صحيفة غراس الالكترونية > مقال الأسبوع > معًا … لأجل موهبة معًا … لأجل موهبة الكاتب: أحمد عناية الله الصحفي 04 مايو, 2014م 11 2589 أتحدث عن ملتقى الموهبة عن قرب ، وإن كانت الأذن سمعت أكثر مما رأت العين ، بيد أني تشبعت به ، فكرة وتخطيطا وتجهيزا وتنفيذا وإلى أن أسدل الستار . وأصدقكم القول ، لم يحدث بحياتي الدراسية في التعليم العام أن سمعت أو قرأت عن ملتقى للموهبة ، لذا كل المواهب التي في جيلنا وئدت في مهدها ، ودفنت حتى دون أن يصلى عليها . الموهبة يا سادة متوفرة في كل شخصية ، هي هبة من ربنا ، رزقنا إياها ونحن علينا اكتشافها وتنميتها وصقلها ورعايتها رعاية شخصية ، ورعاية مجتمعية . فكل طفل أو فتاة من أبنائنا وبناتنا لديهم موهبة تحتاج منا إلى العمل على رعايتها ، وأقول العمل وليس القول . فنحن إن وضعنا أيدينا على مواهب الأبناء وعرفنا أين مواطن القوة لديهم ، بالتأكيد عرفنا جيدا كيف نرسم خارطة حياتهم ، ونجحنا في توجيههم الوجهة السليمة ، بدل أن نرميهم في معترك الحياة ، ونطلب منهم النجاح وسلوك طريق الناجحين . حقيقة أشعر بالفخر والاعتزاز بالنجاح والسبق الذي حققه مركز فتاة غران ، وأعتقد جازما أن أحدا لم يسبق بمثل هذا الملتقى في المحافظة ، وأنهم فعلا سجلوا إنجازا يعتبر الأول والأهم في جميع البرامج والأنشطة التي نفذت لأنهن لامسن موطن الاحتياج لدى المجتمع ووضعن بصمة وضربن جرس الإبداع في سماء الموهبة وأشعلن شمعة أشرق ضوؤها لتعلن أملا قادما عنوانه ” معا من أجل موهبة ” . فإن ما اكتشف من الكم الهائل من المواهب في جميع التخصصات لهو دليل واضح عن جودة التربة وخصوبتها ، وأن في أولادنا مخزون رائع من المواهب التي تحتم علينا رعايتها والاهتمام بها ، وتخصيص جزء من وقتنا للنهوض بها . ولك أن تعجب أن كل تلك المواهب هي التي طورت نفسها بنفسها ، واعتمدت على الذات في بناء الذات ، وإلا التمثيل والأداء على المسرح والثبات أمام الجمهور من أين اكتسبوه . لقد قدموا عرضا مسرحيا فاق كل التوقعات ، وتفننوا في الأشغال اليدوية وبرعوا في الرسم والتصوير والعرض والتقديم . الحال أبلغ من المقال ، ومن رسم وخطط لهذا الملتقى بالتأكيد هو أولى مني بالحديث عنه ، غير أني لامست إنجازا فطربت له ، وسمعت لحنا ، فسرت إليه ،وناداني تألق فريق عمل فتاقت نفسي له احتراما ، وشرفت ان أكتب عن كوكبة تكتشف موهبة في زمن انشغل الناس عن القلم والمحبرة . يا سادة يا كرام ، استثمروا في مواهب الأبناء ، فإنه نعم الاستثمار هو ، ونعم إنفاق المال فيه . ولم أعلم بمجتمعنا أن فريقا يعمل ويقدم ثم قبل أن يجف عرقهن ينهضن لتقييم أعمالهم ، كي يتداركن ما فات ، ويستعدوا لما هو آت ، وكأن لسان حالهم ، بيدي لا بيد عمرو . عجبت لهذا ، غير أني أدركت أني أكتب عن فريق موهبة ، وعلمت أن نفوسا تهتم بالمواهب وترعاها وتسارع إلى اكتشافها تكون هي أولى من غيرها بنفسها ، فتسرع إلى تقييم الذات ، وتدوين الملاحظات لأنهن يسعين إلى الأفضل وإلى الجودة ، وكأن لسان حالهن يقول ، رحم الله من أهدى إلي نقدا وأشار إلي بفكرة . ورمى لي سهما فيه نصحا قد أصاب هدفا فاستدركته لاحقا . الموهبة في بيوتنا وفي مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا ، فماذا نحن لها فاعلون . مركز فتاة غران – المكتب التعاوني – مركز تحفيظ الجنوب – لجنة البر لقد أتعبتم مَن بعدكم ( وإن كان الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة ) بقلم أـ أحمد عناية الله الصحفي نسخة PDF مقالات سابقة للكاتب