هل نحن منصفون في أحكامنا؟ هل هناك أكثر من صواب؟ هل الحكم يقع لمجرد أن رأينا تصرفا في نظرنا كان خطأ ؟
هل نحن أوصياء على الناس ونقيمهم ومجبرون على الحكم عليهم ومراقبتهم؟ هل نحن نحكم على الناس بأشكالهم واحجامهم؟
تختلف التصورات والروى عند ناس عن غيرهم في الحكم على الشيء وجودته وما يميزه، منهم ما يفضل ويميز بالأخلاق ومنهم ما يميز بحجم الشيء كبيرا كان ام صغيرا، ومنهم بالرائحة ومنهم بالمنصب والجاه ومنهم الاغلى ثمن هكذا كل حسب ما يرى،
ذات يوم ذهبت إلى محل العطور لأشتري ما يطيب به الحال من الروائح الزكية، طلبت منه (عود كمبودي) وطيبني فإذا هو من العود جيد النوع، رائحته جميلة فواحة يكرم بها الضيوف، قلت له بكم السعر لربع التولة؟ قال لي الف ومئتي ريال لا غير . قررت الشراء واثناء الحساب وانا اقلب النظر وسط الرفوف لفت انتباهي قارورة عطر الكولونيا في زاوية ليس لها اعتبار اشبه بتحفة مهمشة .
قلت متعجبا ماذا أتى بمثل هذا النوع من العطور رخيص الثمن ورائحته لا تطاق هنا في مكان محترم وذو جودة عالية وله سمعته؟
أثناء الحوار خطرت على تفكيري كل التساؤلات أعلاه لكن أهمها اخرها وتذكرت قول أحدهم ( الرجال لا تقاس بالأعمار ) فكم من فتا يقف له القوم اجلالا، وكم من ذي شيبة ينقصه العقل والحكمة !! وكم من رجل عضلاته تفوق مخه!!
هنا يظهر الفرق فمن الصغار من عقله بارع حكيم ، وكبير عقله فارغ ،
لا نعني هنا الغاء السنين التي مر بها كبير السن وهي بالاعتبار، ولكن لا تلغي على الاطلاق الخبرة فكم من رجل يكسب في سنة خبرة العشر سنوات وكم من اخر يكسب خبرة السنة في عشر سنوات … هكذا كما الفرق بين عطر العود ( ربع التولة ) وبين الكولونيا.
حسن القحطاني
مقالات سابقة للكاتب