معًا … لأجل موهبة

أتحدث عن ملتقى الموهبة عن قرب ، وإن كانت الأذن سمعت أكثر مما رأت العين ، بيد أني تشبعت به ، فكرة وتخطيطا وتجهيزا وتنفيذا وإلى أن أسدل الستار  . 

وأصدقكم القول  ، لم يحدث بحياتي الدراسية في التعليم العام أن سمعت أو قرأت عن ملتقى للموهبة ، لذا كل المواهب التي في جيلنا وئدت في مهدها ، ودفنت حتى  دون أن يصلى عليها . 

الموهبة يا سادة متوفرة في كل شخصية  ، هي هبة من ربنا ، رزقنا إياها ونحن علينا اكتشافها وتنميتها وصقلها ورعايتها رعاية شخصية ، ورعاية مجتمعية .

فكل طفل أو  فتاة من أبنائنا وبناتنا لديهم موهبة تحتاج منا إلى العمل على رعايتها ، وأقول العمل وليس القول  . 

فنحن إن وضعنا أيدينا على مواهب الأبناء وعرفنا أين مواطن القوة لديهم ، بالتأكيد عرفنا جيدا كيف نرسم خارطة حياتهم ، ونجحنا في توجيههم الوجهة السليمة ، بدل أن نرميهم في معترك الحياة ، ونطلب منهم النجاح وسلوك طريق الناجحين . 

حقيقة أشعر بالفخر والاعتزاز بالنجاح والسبق الذي حققه مركز فتاة غران ، وأعتقد جازما أن أحدا لم يسبق بمثل هذا الملتقى في المحافظة ، وأنهم فعلا سجلوا إنجازا يعتبر الأول والأهم في جميع البرامج والأنشطة التي نفذت لأنهن لامسن موطن الاحتياج لدى المجتمع ووضعن بصمة وضربن جرس الإبداع في سماء الموهبة وأشعلن شمعة أشرق ضوؤها لتعلن أملا قادما عنوانه ” معا من أجل موهبة ” . 

فإن ما اكتشف من الكم الهائل من المواهب في جميع التخصصات لهو دليل واضح عن جودة التربة وخصوبتها ، وأن في أولادنا مخزون رائع من المواهب التي تحتم علينا رعايتها والاهتمام بها ، وتخصيص جزء من وقتنا للنهوض بها . 

ولك أن تعجب أن  كل تلك المواهب هي التي طورت نفسها بنفسها ، واعتمدت على الذات في بناء الذات  ، وإلا التمثيل والأداء على المسرح والثبات أمام الجمهور من أين اكتسبوه . 

لقد قدموا عرضا مسرحيا فاق كل التوقعات ، وتفننوا في الأشغال اليدوية وبرعوا في الرسم والتصوير والعرض والتقديم . 

الحال أبلغ من المقال ، ومن رسم وخطط لهذا الملتقى بالتأكيد هو أولى مني بالحديث عنه ، غير أني لامست إنجازا فطربت له ، وسمعت لحنا ، فسرت إليه  ،وناداني تألق فريق عمل فتاقت نفسي له احتراما ، وشرفت ان أكتب عن كوكبة تكتشف موهبة في زمن انشغل الناس عن القلم والمحبرة . 

يا سادة يا كرام  ، استثمروا في مواهب الأبناء ، فإنه نعم الاستثمار هو ، ونعم إنفاق المال فيه . 

ولم أعلم بمجتمعنا أن فريقا يعمل ويقدم ثم قبل أن يجف عرقهن ينهضن لتقييم أعمالهم  ، كي يتداركن ما فات ، ويستعدوا لما هو آت ، وكأن لسان حالهم ، بيدي لا بيد عمرو . عجبت لهذا  ، غير أني أدركت أني أكتب عن فريق موهبة ، وعلمت أن نفوسا تهتم بالمواهب وترعاها وتسارع إلى اكتشافها تكون هي أولى من غيرها بنفسها ، فتسرع إلى تقييم الذات ، وتدوين الملاحظات لأنهن يسعين إلى الأفضل وإلى الجودة ، وكأن لسان حالهن يقول  ، رحم الله من أهدى إلي نقدا وأشار إلي بفكرة . 

ورمى لي سهما فيه نصحا قد أصاب هدفا فاستدركته لاحقا  .

الموهبة في بيوتنا وفي مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا ، فماذا نحن لها فاعلون . 

مركز فتاة غران – المكتب التعاوني  – مركز تحفيظ الجنوب – لجنة البر

لقد أتعبتم مَن بعدكم 

( وإن كان الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم  إلى قيام الساعة  )  

 

    بقلم 

أـ أحمد عناية الله الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

11 تعليق على “معًا … لأجل موهبة

غير معروف

بارك الله في الجميع وجزاكم الله خيراً..

