وعد الشمال .. إسم أطل علينا إطلالة فكر طموح ، وجزء لا يتجزأ من رؤية المملكة 2030 ..مشروع تنموي غير مسبوق ، وبه من التحدي ما يماثل تحدي استخراج النفط قبل عشرات السنين …
وعد الشمال سباق مع الزمن ، وإنجاز ضخم على أعلى مستوى .. فالهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن” تزاحم الساعات والأيام لإنشاء أكبر المدن الصناعية في المملكة ” وعد الشمال ” مدينة الصناعات التعدينية .. مشروع واعد لمستقبل بدأت بوادره تطل علينا تزف لنا البشارات .. فتلك صناعات تحويلية مرتقبة ، وأخرى استثمارات نوعية مستقبلية .. وعد الشمال حيث تتكامل جهود الدولة الممثلة في الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن” التي أسند إليها استكمال هذه المدينة مع إدارتها وتشغيلها، وشركاء نجاح من قطاعات الدولة والقطاع الخاص .. جهود تضافرت لإنشاء أكبر المدن الصناعية في المملكة ، وذلك على غرار مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين ..
وعد الشمال هذه المدينة العملاقة لا تتمثل أهميتها في كونها نقلة نوعية وتاريخيَة في حياة المنطقة الشماليَة وأبنائها ، ورافداً قويَاً للاقتصاد الوطني ليس هذا فحسب ، وإنَما هي مشروع يؤكد قوة وثبات ونمو الإقتصاد الوطني أمام تداعيات وتأثيرات الأزمة المالية العالمية ، وفي ظل ظروف سياسيَة صعبة تعيشها منطقة الشرق الأوسط إلا أنها مدينة اقتصادية تسير وفق خطط محكمة ، وذات أهداف واضحة المعالم .. مدينة بنيت على رؤية ثابته ثاقبة وضعت نصب عينها منطقة الحدود الشمالية.
إلى جانب المناطق الخمس المستهدفة بالتنمية الشاملة ، ولا غرو في ذلك فهي منطقة يتوفر تحت أرضها أكبر احتياطيات العالم في الفوسفات والغاز في منطقة حزم الجلاميد بمحافظة طريف.
ولهذا حرصت بلادنا حفظها الله على التخطيط لإستثمار هذا المخزون بإنشاء مدينة صناعية ، و هيأت لها كل عوامل النجاح لتحقيق الأهداف المرحلية لمشروع تطوير مدينة وعد الشمال الصناعية في منطقة الحدود الشمالية للبلاد ، وفق مسار زمني محدد للمشروع ، وهذه الانطلاقة الناجحة في مراحلها الأولى ، والتي أطلت علينا مع زيارة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده – حفظهم الله – للمنطقة الشمالية لم تكن لتحدث دون الدعم المباشر من قادة هذه البلاد ، و التعاون والتكامل بين الجهات الحكومية والخاصة ، ذات العلاقة بالمشروع والتي تتمثل في وزارات الطاقة والصناعة ، والثروة المعدنية، والنقل، والمالية، والبيئة والمياه والزراعة، وصندوق الاستثمارات العامة، والمؤسسة العامة للموانئ، والشركة السعودية للخطوط الحديدية، والهيئة السعودية للمدن الصناعية، ومناطق التقنية ” مدن ” وشركة أرامكو السعودية ، والشركة السعودية للكهرباء، وشركة المياه الوطنية ، وشركة معادن وشركائها… تكامل بين جهات مؤثرة وبصورة مباشرة في جميع مناحي الحياة وأولها اقتصاد الوطن ..
فنجاحات المراحل الأولى للمشروع مقارنة بحجم التحديات والصعوبات التي واجهت أعمال الإنشاءات والتحضيرات له ، تعد إنجازاً متميزاً بكل المقاييس ، مما يدفع بهذه المدينة لتكون نقلة نوعيَة جديدة في اقتصاد المملكة وستسهم بحول الله بشكل مباشر في تنمية الصناعات غير النفطية من خلال إيجاد فنون صناعية متنوعة تستغل الثروات الوطنيَة الأخرى المخزونة في أراضينا الغالية وفي المنطقة الشمالية بالذات .
ولهذا مزايا كثيرة ستوفرها مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية و منها جلب الاستثمار كونها ستصبح بيئة جاذبة للاستثمارات الصناعية التحويلية الأخرى وتوفير فرص عمل عديدة لشباب الوطن ، وهذا بلاشك سيقلل من نسبة البطالة و الهجرة من مدن منطقة الشمال إلى المدن الكبرى وهذا سيساهم في تفعيل دور منطقة الشمال في المملكة ويرفع من نمط تعجيل التنمية فيها ويعزز من إسهام القطاع الخاص في التنمية الاقتصاديَة والاجتماعيَة…
ويعود الفضل في ذلك للدعم الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، قيادة ذات حكمة وبعد نظر في العمل على ازدهار هذه البلاد لتكون في مصاف الدول العظمى بل وتتفوق عليها بفضل الله أولاً ثم بنهج هذه البلاد في تحقيق العمل التكاملي بين الوزارات والشركاء بل والافراد ، واستغلال موارد هذه البلاد في كل شبر منها مادية وبشرية ..إضافة إلى العمل الدؤوب من رجال شركة معادن وشركائها فهي بالذات تحمل على عاتقها إنشاء هذه المدينة العملاقة ، والتي تجد المتابعة والإشراف المستمرين من منظومة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية….
ومما دفعني للحديث عن هذه المدينة هو شعور الفخر والاعتزاز بهذا الوطن وقيادته ومشاريعه التي تبني الحاضر والمستقبل معاً , إضافة إلى أنني نظرت له بمنظار أهالي منطقة الحدود الشمالية وهم يتابعون هذا المشروع عن قرب ويشاهدون ما جهزت له من بنية تحتية ضخمة ولعل أبرزها ربط مدينة وعد الشمال بمشروع سكة حديد وإنشاء محطة للركاب من أجل أن تهيأ للمدينة كل البنى التحتيَة اللازمة وتوفَير كافة التسهيلات مما سيساهم بدرجة كبيرة في إمكانية تأهيل أبناء هذه المنطقة بالذات وغيرها من المناطق بتدريبهم وجعلهم قادرين لقيادة وتشغيل المدينة الصناعيَة عند الانتهاء من تنفيذها ..
مشروع ضخم كهذا من شأنه أيضاً أن يسهم في تطوير مرافق وخدمات التعليم والصحة وتحسين الخدمات الحكوميَة الأخرى في المنطقة .. وعد الشمال مستقبل واعد لحاضر مشرق لكل الوطن .
نويفعة صالح الصحفي
رئيسة المجلس الاستشاري النسائي
ورئيسة اللجنة الثقافية النسائية بمحافظة خليص
ومشرفة العلوم الشرعية بمكتب تعليم خليص
ورئيسة مركز فتاة غران
مقالات سابقة للكاتب