دأبت قيادات هذه البلاد وعبر تاريخها الطويل على خدمة ضيوف الرحمن ..ونظرت لهذه الخدمة من منظار أعمق لكون الأمر يتعلق بالحرمين الشريفين قبلة المسلمين ..فحرصت على تقديم أقصى وأرقى الخدمات وفق أعلى المعايير المعرفية والتقنية ذات المواصفات الأكثر جودة ..وليس الأمر هنا متعلق بالقيادة السعودية فقط بل أصبحت ثقافة خدمة الحرمين وضيوف بيت الله الحرام جزء لا يتجزء من ثقافة المجتمع السعودي بأكمله وأكثر من ذلك أنها أصبحت من أقوى الثقافات الراسخة لدى كل سعودي كما أن خدمة الحجاج والمعتمرين أصبحت منطلقاً لخطط التنمية في هذه البلاد ..
أضف على ذلك أن هذا البلاد منذ عهد المؤسس – يرحمه الله – لا تتعامل مع خدمة الحجاج كخدمة فقط ، وإنما كرسالة أولا وقبل كل شيء، وهذا ما لا يحتاج إلى دليل .. ولعل ملتقى مكة الثقافي والذي أطلقه سمو سيدي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل حقق الهدف منه في توحيد الأعمال الثقافية والإنسانية للجهات الحكومية والخاصة في منطقة مكة لتعمل برؤية واحدة ورسالة ومفهوم إيجابي ، وقد نجح ملتقى مكة الثقافي في تحقيق التلاحم مع المجتمع ومخاطبة الجمهور مما كان له دور كبير في تعزيز الريادة في الأعمال تحت شعار ” كيف نكون قدوة .. ؟ ” ..
وهذا العام يعاود ملتقى مكة في انطلاقة جديدة في دورته الثالثة والتي أطلقها أمير المنطقة وخصص جائزة مكة للتميز في الفرع الثقافي في عامها الحالي كيف نكون قدوة ..؟ لموضوع ( كيف نطور مدننا لخدمة الحج والعمرة ) بهدف تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والعمل على تطوير مدن ومحافظات منطقة مكة المكرمة لتكون واجهة إسلامية حضارية وذكية في وضع الخطط المتطورة ذات الطابع العصري تماشياً مع تطور هذه البلاد ورؤية 2030 ..
ومحافظة خليص والتي يقودها الدكتور فيصل بن غازي الحازمي ، الحاكم الإداري الطموح الذي نراه يعمل فعليا من اجل الإرتقاء بهذه المحافظة في كافة المجالات ليصبح اسمها مدون في صفحات التاريخ بأجود المشاركات والعمل المميز .. واستكمالاً لهذا التوجه لدى سعادته ومن منطلق أن محافظة خليص تعد جزء لا يتجزء من هذه المنظومة الكبيرة والمعنية في ملتقى مكة الثقافي أطلق سعادته مبادرة ( درب الأنبياء لخدمة ضيوف الرحمن ) للمشاركة في ملتقى مكة الثقافي في دورته الثالثة .. تحت شعار “كيف نكون قدوة؟” ..
فهذه المحافظة قد حباها الله بموقع استراتيجي بين مكة والمدينة يمر بها ضيوف الرحمن سنوياً من وإلى مكة فهي جديرة بل إنها معنية بخدمة الحجاج والمعتمرين بأرقى أنواع الخدمات ..
فجاءت هذه المبادرة الخيرة بخطة تقوم على سواعد أبناء وبنات مجتمع محافظة خليص ..مبادرة تعتمد في نجاحها بعد الله على تكاتف الجهود والعمل بروح الفريق في مراكزها الأربعة بكل همة ونشاط .. فنجاحها هو نجاح للمحافظة بتميز مشاركتها في ملتقى مكة الثقافي . ومايقدم من خدمات هو باسم المحافظة . ..
ومن الجميل إن المبادرة أتاحت الفرص للمتطوعين والمتطوعات المشاركة في مجالات متعددة لتقديم أرقى أنواع الخدمة للحاج والمعتمر ..
مجتمع مضياف وكريم وصاحب فكر وريادة عمل … من المتوقع جداً أن يكون مجتمعنا ذو همة عالية في المشاركة والمساهمة للخروج بخدمة نوعية متميزة تماشياً مع العصر ومتطلباته للتيسر على ضيوف بيت الله الحرام حجاج ومعتمرين .. وعلينا أن نعمل ليل نهار كُل من موقعه لنجاح هذه المبادرة .. فتلك خدمة عند الله مأجورة وعند قيادتنا مقدره ..
ولا نراها إلا من أوجب الواجبات .. والواجب لا ينتظر عليه أبناء وبنات محافظتنا بشكل خاص والوطن بشكل عام الشكر بقدر ما يسعى الجميع فكراً وعملاً للمساهمة في رفعة بلادنا المملكة العربية السعودية ..هذه البلاد العظيمة في دستورها و قيادتها وشعبها.
نويفعة صالح الصحفي
رئيسة المجلس الاستشاري النسائي
ورئيسة اللجنة الثقافية النسائية بمحافظة خليص
ومشرفة العلوم الشرعية بمكتب تعليم خليص
ورئيسة مركز فتاة غران
مقالات سابقة للكاتب