من المؤسف والمحزن في هذه الأوقات التي تغمرها الرحمة عندما نرى أشخاصًا محتجزين في مجاري السيول أو بهائم محتجزة أو جرفتها السيول لعدم اهتمام أصحابها باختيار المكان الآمن البعيد عن مجاري الأودية، ومما يندى له الجبين أن بعض أبنائنا -هداهم الله- يتعمّدون الخروج والتنزه في الأماكن التي يكثر بها هطول المطر، بل ربما سافر أحدهم إلى مكان بعيد ليحظى بأفضل صورة أو مقطع فيديو يحقق الانتشار الأكبر على مواقع التواصل، هذه الممارسات قد تودي بحياة أحدهم، ولعل ما حصل قبل أيام في دولة مجاورة من غرق أطفال وغيرها مما يحصل بقدر الله وحكمته عبرة، لذلك على المسلم أن يعي قوله تعالى: {وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
إن مجازفات بعض الناس -هداهم الله وحفظهم من كل سوء- هي نوع من الانتحار والتهور غير المبرر يجلب مصائب على أفراد وجماعات
من تهور، فقد يغرق أحدهم ويحاول آخر مساعدته وإنقاذه فينجرف معه للهلاك حتى تتفاقم المشكلة وربما زاد عدد الضحايا -لا قدّر الله-
إن هذه المجازفة فيها إشغال لدوائر حكومية متعددة في وقت يكون لديها ما هو أهم؛
ولو فرضنا حالة محتجزة في أحد الأودية وأخرى حصل لها حادث طارئ، ربما كلا الطرفين يحتاج بعد الله للدفاع المدني لكن الأولى جازفت وتهورت للمتعة والأخرى لقضاء حاجة.
علينا أن نعتبر بما حصل في بعض مدن مملكتنا الغالية من حوادث في هذه الأوقات التي يجدر بنا أن نحمد الله على نعمته ورحمته وندعوه أن يديم علينا هذا الرخاء ويجنبنا الكوارث ولا نلقي بأيدينا إلى التهلكة فيحدث ما لا تحمد عقباه.
ونحمد الله أن انتشرت تقنية معرفة مواقع الخطر وتوقعات الأمطار؛ لذلك لا بد من الترشيد والتوعية للمواطنين بحملة منظمة.
إخواني:
هل أصبح قطع السيول رجولة؟!
هل أصبح قطع السيول فرحًا ومتعة؟!
هل أصبح قطع السيول مادة إعلامية للشهرة؟!
لماذا لانجد هذا المجازفات عند أصحاب العقول الراشدة؟!
إلى متى تفقد بعض الأسر أحد محبيها؟!
لا تجعلوا الحوادث الفردية منغصات لرحمات الله.
أيمن عبد المحسن المغربي
مقالات سابقة للكاتب