العلاقة بين المال والسعادة

هل أنت سعيد لأنك تملك الكثير من المال ؟! 
بصرف النظر عن الإجابة
إلا أن هذا هو ما يعتقده الناس ؟
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق ، ياترى لماذا الكثير منا يلهث ويجري ويعمل ويبذل كل طاقاته من أجل الحصول على المزيد من المال الذي يعتقد أن بمجرد امتلاكه سوف يأتي له بالسعادة والحياة الرغيده.
لكن هل فعلاً المال هو سبب السعادة ؟
وهل السعادة مرتبطة بالمال ؟ بمعنى أنها لا تتحقق إلا بحصول المال ؟
الإجابة التي سينطق بها أغلبكم الآن إن لم يكن كلكم هي (لا) ، لكن هل هذا عن اقتناع أم مجرد كلام نظري لا يصدقه الواقع المشاهد ؟!
حقيقة أن من يتأمل فيمن حوله سوف يجد أن كثرة المال في أحيان كثيرة تجلب لصاحبها العناء والشقاء وفي المقابل فإن قلة المال تجلب البساطة ، والبساطة هي ثلاث أرباع السعادة كما يقولون.
حينما نتذكر حياة أجدادنا الفلاحين في المزارع كيف كانت تتسم بالبساطة وكيف كانوا يتمتعون بصحة وسعادة رغم أنهم فقراء.
كانت السعادة تملأ قلوبهم وتفيض على محياهم وهم يستقبلون الضيوف أو عندما يجتمعون في منتصف النهار على لقمة الغداء أو كأس الشاي في المزرعة ، يتجاذبون أطراف الحديث ، ويضحكون بكل اريحيه ، لا يحملون إلا هم يومهم الذي هم فيه فقط وذلك حمل خفيف ، أما نحن فنحمل هموم الحاضر والمستقبل رغم ما هو متوفر لدينا من نعم لا تعد ولا تحصى وما لدينا من أموال تكفينا لنعيش براحة وطمأنينة ولكن مع ذلك فلم ننعم بما كانوا فيه من راحة بال ، والسعادة.
ثم تغير الزمن وكثر المال في أيدينا فماذا حدث ؟! لقد جلب لنا كثرة التكاليف والتنافس والتطلع إلى المزيد من الكماليات ، وهو ما استدعي منا الجري وراء اكتساب المزيد من المال فضاعت منا البساطة وراحة البال ، واصبحنا نلهث وراء المال لبلوغ السعادة وهي منا هاربه بسبب زيادة التكاليف وأصبح أثاث البيت أهم عندنا من أهل البيت وتحولت بيوتنا إلى معارض للأثاث وللأواني المنزلية ، والويل والتهديد للأطفال من اللعب لكي لا تتكسر الأغراض حتى كره اطفالنا البيوت واصبحت بالنسبه لهم كالسجن بسبب كثرة التعليمات ، والغرف مغلقة ، نزينها لضيف قد يأتي في السنة مره أو لا يأتي ، ومناسبتنا نقيمها في الاستراحات حتى لايخرب عفش البيت !
لقد هربت السعادة منا عندما غابت البساطة من حياتنا ، وعندما حل محلها الإسراف في البيوت والاثاث والمأكل والمشرب الذي نهانا ربنا عنه في قوله تبارك وتعالي (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمسرفين). 
اللهم الطف بنا وارزقنا وياكم السعادة الحقيقية.

سليمان حامد الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “العلاقة بين المال والسعادة

ابوبدر

سبحان الله ؟

غير معروف

كلام جميل بس كيف نبحث عن السعاده ونترج جمع المال ونغير في انفسنا كلام جميل من الكاتب استمر وفقك الله وابعد عن جمع المال وابحث عن السعاده

أبوعابد

غالبا العلاقة عكسية حسب ما نشاهد
إلا في حالات نادرة والنادر لا حكم له

عبدالله ابوخضير

ياخويا أنا أشوف إن المال يتحمل الجزء الاكبر لإجادالسعادة وعلى سبيل المثال تبغى تتزوج وما عندك مال هيا حلها تبغى تسافر ما عندك مال تبغى سيارة تبغى طيارة تبغى بيت تبغى تعليم راقي تبغى وتبغى وما في مال.. بعد كده سلم لي على السعادة اذا قابلتها وعلى قول فيروز سلم لي عليه روح قله إني بسلم عليه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *