إفساد قضايا الود

الاختلاف سنة إلهية أزلية في سائر عوالم المخلوقات وهذا التنوع دل عليه الشرع “ولوشاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك”.

“في اختلاف الأصدقاء شماتة الأعداء ، و في اختلاف الإخوة فرصة المتربصين ، و في اختلاف أصحاب الحق فرصة للمبطلين“.

أعطينا فسحة واسعة بحجم السماء للمشاركة نصاً وصورةً وصوتاً من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة ، فبدأت جموع المغردين والكتبة في ركوب هذه الموجة المائجة التي جرفت الكثير منا الى التعصب والنظر القصير وأصبح سقف الحرية لا يتعدى الرؤوس عند الكثير “إلا من رحم ربك” وقليل ما هم، فانكشف الكثير، وتكشفت الصورة الحقيقية التي يحملها كل منا عن الآخرين.

فأصبح لدينا فريقان يشدان المجتمع بكافة الوسائل طرف في أقصى اليمين وآخر في أقصى اليسار ، كل يحاول جره إلى صفه والتبرك بمدحه.

لقد أصبح المجتمع أكثر وعياً وإدراكاً لكثير مما يحاك ويراد له، لذا من الصعب جداً جره ذات اليمين أو ذات الشمال، وهذا يكاد يكون مسلماً به فالقواعد التي ينطلق منها مجتمعنا أساسها متين وموغل في المتانة إذ الاستناد إلى ما جاء به الدين الحنيف (بعيداً عن جفاء الغالين، وانفلات المفرطين) هو سفينة النجاة التي يعرف قدرها من بنى أساس تعامله ومعاملته في شئون حياته على نهج رباني أوله هنا (الدنيا)، وآخره جنة عرضها السموات والأرض.

لذا فنضج المجتمع يكون بالقرب من منهل الوحيين الصافي، والبعد عما عداهما، الذي لا يخلو من تسرع المتسرعين وتعجل المتعجلين في ركوب موجة ضد أو مع دون هدي ولا هداية . وهنا نستطيع القول أن الاختلاف لا يفسد للود قضية.

محمد سعيد الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “إفساد قضايا الود

ملاك

بارك الله فيك صادق في التعبير وتصوير الواقع سلمت استاذنا

أحمد بن مهنا

أتصور لو أننا تعبدنا الله بأخلاقنا ،لتغير سلوكناكثيرا ، وتنافسنا في الاتصاف بأفضل الأخلاق ، تأملوا كيف التنافس في العادات المجتمعية ، والحديث عنها ، وممارستها كلها الطيب منها وغيره ، حتى الحديث في المجالس يدعمها ، من نقل الأخبار وحكي القصص ، فتمسك الناس بها طلبا للذكر أو الثناء فكيف لو دخلت هذه الممارسات والسلوكات في العقيدة كما هي من ديننا ، ونصف ثمن الجنة ؟! شكرا لكاتب المقالة الأستاذ الفاضل محمدبن سعيد .

عبدالرحيم الصبحي ـ أبو أوس

الأستاذ الفاضل محمد بن سعيد لا فض فوك وإحساسك الجميل بالمجتمع الذي نعيش فيه ونتعايش واقعه
ولا زالت مجتمعاتنا تحتاج إلى المزيد من الوعي والثقافة وتعلم برجوع كل نص إلى العقيدة التي تبنى عليها حياتنا مؤكدا كلام المربي الفاضل والأب التربوي الستاذ أحمد بالدعوة إلى تبني التربية على القيم وصناعة الفكر التي تصنع حياتنا شكرا لك أيضا بحجم السماء سعة صدرك وعاطر ابتسامتك التي صنعت القبول لك في قلوبنا

ديلاور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه اول مشاركه شكرا لكاتب المقاله وشكرا لمن وجه الدعوه للمشاركة في الصحيفه
اختلاف الرأي اصبح اقصر الطرق إفسادا وتدميرا للموده لما نعيشه من احداث تحدث أمامنا وما نشاهده من صورا تتكرر ومن اقبح الصور رواد الفكر والثقافة في الوطن العربي فالمتابع لحوارتهم ومناقشاتهم في الفضائيات ألعربيه يشعر بالأسى والحزن والخيبه على ما وصل اليه حال الكثير منهم عند الاختلاف في الرأي من اتهامات متبادله وتطاول وكلمات جارحه وسوقيه ليتحول الحوار الى ردود افعاله قاسيه وحلبه ملاكمه ويستثنى من ذالك عندما يعلن النفير العام للتطبيل وتزوير الواقع فماذا عن حالنا نحن الذين لا ندعي الثقافة ولا الفكر بل تنطبق علينا مقولة مليون فكره تجي ومليون فكره تروح شخصيا أصبحت اتجنب ابداء الرأي او الخوض في نقاشات وخاصه مع الأصدقاء ما عدا في الأمور التى تحتاج لأكثر من رأى وبتحفظ فهؤلاء أصدقائي وأهلي وأحبابى يجب ان اتقبلهم بسلبياتهم وإيجابياتهم وان أكون سطحيا مع البعض وعميقا مع الآخر فقليل منهم من يستحق الأعماق وان ضاق الحال ما اجمل الرحيل بهدواء لا ندعي المثاليات التى لا تنطبق على واقع حياتنا ومتغيراتها ومتاعبها ومصائبها وهمومها وغلائها واقع تصرفاته معنا لا انسانىيه لقد أصبحت اغلب الصدور ضيقه لا تتحمل مزيدا من النقاش والحوار بلكاد تتحمل الاجساد التى تحويها فليست عصبيتهم بطبع ولا افتعال للمشاكل ولاكن كما ذكرت واقع فرض عليهم سطوته وجبروته فربما تتطور الحوارات الى كلمات قاسيه تخوننا فيها المفردات ونسيئ الفهم وتفسد النوايا مما يتسبب في جراحا عميقه في قلوب احبتنا فليس في القلوب متسع للمزيد من الجراح فرفقا بقلوب الأهل والأحبه فلا احد يستحق ان نخسره من اجل اختلاف في الرأي فكلنا راحلون ولتبقى الذكرى الطيبة بيننا. فقد خسرنا الكثير والكثير . ديلاور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *