضل والأخ الحاني

    قـــذىً بعـينك أم بالـعـين عـوار … أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار ؟

كأن دمعي لذكراه إذا خطرت … فيضٌ يسيل على الخدين مـدرار

نعم عمل بصمت ورحل بصمت ونسأل الله له عملا متقبلا ومغفرة وجنة  وأن يجد أعماله الخيرة في ميزان حسناته بإذن الله تعالى.

عبدالرحيم نافع الصبحي

مقالات سابقة للكاتب:

– قبل أن يموتوا أحياء

– مراكز الأحياء تضع البذرة الأولى في صناعة الإعلام هنا