تمر الدول بمراحل من القوة والنمو وأخرى من الضعف والانكماش والتراجع، غير أن المبادئ الوطنية والقواسم المشتركة تظل ثابتة لا تتغير وإن تبدلت المواقف والاصطفافات ، ومن قرابة الشهر تواجه المملكة العربية السعودية حرباً شعواء سخر لها الغرب الرأسمالي والأحزاب الرادحة له في منطقتنا ماكينات إعلامية ضخمة لتنفث السموم ضد هذه الدولة .
اتخذ هؤلاء ( الأحزاب ) من اختفاء مواطن سعودي سبباً لهذا الهجوم الذي لم تواجه الدولة على مر تاريخها هجوما يشبهه ؛ لامن حيث المهاجم ولا من حيث التوقيت ، إن هذه الهجمة الشرسة لم تكن بشأن ذلك الرجل ولا بسبب الإنسانية الكاذبة التي يردد شعارها الإعلام المغرض بل من أجل تركيع دولة وضعت النهوض هدفاً واتخذت أسلوب المواجهة مع العدو منهجاً ، هذه الدولة التي اختطت لها طريقا للطموح والقوة والكفاءة .
ماذا يعني ذلك الرجل للغرب ولحزب الخونة ولإيران وأذنابها ؟! ماذا يعني ذلك الرجل لمن يحاول جاهداً أن يثبت للعالم أنه الخليفة الجديد وأنه الأحق بتمثيل الإسلام المتطور ؟!
هل نسي العالم مئات الآلاف الذين قضوا في العراق والشام وغيرها ؟ ألم يكونوا من الصنف البشري ؟! لماذا هذه الانتقائية وكأن ما حصل صيد ثمين لابد من استغلاله؟!
وفي المقابل نجد من بيننا أناس لاذوا بالصمت وفضلوا الانزواء بعيداً يترقبون نهايات الأمور وكأن هذا الوطن لا يعنيهم وكأن المقصود بهذا الحقد لا يمت لهم بصلة !!
إن منهم من لم ينبس ببنت شفه ولم يحمل نفسه كتابة تغريدة واحدة في الذود عن هذا الوطن !!
فضلوا السكوت ولعمري إن السكوت في هذه المواقف خيانة لله ثم للدين والوطن .
تراهم يغردون في أمور تافهة تاركين المجابهة الوطنية الكبرى !!
ذهب جمال خاشقي لربه بعد أن طعن خاصرة الوطن بتأليب الرأي العالمي ضد بلاد الحرمين سنوات ، استُغل من قبل الإعلام الغربي وأفردت له الصحف الأمريكية العريقة الصفحات والأعمدة لينفث حقده ضد هذا الوطن !
أتظنون لو أن جمال خاشقجي مواطن بسيط سيلقى هذا الاحتفاء منهم؟!
وأنتم أيها الصامتون المنزوون في الظلام انتظاراً لسقوطنا؛ نقول لكم ستبقون خونة جبناء أما نحن فلن نخضع ولن نركع لغير الله.
دمت يا وطني قوياً بالله.
مفلح الصاطي الحربي
مقالات سابقة للكاتب