عبدالله

ماذا يستفيد بناتنا من الوقوف ع المسرح والتمثيل والانشاد والإلقاء ؟؟!! ماذا يستفدن إن كن جريئات وسقفت بشكل جيد ع المسرح؟؟!
ماذا بعد اكتشاف المواهب ، ماذا بعد وقوفهن الجيد ع المسرح !!
انا هنا لا أنكر الجهود ، واسأل الله ان يجزي القائمين خير الجزاء .
ولكن كنت أتمنى ان تكون في مجالات تخصهن وتفيدهن مستقبلا ..
تحياتي

ahmed881

بناتنا اليوم هن الأمهات غدا .. اذا اعددتها اليوم .. متعلمه مثقفة واثقة جريئة تعرف اكتشاف الموهبة وتجيد الالقاء والثبات أمام المواقف كلما انعكس ذلك على أبنك وزرعت فيه الثقة ونمت فيه الوقوف امام الكميرات والجمهور وتعرفت على موهبته وأهتمت بها . والنتائج عكسية ان كانت غير ذلك.
تحياتي للجميع

محمد آبوفهد

اختلف مع الأخ عبدالله فالمسرح مثله مثل أي أي نشاط آخر منه ماهو حلال ومنه ماهو حرام لكن نحن لما يذكر المسرح يذهب تفكيرنا مباشرة للجانب السلبي
المسرح ليس مجرد تمثيل المسرح يعني الثقة يعني الجرأة في الالقاء ومواجهة الجمهور وهذه مهارة أساسية لا تستغني عنها داعية ولا معلمة ولا طالبة جامعة ولا حتى موظفة خاصة وأنه لا يوجد مقرر يعلم مثل هذه المهارة في جميع مراحل التعليم لدينا بما فيها الجامعة
سمعت عن الملتقى كلام جميل وثناء واشادة فكل الشكر لمن قام به وشكراً لكل من يعمل من أجل تطوير غران والارتقاء بمستوى ابنائه وبناته.

عبدالله

كما قلت سابقا في تعليقي الاول
انا لا أنكر الجهود إطلاقا .. ولكن هي وجهة نظر احببت نقلها لتصل الى من يهمه الامر .
أتمنى التوفيق والسداد لكل من أراد الخير لغران الحبيبة وأهلها

القادم أجمل

حلم يراود الجميع ، ننام ونستقيض على أمل تحقيقه ، ونرفع أيدينا ليل نهار ندعوا الباري عز وجل أن يكون أبناءنا أفضل حالاً منا تعليماً وثقة ، وتحملاً للمسؤولية ، وأكثر نصيباً من الفرص .
وإن لم نعمل مع الحلم والدعاء لن يستنير الكون ضياء
سيتكرر الأشخاص ويبقى المكان كما هو في حياء
تبقى أمانينا وأماني أجيالنا حالمة بأن تمطر السماء
لكن حلمي وحلمك سيتحقق ما دام فينا اخلاص ووفاء

شكيل

ثم ماذا؟

يتحدث الكاتب بلغة الاعجاب بملتقى الموهبة الذي ابدع فيه الصغيرات في الوقوف علي خشبة المسرح وفي التصوير والرسم وابهره ادائهن وجرئتهن وإلقائهن
ويتسائل من اين حصلن على هذا ؟

حصلن علي هذا من عصومي و وليد والمبدعه دائما ديما بشار وفرقة طيور الجنة الاسلامية المعتدله

واتفق مع الاخ عبدالله الاول تماما
واسأل ماهي المحصلة من هذا الملتقى الذي نال اعجابك ؟؟

موهبة الفتاة محدودة دائما ولا نطلب من هذا الملتقى تنمية او صقل موهبة لا تتناسب مع طبيعة هذه الفتاة

وفي نهاية المقال يدعوا الكاتب الي الاستثمار في المواهب 
وانا بدوري ادعوه للاستثمار في مواهب الشباب استثمار مفيد غير النشيد والاوبريت
فكثير من شبابنا لديهم مواهب في شتى المجالات حاسب هندسه ادب وغيرها من المجالات

ثانكيو

بنت ذآك آلأمير

اشكرك استاذنا الغالي على هذا الطرح الذي لامس قلوبنا ،
بالفعل لقد كان الملتقى منارا يهتدا به الكثير من الفتيات لإكتشاف موهبتهم ، فالمرأة في هذا الزمن
اصبحت قريبة من الرجل في الكثير من المجالات ، فالرسم و التصوير و الاشغال اليدويه و التمثيل على المسرح و غيرها
هيا متعه و شغف لا يمكن وصفه ، فلقد جعل المولى عزوجل هذا الملتقى بداية لمشوار النهضة بالموهبه
لنا نحن الفتيات ، اتمنى من العقول التي تنحصر على حياة الماضي ان تراجع ذاتها ، و لا تكن سببآ في احباط بناتهن .
و اكرر شكري و تقديري لك استاذ احمد على ما قدمت من طرح
تحياتي لك

الغيور

عحبني كثير هذا التجاوب من قراء الصحيفه ومن الحوار الراقي فعلا والملئ بالافكار
دمتم ايها المجتمع الغراني إلى خير وكل خير .. فعلا نحن بحاجه للانشطه التي من يبدع
فيها يلقى المجال امامه في المستقبل مفتوح ليستمر عطائه لا يصطدم بواقع مرير

عبدالله أبو شعبة

هي ثقافة جديدة لابد لنا بتشجيعها … فمثل هذه الأمور الكثير يعاديها !!
بارك الله فيهن و من قام على ذلك …. و بالتوفيق للجميع

شكيل

المقال له ٦ ايام يا رئيس التحرير
وهو مثبت في اعلى الصفحة

ما عندك نية تكتب موضع جديد

 اتحفنا بجديدك يا ابو عبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *