قال تعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصكم به لعلكم تتقون )
المتتبع لحال المسلمين في كل العصور حتى عصرنا الحاضر يرى فيه الكثير من الفتن والبدع منها ماظهر في وقت متأخر من عهد الصحابه عليهم رضوان الله ومنها ما ظهر في العصور التي تلتها والبعض اﻵخر منها ظهر في زماننا . وتتلخص تلك البدع والفتن في بدعة القدر واﻹرجاء والتشيع والخوارج واﻹعتزال والتصوف والبناء على القبور وغيرها.
وهذه البدع والشبه والضلالات قام بها البعض لتشويه الدين الحنيف الذي نقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل الشبه والشوائب بما كان يوحى له .فأدخلوا عليه بعض اﻷعمال التي لم يقرها المشرع الكريم ولم يعمل بها نبي هذه اﻷمة عليه الصلاه والسلام ولا صحابته رضوان الله عليهم ، ولو كان في تلك البدع والضلالات خيرا لسبقونا إليها ، وقد نبهنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال (من يعش منكم فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)
فبما أن مرجعنا الكتاب والسنه ونهج أهل السنة والجماعه .
وأن في إتباع ذلك المنهج القويم النجاه من الوقوع في البدع والضلالات .
ومع إمتداد الزمن كثر الجهل بأحكام الدين والبعد عن الرساله فنقص العلم وتفشى الجهل ، وذلك عندما قبضت أرواح العلماء وهو مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يقبض العلم إنتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما أتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)
وقال صلى الله عليه وسلم (يكون في آخر أمتي أناس دجالون كذابون يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم وآباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتونكم)
ولعل من أكثر البدع التي يروج لها من البعض ويفتون بجوازها من باب حرصهم الشديد وحبهم للنبي صلى الله عليه وسلم هي (بدعة المولد) أما من لم يحتفل بمولده فيتهم بعدم حبه له عليه الصلاة والسلام .
احبتي في الله ، في الحديث عن احتفال البعض بالمولد .. او قيامهم بفعل امر يعتبرونه عبادة وقربى الى الله تعالى يجب ان يكون لهذا الفعل دليل من الكتاب او السنة فإن لم يكن ثمة دليل فينبغي للمؤمن ان يتوقف عن هذا الفعل وإلا لأصبح الإنسان يستحسن في دين الله أمورا ليست فيه ويفتح بذلك أبوابا للعامة للإستحسان على الدين مما يؤدي الى الإخلال بحفظ هذا الدين .. فليست هناك عبادة إلا علمها الرسول صلى الله عليه وسلم وبلغها … وإليكم هذه القصة التي حدثت لأحد العلماء المعاصرين مع بعض الذين يحتفلون بالمولد وكان هذا في محفل أمام الناس
-بادر المحتفل بقوله للشيخ : أنتم الذين لاتحبون النبي
– ردالشيخ قائلاً : استغفر الله الذي لايحب النبي كافر .. لكن لماذا تتهموننا بعدم حبه
المحتفل : لانكم تتهمون المحتفلين بمولده بالمبتدعه
الشيخ : اذا نتناقش ولو أقنعتني أنا أحتفل بمولده .
المحتفل .. موافق
الشيخ .. هل تعتبرون الاحتفال بالمولد النبوي عادة أم عبادة
المحتفل …. عبادة طبعا
الشيخ ….. هل هذه العبادة علمها النبي صلى الله عليه وسلم أم لم يعلمها ( لأنه ما من عبادة إلا وقد علمها النبي صلى الله عليه وسلم)
المحتفل…. بل علمها النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ…. هل عندما علمها النبي صلى الله عليه وسلم بلغها لأمته أم لم يبلغها
عندها سكت المحتفل .. لأنه لو قال لم يبلغها لكان النبي مقصرا في ما أمره الله بتبليغه … ولو قال بلغها لأمته لطالبه الشيخ بالدليل ..
عندها تراجع المحتفل وقال لا بل الإحتفال بالمولد النبوي عادة وليس عبادة
الشيخ…. اذا لاتتهموا من لم يفعل العادة بعدم محبة النبي صلى الله عليه وسلم
المحتفل … والله أنا لم أناقش أحدا بهذه الطريقه وأعدك أني لن أحتفل بعد اليوم بالمولد .
ومن العحب أن أول من أبتدع بدعة المولد هم العبيدون من أبناء اليهودي عبيدالله بن ميمون القداح . ومن المعلوم بأنه ليس هناك تاريخ مؤكد لميلاده عليه الصلاة والسلام بل إنهم جعلوا تاريخ وفاته تاريخا لولادته، ويقصدون من ذلك أن يجعلوا ولادة من يعتبروه عدوا لهم هو تاريخ وفاته.
وفقنا الله وإياكم ﻷن نكون أمة متبعه لا مبتدعه
ودمتم بخير.
مقالات سابقة للكاتب